العهر الصحفي ،،،

العهر الصحفي ،،،

اصبحت الكتابة ( البعض ) هذه الايام تأخذ منحى لايمكن الاعتماد عليه ان تم التدقيق او البحث في مكنوناتها والدوافع والغايات والاهداف وراء اصحابها وان كانت غير معلنة من قبلهم متظاهرين العكس من ذلك ، محاولين اظهار الصورة المقلوبة والعاكسة لما في دواخلهم المريضة ويجدون من يحتضنهم ويروج لافكارهم ويعطيهم المساحة الكافية للوصول الى ما يريدوه هم والناشر على حد سواء .

عندما تلتقي رؤى وغايات واهداف الكاتب والناشر وتصب اكثر في صالح الناشر وخاصة اذا كان تابع لدولة تكره وتريد تخريب دولة الكاتب ، يقوم بتشجيع الكاتب واعطائه المساحة التي لايستحقها واظهاره وكأنه البطل القومي والمناضل الذي يجب ان يدعمه والمصيبة يصدق الكاتب ذلك ويقوم احياناً بالتلفيق والكذب فقط لارضاء نفسه وارضاء الناشر .

ولدينا للاسف الشديد كتاب تنطبق عليهم هذه الحالة ، فمنهم من يبهره الدولار فيلفق ويحرف ان كان من التاريخ القديم او الحديث ويفسره على هواه ومنهم من يكذب ويكذب ويظل يكذب حتى يصدق نفسه ويريد من القراء ان يصدقوه .

المشكلة تكمن في ان البعض من القراء وحتى البعض من الكتاب الاخرين يصدقون ما كتبه هؤلاء دون الرجوع الى المصادر الخبرية او التاريخية وهذا يدل على انهم التقوا في نقطة معينة يعتقدون بها ، ان كانت ايديولوجية ، قومية او دينية ( مذهبية ) ولا دينية .

متناسين ان الامانة والصدق والحقائق وعدم التحريف يجب ان يكون المعيار الاساسي والصحيح في الكتابة بعيداً عن اي فكرة قد تسيء لمصداقية كاتبها ، لا ان يكون المعيار هو التنقيص والتقليل من شأن الاخرين وخاصة في المراحل الحرجة التي يمر بها اي شعب .

وتغيب الحقيقة ويصبح الكذب والنفاق معياراً لما يحدث والضحية هو القاريء البسيط الذي يتصور ان هذه الصحف او المواقع الخبرية ذائعة الصيت هي دائماً من تعطيه الحقيقة الكاملة ، فيثق بها ويقع في شباك الخديعة والتدليس التي تنشرها او تبثها وسائل الاعلام تلك .

هؤلاء الكتاب لايستحقون الاحترام ويمثلون العهر الصحفي لانهم يبيعون اقلامهم لاصحاب الجيوب الممتلئة بالدولارات القذرة والتي تؤدي الى التفرقة والتدمير والكذب والنفاق ، وهؤلاء هم دواعش الاعلام القذرين واعداء الحقيقة .

بقلم
جلال باقر
‎2017-‎01-‎17

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here