اتفاق كردي شيعي على استمرار الحوارات واختلاف على توقيتها

انتهى اجتماع وفد التفاوض الكردستاني مع نظيره في التحالف الوطني إلى تمسك الطرفين بمواقفهما إزاء استفتاء إقليم كردستان الذي سيجرى يوم غد الإثنين.
ووصف الوفد الكردستاني المفاوضات التي عقدها مع التحالف الوطني بـ”الحوارات الصريحة”، لكنه جدد الالتزام بموعد إجراء الاستفتاء. بينما شدد التحالف الشيعي على رفض الاستفتاء في الإقليم فضلاً عن المناطق المتنازع عليها، لكنه أبقى باب الحوار مفتوحاً مقابل إلغاء الاستفتاء.
وكان الوفد الكردستاني، برئاسة القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني روز نوري شاويس، قد وصل صباح أمس السبت الى العاصمة بغداد لإجراء مفاوضات الساعات الاخيرة مع الحكومة العراقية والتحالف الوطني.
وقال رئيس الوفد روز نوري شاويس، خلال مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء اجتماعه مع التحالف الوطني، في العاصمة بغداد وتابعته (المدى)، إنه “أبلغ قادة التحالف الوطني الشيعي بتمسك الكرد بالحوار بين الحكومة العراقية والإقليم بعد إجراء الاستفتاء، لكن التحالف أبدى رغبته بالحوار قبل إجرائه”. وأضاف “أتينا كي نوضح أنه ليس لدينا أي شيء غير الحوار، ونحن مستعدون لحوار مفتوح اليوم وبعد الاستفتاء”.
وأكد رئيس الوفد الكردستاني أن “قادة التحالف أبدوا رغبتهم بالحوار قبل إجراء الاستفتاء، ونحن أبلغناهم بأننا نرغب في أن يكون الحوار ما بعد إجرائه”، معرباً عن أمله “في استمرار الاتصال مع بغداد من أجل التوصل إلى الحلول”.
وبشأن قرار إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها ومن بينها محافظة كركوك، أكد شاويس أن “ذلك الإجراء يعود لأهالي تلك المناطق إن كانوا يرغبون المشاركة من عدمها”.
وفي وقت كان الوفد الكردي يجري مباحثاته مع التحالف الوطني، تسربت تصريحات، نسبتها وسائل الإعلام لمسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني، تحدثت عن تأجيل الاستفتاء على ضوء قبول المبادرة الأممية. إلا أن المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان سرعان مانفى صحة تلك التصريحات، مؤكداً ان “الاستفتاء سيجري في موعده المحدد”.
بدوره أكد سعدي بيرة، المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، وأحد أعضاء الوفد الكردستاني المفاوض خلال المؤتمر الصحفي، أن “ما أثير من شائعات على لسان بعض الكوادر من الاتحاد الكردستاني، بشأن تأجيل الاستفتاء لاصحة لها”. وأكد بيرة ان “الضمانات والخيار البديل هو من يحدد ذلك الأمر وسننقل ما تمت مناقشته مع التحالف الوطني الى القيادة السياسية في الاقليم وهي من ستقرر أخيراً”.
وأشار عضو الوفد الكردستاني المفاوض الى ان “المسافة بين الاستفتاء والاستقلال طويلة ومن الممكن ان تطول لسنتين أو أكثر وخلال ذلك الوقت ستكون حوارات ومباحثات مع حكومة بغداد لغرض إتمام تلك الإجراءات”.
وأعقب ذلك مؤتمر آخر، عقده التحالف الوطني جدد فيه موقفه الرافض لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها.
وقال النائب علي العلاق، الذي ترأس وفد التحالف الوطني، إن “الاستفتاء يخالف الدستور وقرار المحكمة الاتحادية والإرادة الدولية”، داعياً الى “حوار مفتوح بشأن وحدة العراق”.
وأضاف العلاق ان “التحالف الوطني أبلغ الوفد الكردستاني موقفه الرافض لإجراء الاستفتاء في الإقليم والمناطق المتنازع عليها، بكل وضوح وصراحة”، مشيراً إلى أن “الحوار يجب أن يكون على إلغاء الاستفتاء وليس بعد إجرائه”.
وعقب وصوله إلى بغداد، استهل الوفد الكردستاني أول لقاءاته برئيس الجمهورية فؤاد معصوم.
وقال بيان لرئاسة الجمهورية انه “جرى خلال اللقاء تداول موضوع الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان والأزمة الحالية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، والسبل الكفيلة بالخروج منها بما يضمن الاستقرار في البلاد”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here