قراءة في كتاب ( الشيعة والشيوعية …صراع حاد بين الإيمان والألحاد )

قراءة في كتاب ( الشيعة والشيوعية …صراع حاد بين الإيمان والألحاد )

حقائق عن تاريخ الحركة الشيوعية السرية في العراق للمؤلف المحامي جواد الظاهر

عضو شرف إتحاد المؤرخين العرب

بغداد – 1438 ه – 2017م

بعد قراءة وتمعن فيما ورد بالكتاب … من تزييف لحقائق التاريخ في نضال الشيوعين العراقيين وتضحياتهم الجسام قادة وكوادر واعضاء وأصدقاء ومؤيدين , على ايدي السلطات الحاكمة الغاشمة منذ تشكيل الدولة العراقية , عام 1921وحتى الآن عدا فترة صغيرة من هذا التاريخ ممكن احتسابها شهور أو سنة على الأكثر … وهي السنة الأولى لثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 , ومحاربتهم بشتى الإساليب القمعية , من قتل وسجن واعتقال , مصاحب بشتى انواع التعذيب والترهيب والترغيب لنبذ مبادئهم السامية في انهاء استغلآل الأنسان لأخيه الإنسان , ومن أجل العدالة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية , وبناء دولة يسودها القانون , وتضمن الحريات الفردية والعامة وتصون أمنه وتوفر له الخدمات العامة , والعيش الكريم وضمان إجتماعي وصحي وتعليمي وتعمل على توفير فرص العمل للقادرين عليه وتحفظ حقوق العجزة والمعوزين في عيش لآئق … كل هذه الحقوق التي كفلتها الدساتير العراقية الدائمة والموقته … والتي صادرتها الحكومات المتعاقبة والمتسلطة على رقاب شعبنا , هذه هي المبادئ التي ناضل من إجل تحقيقها لشعبنا العراقي الكريم , الحزب الشيوعي العراقي , منذ تأسسيه ولحد الآن … والذي اعتبرها مؤلف الكتاب أعلآه مزايدات وأكاذيب وخداع للناس البسطاء والشباب والطلبة والعمال والفلاحين , من إجل (نشر الماركسية والشيوعية الهدامة التي يرفضها الدين والشريعة والمجتمع … حسب ما يقول المؤلف ) إفتراء ولوي الحقائق , ويعتبر الشهداء والسجناء والمعتقلين , خارجين عن القانون , ويمتدح إجراءات السلطات الغاشمة المتسلطة على رقاب الشعب … قانونية وضرورية وتأديبية , تمنع انتشار الأفكار الماركسية والشيوعية الملحدة , ويمتحدح حزب البعث في إنقلآبه المشؤم في 8 شباط الأسود عام 1963 وإجراءته واحكامه الجائرة التي راح ضحيتها اكثر من ربع مليون , بين شهيد وسجين ومعتقل … ويمتدح إجراءات الزعيم عبد الكريم قاسم في منتصف ال1959 , اتجاه الشيوعيين وحزبهم , من غلق مقراته وجريدته المركزية وفسح المجال لشرطه السرية وقوى الأمن من أعتقال وتعذيب للشيوعيين واصدقاءهم وتقييد وتضييق حرية منظمات المجتمع المدني من رابطة المرأة العراقية وإتحاد الطلبة وإتحاد الشبيبة الديمقراطية واتحاد نقابات العمال والنوادي الإجتماعية , وكل هذه الإجراءات اللآقانونية تشفي بالشيوعين وحزبهم , وليس حبا بعبد الكريم قاسم … تراه في معظم الصفحات لا بد ان يذيلها . بتعقيب منه تشير ( الشيوعين ملحدين وكفرة وهم تابعين للإجنبي السوفيتي , ويريدون نشر الماركسية الملحدة , والشعب ينفرهم ويستصغرهم , وقفت المرجعية الدينية ضدهم , عبر فتاوي تصفهم بالألحاد والكفر وغيرها من التعقيبات التي تدل على متوريته وحقده على الشيوعين وحزبهم الجماهيري العريق وعلى عدم موضوعيته بأعتباره عضوشرف اتحاد المؤرخين العرب ,.. وهم براءه منه , وسيتوضح ذلك لآحقا … بالتاكيد كل هذه الإفتراءات مدفوعة الثمن من قبل أحزاب أو منظمات أو قوى أسلآموية تريد النيل من الحزب الشيوعي في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه شعبنا وبلدنا العراق العزيز … من فقر وجوع وارهاب وخطف وقتل الكفاءات والعلماء والأكاديمين والطباء والمهندسين والأساتذة والشخصيات الوطنية و بالإضافة الى نهب مستمر لموارد البلآد ورشوة متفشية وفساد إداري ومالي متفشي بكل مفاصل الدولة , وتزوير شهادات ووزارات غير كفؤة وبرلمان وحكومة متحاصصة , وغياب للقضاء واصدار قوانيين وقرارات ضد مصالح الشعب وإرادته وحقوقه المشروعة والتي تسيطر عليها الأحزاب الأسلآموية الي جاءت الى السلطة بمباركة من امريكا وايران والمرجعية آن ذاك , وجاءت باسم المظلومية والدين والمذهب والطائفة والعرق … والتي سببت بسلطتها الفاشلة ضياع ثلث البلد أرضا وشعبا وبنى تحتية مدمرة وهلآك مئآت الألآف من ابناء قواتنا المسلحة وبنات وأبناء شعبنا البررة , وتشريد ونزوح وهجرة الملآيين واغتصاب النساء واستعباد الناس باسم الدين والشريعة وايتام و أرامل بالملآيين .. كل هذه المئآسي , بسبب سياسية احزاب الأسلآم السياسي الفاشلة , التي يدافع ويثني عليها الكاتب المرتزق في كتابه الذي يريد به التفرقة بين ابناء الشعب ويثير ويؤجج صراع غير مبدأي بين الأحزاب التي اعترفت بها وأجازتها الحكومة عبر مفوظية الأحزاب وبشروطها وقواعدها , يثير ويدعو المراجع الدينية لإدانة الحزب الشيوعي وتكفيره , في حين ان المرجعية الدينية بالنجف , قد ادانة سياسة هذه الأحزاب الأسلآموية الفاشلة في أكثر من خطبة ودعت المجرب لا يجرب , ولم تسمح بلقاء قادة هذه الأحزاب المتسلطة على السلطة عبر التزوير والقوانيين الجائرة والقرارات القرقوشية المنبوذة … هذا الكاتب المرآئي لم , يذكر في صفحة أو مقتطف او سطر أو جملة أو كلمة عن فشل هذه الأحزاب الإسلآموية في سياستها .. بل صب نار غضبه الغير مبرر على الشيوعيين وحزبهم .

