رسالة سلام الى شعب كردستان

فراس الغضبان الحمداني
هناك من يرغب في الحرب وهناك من يصنع السلام ، العالم كله يترقب التطورات المتسارعة في ملف استفتاء كردستان وعزم البرزاني على اجرائه في 25 سبتمبر ايلول لكنه بدأ يلمح الى امكانية التأجيل بعد تزايد الضغوط الدولية وتخلي معظم الدول الكبرى المرعوبة من داعش عن نغمتها القديمة في مراضاة الأقليم وهي تجد ان كردستان لايمكن ان تكون البديل عن بغداد في الشراكة بالحرب على الارهاب الذي يهدد كل أوربا وأمريكا وبقية العالم فقد أبلغت واشنطن ولندن وباريس ومدريد وبرلين وروما والدول المجاورة كأيران وتركيا ابلغت جميعها مسعود البرزاني ان الاستفتاء مرفوض وان عليه ان يعود الى بغداد في حوار جاد ومفتوح لمناقشة الخلافات والقضايا العالقة والبحث عن حلول وانها تتفهم موقف العراق وترفض اضعاف جبهة الحرب على الارهاب .

العراقيون الذين سئموا من الحروب وكرهوها يريدون صناعة السلام والانفتاح على العالم والوصول الى نتائج ملموسة من اجل مستقبل أفضل للعراق والعالم باسره بعد التضحيات الجسيمة التي قدمها ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي خلال سنوات المواجهة مع الارهاب وبغداد لاتريد الحرب بين ابناء الوطن الواحد فالدستور العراقي لايجيز الحرب الداخلية ويؤكد على ان مهمة الجيش مواجهة العدوان الخارجي ومحاولات الاعتداء التي تكررها جماعات العنف والارهاب المنظمة وتستهدف الشعب العراقي والمنطقة والعالم ودون رحمة وكانت التضحيات تلك سببا اساسيا في جلب العالم كله الى جانب القضية العراقية وصار واضحا ان مسعود يمارس دورا تعطيليا وغير مقبول في هذه المرحلة بالذات وهو ما أتفق عليه الجميع بأستثناء أسرائيل التي تريد تقسيم العراق وتدمير مستقبل شعبه .

لانريد الحرب لأننا مللناها ولأن الشعب الكردي هو شعبنا واخوتنا الأصلاء ونعلم ان أغلب الشعب الكردي مسالم والدليل ان تظاهرات خرجت في كردستان وحملات كلا للاستفتاء تشير الى ان مشروع البرزاني لا يمثل شعبنا في كردستان الذي عانى ويلات الحرب وتداعيات المشاكل التي عصفت بالعراق خلال العقود الاربع الماضية بل من سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم ولم يعد ممكنا تحمل المزيد من التضحيات على حساب التنمية والعمران والاصلاح والبحث عن مستقبل افضل للاجيال القادمة .

نحن نرفض مشروع الاستفتاء الذي هو مشروع البرزاني لأنه سيشعل المنطقة ويثير الصراعات بين المكونات فهناك العرب والكورد والتركمان وهم يعيشون سوية في مناطق متقاربة وليس من المصلحة دفع المواطنين في المناطق المتنازع عليها للاحتراب كما حصل من صدامات بين الكورد والتركمان والاحتجاجات التي اندلعت في ديالى والموصل وصلاح الدين ضد الاستفتاء وكذلك التصعيد الاعلامي والكلامي الخطير بين السياسيين والقوى والاحزاب المتنافسة وهو ماسيدفع دول الجوار للتدخل في الملف وتسخين الاجواء اكثر واضعاف الجبهة الداخلية وترويع الناس وخلط الاوراق بينما الحاجة هي الى السلام والمحبة والتسامح .

كلنا مع شعب كردستان وهو يرفض جنون العظمة الذي أصاب بعض السياسيين الأكراد الذين لايبالون بمصير الشعب الكردي الحبيب الى ضمائرنا .

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here