الأول من محرم هوية الحكمة الوطني

عمار العامري

إن لكل فكر رسالة وأهداف معينة، يسعى لتحقيقها عبر الوسائل المتاحة، إذ يعبر عنها من خلال الأدبيات التي يطرحها في الأمة، عن طريق أنصاره ومريديه، حيث تمثل هويته وإيديولوجيته، وعنوانه الذي يشار فيه إليه، من تلك الأطروحات الناضجة، تيار الحكمة الوطني؛ الذي يشكل امتداداً طبيعياً لمشروع آل الحكيم الفكري والسياسي.

تيار الحكمة الوطني؛ يعد من المشاريع السياسية المهمة في الواقع العراقي، إذ يحمل أفكار إسلامية واعية وواقعية، يعمل ضمن الإطار الوطني العراقي، مستهدفاً أبناء الرافدين من زاخو أقصى الشمال حتى الفاو أقصى الجنوب، مستثمراً كل الإمكانيات والقدرات البشرية، بعيداً عن الانتماءات والتوجهات القومية والمذهبية، للنهوض بالواقع الحالي من اجل بناء الدولة، وفقاً لقاعدة الانتماء الوطني، والمواطنة الصالحة لتحقيق الخدمة العامة.

عملت قياداته السياسية والدينية خلال الفترات الماضية على ترسيخ أفكاره ومتبنياته في المجتمع العراقي، ما جعله الأكثر قبولاً، فالتطبيق العملي لأفكاره يميزه عن المشاريع الأخرى، التي تتخذ من الشعارات المجردة أساليب للانتشار، إلا أنها تنتهي بفضح غايات المتبنين لها، ما يؤدي إلى تراجعها أو اضمحلالها بمرور الوقت، بالمقابل توجد الكثير من المبادرات التي تبنتها قيادة الحكمة الوطنية، أثبتت واقعيتها العملية.

من تلك البرامج التي تطرحها قيادة الحكمة الوطني، ومتمسكة فيها سنوياً لأهميتها في استنهاض الأمة، وإحياء روح الإصلاح والتغيير فيها، هي الشعائر الدينية؛ من خلال المجالس الرمضانية والعزاء الحسيني، ودعم المشاركة في الزيارة الأربعينية، وإقامة المواكب الحسينية، وإحياء التجمع السنوي في الأيام العشرة الأولى لأهميته، ليكون هوية حسينية للحكمة الوطني، واعتباره امتداداً لمبادئ الثورة الحسينية، وأهدافها السياسية والعقائدية والفكرية والاجتماعية.

فإحياء الأول من شهر محرم الحرام لهذا العام أهمية كبيرة، نتيجة لظروف تأسيس تيار الحكمة، وتأصيل واقعية هويته الإسلامية، ففي فلسفة الحكمة الوطني؛ إن النهضة الحسينية تمثل امتداد طبيعي لرسالة الأنبياء “عليهم السلام”، وإن إحياء شعائر النهضة؛ يعد أحياءاً لأهدافها السامية، لاسيما في تجديد رفض الظلم والظالمين، وطلب الإصلاح في الأمة الإسلامية، وتحلي بأخلاق أهل البيت “عليهم السلام” وتأثيرهم الروحي.

وإطلاق شعار “حسينيون ونبقى” في هذا العام، دليلاً على تمسك تيار الحكمة بمبادئه الإسلامية، وأهدافه الحسينية، التي سعى الحسين “عليه السلام” من خلالها؛ ممارسة التعقل والحكمة في إرشاد الأمة، والسعي لإصلاح أحوالها، وإن هذا الشعار دليل استمرارية نفس المنهج الذي رسمته قيادات التيار الأولى، إذ كانت ويبقى الكلمة التي رددها السيد محمد باقر الحكيم “هيهات منا الذلة” مصداق لمشروعه الأصيل.

بذلك حدد تيار الحكمة الوطني منهجه العملي مع انطلاقته، متمسكاً فيه بالنهج القويم للإسلام المحمدي، ومبادئ النهضة الحسينية، وتاريخ آل الحكيم في خدمة المصالح العليا للأمة الإسلامية عامة، والشعب العراقي بكل طوائفه ومشاربه، ليبقى الأول من شهر محرم الحرام عنوان حسيني للحكمة الوطنية، وهوية وضاءة في تاريخ التيار السياسي والفكري.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here