أردت في هذه المقدمة توضيح سلوك الكاتب المرتزق في أصدار كتابه في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا ووطننا العزيز الأيل الى الإنهيار , ان لم تأتي سلطة وطنية مدنية علمانية تنقذه من هذه الهاوية المريعة .

بعد قراءتي للكتاب من أول صفحة فيه الى الآخير , تعجبت من أن هذا الكاتب الذي يلوي الحقائق ويزور التاريخ ويلفق الأحداث ويؤيد السلطات القمعية الغاشمة ويبتعد عن حقوق الشعب ومصالحه ومطالبه المشروعة .. ان أتسائل عن صدق عضويته في إتحاد المؤرخين العرب , في رسالة بعثتها الى رئيس وأمين عام إتحاد المؤرخين العرب الذي مقره القاهرة … في هذه الرسالة إلمبينة إدناه

السيد رئيس إتحاد المؤرخين العرب … ألأستاذ ألدكتور حسنين محمد ربيع المحترم

السيد الأمين العام لإتحاد المؤرخين العرب … الأستاذ الدكتور محمد عيسى الحريري المحترم

أحر التحيات وأطيب التمنيات بموفور الصحة والعافية والنشاط الدائم والمستمر الأكاديمي والتاريخي الإنساني الإجتماعي المتميز .

