امريكا تنفخ والعرب يستنشقون!

لا يخفى على القارئ الكريم بأن العلاقات الامريكية – الايرانية ومنذ ثمانينات القرن الماضي تشهد تعصباً وتوتراً يتخلله التهديد العسكري بين الفينة والاخرى.
العلاقات المشتركة بين امريكا وايران لا تزال قائمة رغم الخلاف السياسي بين الدولتين الصاروخيتين, حيث تتخذان الدولتان من الاراضي العربية جبهة حرب في ظل سواد طائفية وتفكك مجتمعي معلن.
ما صرح به الرئيس الامريكي دونالد ترامب يوم الاربعاء الماضِ من انتقادات تجاه الاتفاق النووي الايراني اثار السياسة الايرانية التي تحاول السياسة الترامبية تصغير حجمها بعدما توسعت سياسياً وعسكرياً في الاتجاه الغربي لخارطتها.
اما الرد الايراني على لسان ويد الرئيس حسن روحاني ضد ما صرح به ترامب كان يحمل رسالتين:
الاولى سياسة: ايران لن تقف متكتفة اذا ما انقضت الولايات المتحدة الامريكية عهدها بشأن الاتفاقية النووية.
الثانية عسكرية: اطلاق صاروخ باليستي “متوسط المدى” يُدعى خرمشهر تلويحاً بأن ايران قادرة على الرد عسكرياً.
الرسالتان يحملان باروداً بمضمونهما, وبما ان مدى الصاروخ الذي اجريت التجربة عليه هو 2000 كيلو متر, فيأتي السؤال الواجب ضد من بالتحديد هذا البارود؟ هل فعلاً هو ضد امريكا التي تبعد عشرات الاف الاميال عن ايران؟
للاجابة على هذا السؤال نحتاج لمقياسين الاول لقياس مدى ابعاد الانتقادات الامريكية والردود الايرانية في وقتي التصعيد والتهدئة, والثاني مقياس المسافات بين ايران وما غربها والذي سيحدده مدى خرمشهر الذي سيصل الى ما قبل البحر المتوسط!
في هذا المقياس عرفنا من هو المقصود بالتحديد, فاسرائيل التي تحاول التوسع بشكل واخر على شبه الجزيزة العربية هي العدو الاول لسياسة ايران الاسلامية التي تتوسع هي الاخرى في العراق وسوريا ولبنان للدفاع عن حصنها.
امريكا اضعف من ان تفتح جبهتين في ان واحد, خصوصاً وان سياستها العسكرية هي الاضعاف من الاخر ذاتياً كما فعلت مع النظام العراقي في 2003 حيث دخل الجيش الامريكي الاراضي العراقية بسلام يصدم من تابع تهديدات النظام وقائده انذاك, فامريكا التي استخدمت اسلوب البالون الذي ينفجر على نفسه قادرة على نفخ البالون الايراني لكن ليس في نفس الوقت الذي تنشغل فيه بنفخ البالون الكوري!

محمد حسب العكيلي
23-9-2017
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here