البارزاني: سنتحاور مع بغداد بعد إجراء الاستفتاء وقد ننتظر لعام أو عامين قبل إعلان الاستقلال

أكد رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، عدم قبول لغة التهديد من أية دولة، مضيفاً حول المفاوضات بين أربيل وبغداد: “نستطيع التوصل إلى اتفاق مع بغداد بشأن الاستقلال والحدود والمياه والنفط والغاز باشراف المجتمع الدولي، وأن نصبح جيراناً متعاونين بدون أي خلافات، ويمكننا الانتظار حتى عام أو عامين”.

وقال البارزاني في مقابلة مع القسم الكوردي في إذاعة صوت أمريكا بشأن الرد على دعوات واشنطن لتأجيل الاستفتاء: “قلنا لممثلي الولايات المتحدة وجهاً لوجه أن الموقف الأمريكي هذا مثير للاستغراب بالنسبة لنا، نحن لا نعلم ما هو الذنب الذي اقترفناه، نحن نطالب بحقنا، بأن يعبر شعب عن رأيه، ونحن نعد هذا الموقف موقفاً غريباً”.

وحول تقديم مقترح بديل عن الاستفتاء قال البارزاني: “وصلت العديد من الأفكار والمقترحات، لكن جميعاً لم ترقَ لتحل محل الاستفتاء”، متابعاً: “الاستفتاء ليس نهاية العالم، وستبدأ مفاوضات جادة بعد الاستفتاء، هم يقولون لنا: لا تجروا الاستفتاء وتعالوا للحوار، على ماذا نتحاور؟ رفض الاستفتاء يعني عدم الاقتناع بأي شيء آخر، ومن ثم خلافنا هو مع بغداد وليس مع أمريكا أو المجتمع الدولي، نحن نريد التوصل إلى تفاهم مع بغداد بضمانات دولية وأمريكية، في حين تقول بغداد: نحن لن نقبل بالاستفتاء لا الآن ولا مستقبلاً، وما دام الأمر كذلك فإننا لن نقبل بالتبعية لا الآن ولا مستقبلاً”.

وتابع: “حاولنا كثيراً تغيير الموقف الأمريكي وقلنا لهم اعتقدنا أن الولايات المتحدة ستعوض كل التضحيات التي قدمتها البيشمركة وكوردستان، ما هو الذنب الذي نقترفه حينما نقول إننا نريد الاستقلال؟ تعالوا لنتحاور بشأن كيفية الوصول لهذا الهدف، لكنهم يقولون كلا لا تجروا الاستفتاء وتعالوا للحوار، ما هو الضامن؟ أجِل هذا ولا تفعل ذلك، هذه 14 سنة والولايات المتحدة تقوم بهذا معنا”.

وحول الموقف الروسي، قال البارزاني إن “الموقف الروسي مشرف جداً جداً، لا أقول إنها تؤيد الاستفتاء لكنه موقف مختلف ولم ترفض الاستفتاء، نحن مصرون على الاستفتاء لكننا منفتحون ومستعدون للحوار بعد إجراء الاستفتاء، وإذا لم يتفاهموا معنا، فبين خياري رضا الخارج وقناعة شعبي سأختار الثاني، في البداية اعتقدت أمريكا وأوروبا بأننا نستخدم الاستفتاء والاستقلال كورقة ضغط أو الخلاص من الأزمات الداخلية ولم تأخذ ذلك على محمل الجد رغم محاولاتنا، وحينما أدركت جديتنا ظنت أننا منقسمون وسنختلف فيما بيننا دون أن يجهدوا أنفسهم، لكن كلا؛ لقد تم تفعيل البرلمان وما رأيناه في السليمانية فاق توقعات الجميع، هذه هي رغبة الأمة في في دهوك وسوران وأربيل، وإذا ما قام حزب أو شخص بتوجيه رسالة أخرى إليهم فإنه سيقع تحت أقدام هذه الجماهير”.

وبشأن المفاوضات بين أربيل وبغداد قال البارزاني: “هذه أجندة مفتوحة كما قلت، نستطيع التوصل إلى اتفاق مع بغداد بمراقبة المجتمع الدولي حول الاستقلال والحدود والمياه والنفط والغاز وجميع المسائل، وأن نصبح جيراناً متعاونين جداً دون أي خلافات، ويمكننا الانتظار لعام أو عامين”.

وبشأن مخاوف أمريكا من أن يؤثر الاستفتاء على الحرب ضد داعش قال البارزاني: “هذا غير صحيح أبداً، هذه مجرد حجة، بشهادة جميع العالم، استطاعت البيشمركة دحر أسطورة داعش، وهي ستحارب داعش بعد الاستفتاء بحماس أكبر من ذي قبل”، مضيفاً: “من جانبنا لن يحصل شرخ بين البيشمركة والجيش العراقي، وإذا ما أرادوا ذلك فهذه رغبتهم”.

وتابع رئيس إقليم كوردستان: “كفى أن نكون أسرى لسايكس بيكو وسعد آباد ولوزان صحيح أننا نقع في هذه الجغرافيا لكن الآن ليس كما سنوات الستينيات والسبعينيات، وحان الوقت لكي نقرر مصيرنا، ولن نقبل بعد الآن أن يرسم الآخرون خارطتنا بأن يملوا علينا ما نفعله، ونحن مستعدون للموت من أجل ذلك”.

وبشأن العلاقات بين إقليم كوردستان ودول الجوار وخاصة تركيا قال البارزاني: “أتمنى أن لا يؤثر الاستفتاء على علاقاتنا مع تركيا، لكننا لن نقبل التهديد من أحد، وأرغب أن تصل رسالتي بوضوح للمسؤولين الأتراك بعدم استخدام لغة التهديد معنا، لأننا لن نقبل التهديد من أي دولة أو شخص، ما الذي قمنا به؟ شعب يقول: نريد أن نستقل، تفضلوا وأسألونا لماذا تقولون ذلك؟ وما الذي جعلكم تطالبون بهذا؟ وبدل التهديد فليقولوا ماذا تريدون؟ نحن سنجري الاستفتاء وليأتوا ليبيدونا”.

ومضى بالقول: “هناك أمة اسمها الكورد قسمت رغماً عنها، وهناك خصائص لكل جزء، في الجزء الجنوبي الذي يسمى كوردستان العراق هذا هو الوضع، أما في الأجزاء الأخرى فإننا نحثهم على الاتفاق مع حكوماتهم بسلام وفقاً لأوضاعهم، لكن هذا أمر مختلف ومتعلق بكوردستان العراق”.

ورداً على ما إذا كان البارزاني يرغب بضم جنوبي كوردستان وغربيها في دولة واحدة (إقليم كوردستان وكوردستان سوريا)، قال البارزاني: “ليس لهذا أي أساس”.

وفي ذات المقابلة وجه رسالة إلى حركة التغيير والجماعة الإسلامية بالقول: “يسعدنا أن تشاركوا (في الاستفتاء)، لكن جماهير كوردستان تجاوزت الأحزاب، وأصبحت القضية قضية شعبية وجماهيرية”.

وحول موقف المسؤولين العراقيين قال: “المسؤولون العراقيون يصغون للمتحدث باسم الولايات المتحدة، فإذا ما تحدث بلهجة شديدة تشددوا هم أيضاً، وإذا ما تحدث بمرونة كانوا مثله”.

ترجمة وتحرير: شونم عبدالله خوشناو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here