أرجو تفضلكم بتزويدنا بالمعلومات عن المدعي بعضوية الشرف في أتحادكم الموقر المحامي الحاج جواد الظاهر / العراقي الجنسية … حيث اصدر كتاب عام 2017 بعنوان إستفزازي مزيف للحقائق التاريخية ( الشيعة والشيوعية صراع حاد بين الإيمان والألحاد ) … وهو غير صحيح ولا تاريخي بين ابناءالشعب العراقي , بين اصحاب مبادئ سامية , وبين من يدعون بالأسلآم زورا وبهتان … من اجل استمرار حكم الأحزاب الأسلاموية من اجل البقاء بالسلطة في العراق , لأستمرارية نهب ثرواته , وخلق الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية , واللعب عبر هذه الصراعات بهدف الإستمرار بالسلطة والسياسة الفاشلة لإحزابهم , التي سببت الكوارث لشعبنا العراقي , وافرغت خزائنه , وافلست وجوعت شعبه , وأقترضت مئآت المليارات , لكي تثقل كاهل الأجيال القادمة … وهي مستمرة لسرقة موارده , عبر قوانين وقرارات وتعينات وتزوير شهادات , مستخدمة سلطتهم الجائرة , التي يؤيدها البرلمان المحاصصي الفاشل , حيث هي نفس الأحزاب الحاكمة , كتلهم في البرلمان التي تأسست على إستخدام الدين والمذهبية والطائفية والمظلومية كمطية للوصول الى البرلمان والسلطة . هذه السلطة التي سببت لنا تفشي الأرهاب بكل اشكاله , وكذلك تسلط المليشيات الحزبية على رقاب الناس , وهي التي سببت وسمحت لدخول داعش الى العراق وسوريا عبر السياسية الطائفية المذهبية , ولم تدافع عن العراق … ارضا وشعبا , وتركته فريسة بيد داعش المجرم المتوحش . الذي قتل مئآت الآلاف من خيرة بنات وأبناء شعبنا العراقي ونذكر بمجزرة سبايكر التي راح ضحيتها ( 1700) شاب بعمر الزهور … من المسئول عن سبب هذه الكوارث ؟, ودمرت البنى التحتية لخمسة محافظات عريقة بالحضارة . وهذا الشخص يمجد هذه الأحزاب الأسلآموية التي تدعي بالدين الإسلآمي , التي فشلت في سياستها ولم تجلب لنا سوى الخراب والدمار وتعمل على خلق صراعات طائفية ومذهبية وعرقية ودينية وفكرية , هذا الكتاب الممول من قبل هذه الأحزاب ولا نعرف قد يكون ممول من جهة أخرى أجنبية .. حيث يتم توزيعه مجانا على منتسبي الدوائر الحكومية , وفي الشوارع , للإساءة الى أعرق حزب وطني , قدم الشهداء من قادته وكوادره واعضاءه واصدقاءه مئآت الألاف … على ايدي الحكومات الفاشية المتعاقبة على دست السلطة في العراق … يريدون من خلآل هذا الكتاب … الإساءة والأفتراء وأختراع صراع بين المدعين بالإسلآم ,والحزب الشيوعي العرقي واصلا لا يوجد سابقا ولا حاليا مثل هذا الصراع … بدليل العديد من الأحزاب السياسية الدينية , قد تبادلت الزيارات واللقاءات مع قيادة وكوادر الحزب الشيوعي العراقي …هذه الإيام , وقد تتحالف معه في قائمة انتخابية عابرة للطائفية المذهبية العرقية … على سبيل الذكر لا الحصر ..تيار الأحرار , حزب الفضيلة , حزب الحكمة , بعض قيادات المجلس الأسلآمي , وقوى أسلامية متنورة مدنية … لقد أفلست هذه الأحزاب الأسلآموية بسب سياساتها الطائفية والمذهبية , عديمة البر امج , التي تتخبط في ممارستها للسلطة , وهي تنهب وتسرق اموال الدولة والمواطنين وممتلكاتهم , تصدر قوانين وقرارات عبر برلمانها الطائفي , بالضد من مصالح الشعب , حيث التظاهرات الشعبية كل جمعة في ساحة التحرير/ بغداد والمحافظات الأخرى , التي تصدح حناجرهم , بفضح الفساد وانهاء المحاصصة الطائفية العرقية المذهبية الفاشلة , واجراء الإصلآحات على كافة الصعد الإجتماعية والسياسية والإقتصادية , ولكن السلطة والبرلمان أذانهم صماء , هم لم يكافحوا الفساد والقضاء ساكت … ولم كيافحوا الفقر والجهل والتسول المتفشي بين الأطفال والنساء والجوع والفقر والمرض والأرهاب , وتفشي سلطة المليشيات الحزبية , التي تغتال لمن يعارض سياسة احزاب السلطة , سواء عبر الصحافة المقرؤة , او الإعلآم الحر , وتخطف عوائلهم , تمارس ابعش اساليب التعذيب , من اجل الحصول على الفدية ثم تقتل ضحيتها بدم بارد … اين سلطة الحكومة من كل هذه الجرائم ؟

