الميزان: استفتاء كوردستان حق دستوري وأدعو العرب السنة لإدراك أن الكورد هم عمقنا الحقيقي

أكد السياسي العراقي المستقل، ناجح الميزان، أن إجراء استفتاء استقلال إقليم كوردستان حق دستوري مكفول بجميع المواثيق الدولية، داعياً العرب السنة إلى المطالبة بتقرير مصيرهم “وإدراك أن الكورد هم عمقنا الحقيقي”.

وقال الميزان إن “العقد شريعة المتعاقدين ويفترض أن نحتكم جميعاً للعقد الذي أبرم بعد عام 2003 لكن الحكم في بغداد مفتقد للسيادة وهو حكم ولاية الفقيه وتتحكم فيه دولة خارجية والميليشات التي تدار من إيران باعترافهم هم، أي أنهم من فرطوا بالسيادة، وإدعاء الوطنية من كل الأطراف، احتيالٌ على اللفظ ويهدف لخضوع العراق بكامله لإيران وهذا ما صرح به كل القادة الإيرانيين”.

وأضاف: “في 2006 حينما فتحت سوريا أبوابها للنازحين، أنكروا (حكومة بغداد) ذلك على سوريا واعتبروها عدواً بمعنى آخر إن كل من يفتح بابه للعرب السنة يصبح هدفاً لأتباع الولاية في حكومة بغداد والميليشات فعندما كنا في سوريا اعتبروا بشار الأسد مجرماً لكن عندما انحازت إيران إلى دمشق أرسلت تعليماتها للعراق بدعم الأسد”.

وتابع: “إنهم يخرقون الدستور ويجعلون العراق تابعاً لدولة أخرى ويتحكم به قادة من بلدان أخرى، اليوم لم يبق شيء اسمه العراق بل منطقة العراق باعتباراها منطقة تابعة لإيران كأي محافظة تتحكم به ولاية الفقيه، فأي دستور يتكلمون عنه ويتبجحون به هل تركوا أي قدسية للدستور؟! فهم لم يلتزموا به منذ زمن المالكي”، مشيراً إلى “الجرائم التي ارتكبتها الميليشات في المناطق السنية ضد الأبرياء دون أن ينتموا لداعش، وحزب الله اختطف 2100 شخص في الرزازة، اضافة إلى 700 شخص في الصقلاوية ونحو 4300 في محافظة صلاح الدين، السؤال هو هل علينا اليوم أن نكون قرابين للحشد الشعبي؟!”.

وأوضح: |في بغداد دولة وحكومة وسلاح مذهبي وطائفي لكن هل العرب السنة مجبرون على البقاء ضمن هذه الدولة والقبول بولاية الفقيه؟ هذا مستحيل! لكن كوردستان اليوم اعتراضها واضح وهذه هي الأسباب التي أدت إلى تقرير مصير الشعب الكوردي الذي هو في الأصل حق مكفول بكافة مواثيق وقرارات الأمم المتحدة فهذا الحق هو من حقوق الإنسان الأساسية وهذا ما حصلت عليه قائمة طويلة من الدول”.

وحول قرار البرلمان العراقي برفض استفتاء كوردستان قال الميزان: “إيران هي التي منحت للجبوري منصبه وليس العرب السنة، وبعد ذهابه إلى إيران أعيد إلى منصبه رغم اعتراض المتظاهرين الذين خرجوا العام الماضي، والقضية بالنسبة للجبوري هو كيف يسير في الخط الإيراني ولا يزعجهم، وإلا لم يكن من صلاحياته إصدار القرارات بهذه السرعة ويعقد جلسة للبرلمان حول استفتاء استقلال كوردستان، في حين أن (أتباع إيران) يريدون أخذ النخيب وسامراء وديالى وعليه أن يقنعنا بعدم وجود مناطق متنازع عليها (بين الشيعة والسنة) في الأنبار وصلاح الدين وديالى، بل كل ما في القضية أنهم يريدون العداء بين العرب السنة والكورد للتفرد بالعرب السنة بعد انفصال الكورد وحينها سيكون الجبوري أول من سيوافق على (التنازل عن المناطق السنية) إذا بقي لذلك الحين، والجبوري لا يمثل السنة لأنه تسلم منصبه عبر الاتفاق مع إيران وهذا معروف للجميع وحديثه عن ظلم الشيعة للسنة هو من باب ذر الرماد في العيون”.

ووجه نداء للعرب السنة بالقول: “ندائي هو لا تكونوا خونة بالانضمام للمشروع الإيراني ومن يمثلهم في العراق وعليكم أن تكونوا عراقيين، فتقرير مصير الكورد يعطينا الحق في تقرير مصير العرب السنة وإعادتهم إلى مناطقهم التي هجروا منها لننتهي من هذه الملحمة الإيرانية التي أودت بالعرب السنة قبل غيرهم حيث لم يتضرر الكورد منها كثيراً لأن لديهم إقليم شبه مستقل”، متابعاً: “من أراد أن يخون دم ابنه الذي قتلته الميليشات في المعتقلات منذ عام 2003 وحتى الآن وأراد ترك أراضيه وأن يبقى مهجراً بين الدول عليه أن يقف مع الميليشيات وندائي لجميع العرب السنة هو أن الكورد هم عمقنا الحقيقي إضافة إلى العرب الشيعة غير الخاضعين لإيران”.

ومضى بالقول: “نداءي للشيعة هو أن ما فعله أولادكم من الميلشيات أوجد شرخاً كبيراً مع المجتمع العربي السني وإن ما يروجونه في بغداد من قبل شيوخ عشائر أو نواب ليس حقيقة بل الحقيقة هي أن القلوب امتلأت بالدماء والكل يطالب الثأر وعليكم مراجعة حساباتكم وأن لا تتبعوا إيران”.

ولفت إلى أنه “على العرب السنة أن يفكروا ملياً وأن يعلموا أن الميليشات تخضع للأوامر الإيرانية وخير دليل على ذلك نقل حزب الله الدواعش إلى العراق فالمؤامرة انكشفت وأن ما جرى في العراق هو سيناريو إيراني فإذا أراد العرب السنة أن يكونوا رأس حربة لإيران أقول أن الخضوع والخيانة ليست من شيمنا وعلينا أن نكون صفاً واحداً وأن نقرر مصيرنا أيضاً ونطالب بأقاليم مستقلة أسوة بكوردستان”.

وبيّن أنه “تم تحويل صلاح الدين لإقليم في 2011 وديالى عام 2012 لكن المالكي خرق الدستور واجتاحتها الميليشات، بالتالي الآن هناك فرصة تاريخية للعرب السنة بأن يقرروا مصيرهم بإقامة الأقاليم وحق إجراء الاستفتاء وحينها سيعلم الجميع ما هو رأي العرب السنة وهذا هو الرأي العام بين العرب السنة، وإذا كانوا صادقين فليعطوا حق إجراء الاستفتاء”.

وأردف قائلاً إنه “إذا ما أعطي للعرب السنة هذا الحق الدستوري الآن فإن الجميع سيعلم أنهم أكثر رغبة في تقرير مصيرهم من الكورد لما تعرضوا له لكنهم يريدون اخضاع كل من يريد ذلك عبر الاعتقال والسلاح والقوة والاعتقال لمصادرة رأيه حيث يتهم كل محور يقف ضد إيران بأنه اسرائيلي”.

تحرير: شونم عبدالله خوشناو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here