السادة المحترمون رئيس ومجلس ادارة واعضاء أتحاد المؤرخين العرب … هل ترضون لإنسان مدعي بعضوية إتحادكم , ان يثيرمثل هذه الصراعات والحقد الطائفي المذهبي الفكري بين أبناء شعبنا المسالم ؟ انتظر تفضلكم بالجواب المعرفي … مع الإعتزاز والتقدير

الناشط المدني / الصحفي

عبد الرزاق الحكيم

رئيس جمعية البيت العراقي لآهاي/هولندا

سكرتير المرصد السومري لحقوق الإنسان /هولندا

نجف / لآهاي

19/08/2017

وجاء الرد الواضح على لسان السيد رئيس إتحاد المؤرخين العرب , كما مبين إدناه :

رد: إستفسار عن مدعي عضوية شرف إتحاد المؤرخين العرب

arab historyso

https://cdn1.evernote.com/outlook/v1.6.3/images/app-icon.png

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد التحية الطيبة

الاسم المذكور ليس عضوا باتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة ولا نعلم عنه اي شئ من قريب أو بعيد حيث لا يوجد اسمه له بالاتحاد او استمارة عضوية او اي بيانات شخصية

وتم مراجعة الملفات ولا يوجد اي عضو لدينا بنفس الاسم المذكور

ولكم منا جزيل الشكر والتقدير ,,,,,

‏‏الموضوع: Fw: إستفسار عن مدعي عضوية شرف إتحاد المؤرخين العرب

هذا الرد الواضح الذي يبعد تماما عضوية هذا الكاتب المدعي بعضوية شرف إتحاد المؤرخين العرب , والتي وضعها في غلآف الكتاب بخط عريض … كيف تكون هذه الصفاقة لمحامي يعتبر القضاء الواقف في الدفاع عن الحقيقة . وهو يكذب على القراء ويدعي انه عضو شرف .

ينظر هذا الكاتب الى الأديان الأخرى نظرة دونية شوفينية , عندما يذكر أسم العالم البارز الذي يدرس كتابه رأس المال في جميع جامعات العالم بما فيها جامعات ايران والعراق , عندما يذكر ماركس صاحب النظرية العلمية الماركسية . يستهزأ به و يذكر اسمه ( اليهودي كارل مردوخ ماركس ) وعندما يذكر اسم الشهيد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي فهد فيقول ( العامل المسيحي يوسف سلمان ) ويذكر باسم عبد القادر إسماعيل ويوسف إسماعيل ( وهما من أصل أفغاني) وفوزي روفائيل ( مسيحي ) وجميل تومى وموسى حبيب ( مسيحي) وكلما يرد أسم قائد شيوعي من أصل يهويدي أو صابئي مندائي … يضعهم بين قوسين … ويريد أن يبعدهم عن عراقيتهم ومواطنتهم الأصيلة … وحيث نحن …لا أدبية أو وثيقة تشير الى أن هذا العالم الديني أصله فارسي أو أفغاني أو آذاري أو بخاري أو باكستاني … بل هناك أحترام وتقدير لهم .

يسّوف الحقائق عن الحزب وتنظيماته , ويقسمها حسب هواه , ويقول ( يحاول الشيوعيون أن يخدعوا المواطنين ويزعموا أنه كان للشيوعيين في العهد الملكي حزب سياسي وطني , في حين ان هناك تنظيمات سرية منذ عام 1933 وحتى ليلة 14 تموز 1958 وهي 11 منظمة سرية يقودها يهود ونصارى ملحدين … لا يتجاوز عددهم 300 منتمي ومؤيد حسب المصادر الرسمية … يا رسمية !؟ويقول انهم أي الشيوعيون لا زالوا يسمون تنظيماتهم السرية , وبسخرية حزب شيوعي ) .. وتشفى بإعدام قادة الحزب من قبل سلطة نوري السعيد الغاشمة المرتبطة بالإستعمار الإنكليزي عام 1949 , ويدعي انه وطني ومستقل .

وبودي ان أوضح للناس ولجماهير شعبنا المكتوي بنار سلطة الأحزاب الأسلآموية السياسية , بعضا من نضال الشيوعيون وقادته وفي بناء حزب من طراز جديد تحت قيادة الشهيد البطل الشجاع الذي لم ينحني لا لحاكم ولا لقاضي ولا لجلآد… فهد العظيم .

ولد فهد عام 1901 من عائلة مسيحية في محافظة الموصل في برطلة , وعند بلوغه السابعة , انتقلت عائلته طلبا للعمل في البصرة , ودخل المدرسة هناك , وبعد سنتين إضطر لترك الدراسة بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة … وفي عام 1916, انتقل الى الناصرية مع أخيه للعمل في معمل صغير للثلج , ثم عاد ثانية للبصرة ليعمل كاتبا في دائرة توزيع الكهرباء في الميناء , وتعرف على أحوال العمال للإدارة المسفن , ثم عاد الى أخيه في الناصرية للعمل في معمل الثلج , وفتح مكتبة في الناصرية لبيع الكتب والصحف . وفي مطلع العشرينيات , انتمى فهد الى أول حزب وطني شعبي في العراق ( الحزب الوطني العراقي ) الذي يتزعمه جعفر أبو التمن , وأصبح مساعد رئيس الحزب في الناصرية , وكان يمزج النضال الوطني بالنضال الطبقي … وفي تلك الفترة بدأ بقراءة الكتب المتوفرة عن الشيوعية ( البيان الشيوعي , ما العمل , الدولة والثورة وغيرها من الكتب الماركسية , ومراسلة الصحف البغدادية (البلآد ونداء العمال والأهالي ), وكان فهد يجيد اللغات العربية والكلدانية والإنكليزية والروسية , ومعرفة هذه اللغات مكنته من تتبع الأحداث الدولية عبر الصحافة الإجنبية . … آمن فهد بالماركسية فوجد فيها السلآح لمقارعة الظلم والإستغلآل , وتحقيق العدالة الإجتماعية , وفي غمرة حراكه الوطني , التقى بإمثاله من رواد الحركة الشيوعية في العراق , وأسس أولى الخلآيا الشيوعية في البصرة والناصرية عام 1929 , وقام بجولة في البلآد العربية لتطوير معارفه .. وبعد إعلآن المعاهدة العراقية _ البريطانية عام 1930 , تزايدت النشاطات الجماهيرية المناهضة للمعاهدة والمطالبة بالإستقلآل .

شارك فهد بالمؤتمر الوطني الذي عقد في 5 كانون الثاني عام 1931 بين حزب الأخاء الوطني والحزب الوطني العراقي , وأسفر عن توقيع مذكرة تطالب بتعديل المعاهدة وأسقاط الوزارة وحل المجلس النيابي … قاد فهد الإضراب العام في الناصرية عام 1931 وفي 13 كانون الأول عام 1932 , أصدر أول بيان … تحت عنوان ( ياعمال العالم إتحدوا ), ووقعه باسم عامل شيوعي , وفي 20 شباط 1933 إعتقل فهد في الناصرية , وكان أول عراقي يدافع عن الشيوعية , يعترف أنه شيوعي أمام الحاكم , واطلق سراحه بوساطة من جعفر ابو التمن .

كان فهد دائم الإتصال بمنظمي الحلقات الماركسية في بغداد والبصرة والديوانية والعمارة والنجف بإلإضافة الى الناصرية , أسس فهد الحزب الشيوعي العراقي بتوحيد جميع الحلقات الماركسية في تنظيم مركزي في 31 آذار 1934 , وانتخب عضوا في لجنته المركزية , وفي كانون أول 1934 , ارسله الحزب الى موسكو للدراسة الحزبية … أنهى دراسته في مدرسة كادحي الشرق , ثم سافر الى فرنسا وبلجيكا للتدريب على النضال الثوري بين صفوف عمال المناجم .

عاد فهد الى العراق في 30 1938 , فوجد الحزب قد تعرض لضربة قوية من قبل السلطات الحاكمة , واعتقلت قادة الحزب ومعظم كوادره , وقرار مناهظة الشيوعية , وبأن الحزب الشيوعي قد مات … ويذكر حنا بطاطو , إن الميل للشيوعية بدا ميلاَ لا مرد له , فما أن يقطع في مكان له , حتى ينبع فجأة في مكان آخر .

أمضى فهد متنقلا في البلآد بين البصرة والناصرية وبغداد , ويلتقي بمن سلم من الإعتقال , من الشيوعيين القدامى … وبخبرته أستطاع أن يبني حزبا شيوعيا لا يعرف المهادنة ولا المساومة … وفي عام 1939 , أصدر منشورا للشعب العراقي حدد فيه المطالب المشروعة … من بينها تأليف النقابات العمالية والأحزاب السياسية , ثم أصدر جريدته الشرارة في كانون أو ل 1940 , وتشكلت لجنة مركزية للحزب في كانون ثاني 1941 مع عدد من الشيوعين , بينهم فهد , عبداله القريني , وديع طليا , نعيم طويق , داود الصائغ , ذنون أيوب , أمينة الرحال وزكي بسيم … وأنتخب فهد سكرتيرا عاما للحزب … وفي مطلع عام 1942 تم تقديم طلب تأسيس حزب ( الوحدة الوطنية الديمقراطي ) ونشر برنامجه في جريدة الشرارة في شباط 1942 , ولكن الحكومة لم توافق عليه .. ثم أصدر الحزب جريدته القاعدة .

في آذار 1944 عقد الحزب كونفرنسه الأول ( المجلس الحزبي العام ) وقدم فهد تقريره السياسي الذي حلل فيه الوضع الأجتماعي والأقتصادي والسياسي في العراق . وقدم أيضا المثياق الوطني , الذي شخص فيه الأهداف الوطنية لشعب العراق …. وبعد سنه في آذار 1945 , عقد المؤتمر الأول للحزب , وتم فيه تقديم التقرير التنظيمي والنظام الداخلي , وأنتخاب لجنة مركزية , حيث تم اعادة انتخاب الرفيق فهد سكرتيرا عاما للحزب وانتخاب مكتب سياسي أيضا , وعقد المؤتمر تحت شعار ( قووا تنظيم حزبكم … قووا تنظيم الحركة الوطنية ) , كما ناقش المؤتمر التقرير السياسي الذي كتبه فهد .

في عام 1945 تم تاسيس ( عصبة مكافحة الصهيونية ) وقبلت إجازته في 12/أيلول/1945 وأصدر جريته ( العصبة ) وكتب فهد معظم إفتتاحيات الجريدة .

قاد فهد أول تظاهرة جماهيرية , إندلعت في 28 حزيران 1946 , شارك فيها أكثر من 3000 متظاهر … تدافع عن الحريات الديمقراطية في العراق وتضامن مع الفلسطينين , وتأييد شعب مصر من أجل الجلآء … وتصدت لها الشرطة , وإستشهد 5 متظاهرين , كان من بينهم شيوعيا , وبفضل نشاط فهد وقادة الحزب , كانت جريدة القاعدة تصدر ب 3000 نسخة .

في ليلة 18/ 1/1947 , تم إعتقال فهد مع رفيقيه زكي بسيم وعزيز عبد الهادي , وكان على موعد مع الشخصية الوطنية سعد صالح , زعيم حزب الحرار … وتمت محاكمته في أيار 1947 مع 35 من رفاقه , وكانت محاكمته رائعة للدفاع عن الشيوعية, وأستطاع فهد بدفاعه عن الحزب الشيوعي العراقي والشيوعية , أن يجعل الخصم في موقع إتهام ونشرت الصحف فقرات من دفاعه , تلقفتها الجماهير , وبيعت جريدة الرائد التي نشرت دفاع فهد في المحكمة ب 250 فلس , في حين كانت تباع اعتياديا بعشرة فلوس .

وبسبب الحملآت العالمية والمحلية , اضطرت حكومة صالح جبر الى إبدال حكم الأعدام الى السجن المؤبد .,.. وبعد وثبة كانون عام 1948 وتصاعد التوتر العالمي … في 6/1/1949 أصبح نوري السعيد المعادي للشيوعية , رئيسا للوزراء , وأعلنت حالة الطواريء والأحكام العرفية , وأعلن نوري السعيد في البرلمان … أن هدف حكومته ( تصفية الحساب مع الشيوعين ) وتم إعادة محاكمة فهد ورفاقه , وحكمت عليهم بالإعدام , وتم تنفيذ الحكم في 14/شباط / 1949 الساعة 4,30 فجرا , وأشرف السفير البريطالني بنفسه على المحاكمة وعلى تنفيذ الحكم وعندما سئل الجلآدون فهد من تريد رؤته قبل الموت … طلب رفيقيه زكي بسيم وحسين محمد الشبيبي وأخيه داود المعتقل معه وأحدى قريباته , وأرسل الى أمه رسالة شفوية مع أخيه قائلا ( بلغها بان يوسف عذبك واتعبك كثيرا … إلا أنه لم يكن ثمة طريق آخر سوى هذا الطريق … طريق النضال الوطني في سبيل التحرر من الإستعمار , وقبل إعتلآءه المشنقة , قال قولته الشهيرة ( الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المنشانق … الشيوعية هي الحياة , فكيف يمكنها أن تموت ) .

اكتسب الحزب الشيوعي جماهيرية كبيرة وكان يستمد قوته التنظيمية من المناطق الفقيرة وأوساط المثقفين. وازدادت شعبيته بعد قيام النظام الجمهوري في 14 / تموز/ 1958 التي يعد الحزب من بين القوى التي هيأت المناخ السياسي لها. لكنه تعرض للتصفية على يد الحرس القومي الذي شكله حزب البعث بعد انقلاب فبراير/ شباط عام 1963، وأعدم عدد كبير من قيادييه.

وكان الحزب الشيوعي طيلة العقود السبعة الماضية مساهماً مع بقية احزاب شعبنا الوطنية والديمقراطية، في نضالات الشعب، في هباته وانتفاضاته وثوراته وسائر معاركه المجيدة، ومنها دوره في انتصار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958. وكان الحزب في مقدمة المضحين من اجل انتصار قضية الشعب وتحقيق اهدافه، وعلى هذا الطريق قدم الالاف من مناضليه وبضمنهم الكثير من قادته وكوادره، يتقدمهم يوسف سلمان يوسف (فهد) وزكي بسيم (حازم) وحسين الشبيبي (صارم) وحسين احمد الرضي (سلام عادل) وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي، الذين قدموا حياتهم فداء لقضية الشعب والوطن. وعانى الالاف غيرهم صنوف الحرمان والالام في سراديب التعذيب وفي السجون والمعتقلات، وفي ظل ظروف الاختفاء والحرمان من العمل، كما في المنافي، وغير ذلك من مظاهر التعسف والاضطهاد ، فالشهيد الخالد يوسف سلمان فهد واثناء محاكمته قال قولته الشهيرة : : (لقد كنت وطنياً قبل أن أكون شيوعياً”،فلما صرت شيوعيا أحسست أكثر بالوطنية ) و لقد حاول نوري السعيد ثني الشهيد فهد عن أفكاره ونشاطه السياسي مقابل إصدار العفو عنه وعن رفاقه فكان رده المعروف ( لو قدر لي أن أخلق من جديد لما اخترت غير هذا الطريق ) وصعد الشهيد فهد مشنقته وهو يهتف ( الشيوعية أقوى من الموت، وأعلى من أعواد المشانق).

وبعد انتكاسة ثورة 14 تموز 1958، وقيام انقلاب 8 شباط الدموي عام 1963، عندما قام حزب البعث بالانقلاب الذي اطاح بحكومة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم استهدف البعثيون الحزب الشيوعي واستمرت المعارك بين حزب البعث و افراد الحزب الشيوعي لثلاثة ايام في شوارع بغداد وقتل الكثير من الشيوعيين و من ضمنهم سكرتير الحزب سلام عادل، حيث وجهت ضربة شديدة الى الحزب وعموم الحركة الديمقراطية في العراق وأهدرت دماء قادة الحزب الاماجد والكثيرين من الكوادر والاعضاء والاصدقاء، ومن الديمقراطيين الاخرين.

لقد اتسمت مسيرة الشيوعيين الكفاحية، في العقود الاخيرة بالذات في فترة حكم النظام الدكتاتوري الصدامي والذي اغرق شعبنا بالكوارث والمآسي التي لم يشهد التاريخ لها مثيلا ، بعزم وإقدام وطيدين في مواجهة أبشع دكتاتورية تسلّطت على شعبنا في تاريخه الحديث، دكتاتورية هي الاكثر دموية وايذاءّ للشعب وإضراراً بالوطن.
و تصاعدت الحملة القمعية ضد الحزب بعد اجتماع لجنته المركزية في اذار 1978، الذي وجه نقداًشديداً للسلطة وللحزب الحاكم آنذاك. و تعرض الحزب الشيوعي العراقي الى حملة قمع وحشية إستهدفت تصفيته عام 1978. وأدت الحملة عمليا الى سحق منظماته في طول البلاد وعرضها خلال العام المذكور.

وفي ايار 1978 اقدم النظام على اعدام 31 مواطناً من العسكريين والمدنيين، شيوعيين واصدقاء للحزب، بحجج واهية، وشن حملات ملاحقة واعتقالات واسعة ومتواصلة. ومارست اجهزة النظام القمعية اشكالاً متنوعة من القمع والتعذيب وانتزاع البراءات والتصفية الجسدية في مختلف مناطق العراق، واقترن كل ذلك بحملة اعلامية تضليلية واسعة ضد الحزب.

بعد سقوط النظام السابق في أبريل/ نيسان عام 2003، ظهر الحزب الشيوعي العراقي إلى العلن مجددا بعد ملاحقات وحظر دام نحو ربع قرن في ظل النظام الديكتاتوري السابق.

واستطاع الحزب ان يحقق انتشارا واسعا بين ابناء الشعب العراقي خصوصا بين العمال والفلاحين والمثقفين من الطلبة والاساتذة والاطباء والمهندسين والمحامين، بسبب تعبيره الصادق عن احلام الشعب في التحرر والعدالة والتقدم الاجتماعي ..

ومنذ التاسع من نيسان عام 2003 , يوم سقوط النظام الصدامي , وحتى هذه اللحظة , إرتفع في سماء المجد أكثر من مئة شهيد شيوعي بين قائد وكادر وعضو حزبي على أيدي ألارهابيين والتكفيريين ، وما زال الحزب الشيوعي العراقي حتى يومنا هذا يقدم الشهداء فداء للوطن.

ومازالت أغنية الحزب على شفاه مناضليه:
اليمشي بدربنا شيشوف يا ابو علي

لو موت لو سعادة

واحنه دربنا معروف يا ابو علي

والوفه عدنه عادة

نعم طريقنا واضح، انه مفضي الى: وطن حر وشعب سعيد!

وهكذا فأن قوافل الشهداء الشيوعيين مثلت مصابيح مضيئة للمناضلين العراقيين من كل اطياف الشعب ويمثل شهداء الحزب قاسما مشتركا لكل مكونات الشعب العراقي. وقدم الحزب العديد من الشهداء الذين روت دماؤهم ارض العراق الزكية، وظلوا نبراسا للوطنية الصادقة، والشجاعة في النضال من اجل الطبقات الكادحة من العمال والفلاحين وبقية الشرائح المحرومة دفاعا عن حقوقهم ومصالحهم.

وستبقى دماء الشهداء الشيوعيين شعلة منيرة يحملها احفاد أولئك الابطال في ساحات النضال الطبقية والوطنية ملتصقين بحزبهم وشعبهم , ومؤمنين بالآفكار النيرة التي يحملونها من أجل خلاص العراق , ومن أجل رفاهية شعبه وأزدهاره وبناء وطن حر وشعب سعيد ومجتمع الإخاء القومي والعدالة الاجتماعية.

عبد الرزاق الحكيم

ناشط مدني/ صحفي

لآهاي /نجف

29/8/2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here