القوّات تدخل حدود الحويجة وتقترب من اكتمال تحرير الشرقاط

بغداد / وائل نعمة

قررت قوات البيشمركة المشاركة في عمليات تحرير الحويجة، لكن ليس كقوة قتالية وإنما ستكتفي بالإسناد ودعم القوات المشتركة.
وتقترب القوات العراقية من السيطرة بشكل كامل على الساحل الايسر لقضاء الشرقاط، استعداداً لاقتحام سيكون غرب كركوك في المرحلة المقبلة.

وظهر الموقف الكردي الأخير، بعد اجتماع جرى السبت، مع القيادات العسكرية العراقية، فيما لم يتضح سبب عدم مشاركة البيشمركة في القتال.
في غضون ذلك كشفت معلومات ميدانية أن داعش في الشرقاط، قرر الانسحاب الى الجبال.
ومنذ آب الماضي، وقبل خسارة التنظيم للموصل بشكل كامل، أعلن التنظيم عن تشكيل (ولاية الجبل)، أو (حمرين).
ويقدر عدد المسلحين في تلك المناطق بنحو 200 مقاتل. وكانت أعدادهم قد تضاعفت بعد تحرير الموصل.
والولاية الاخيرة، كانت معدة سلفاً لعناصر التنظيم كموقع بديل لتجمع المقاتلين المنهزمين من المعارك، لكن القوات العراقية نجحت أمس بإغلاق الطريق المؤدي إليها.
وسيطرت القوات المشتركة، أمس السبت، على بلدة ستراتيجية في شرق تكريت، ستمنع عبور المسلحين الى “حمرين”. كذلك تخوض القوات معارك متواصلة لقطع الطريق عن جبال مكحول، التي أصدر داعش أوامره بالانسحاب إليها أيضاً.
ومنذ الخميس الماضي، تخوض القوات المشتركة عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط، تمهيداً لاقتحام الحويجة.واعتبر توقيت انطلاق العمليات، بمثابة رسالة ضغط على كركوك لمنع إجرائه في الاستفتاء، الذي يعتزم إقليم كردستان إجراءه يوم غد الإثنين.
وتسيطر قوات البيشمركة على مساحات واسعة من الجبهة الشرقية المقابلة لمواقع تنظيم داعش في الحويجة، فيما نفى مسؤولون كرد وجود تنسيق مع بغداد لاقتحام القضاء.
البيشمركة: لن نقاتل
بدوره كشف وستا رسول، القيادي في البيشمركة، أن الاخيرة “قررت المشاركة في معركة استعادة الحويجة لكن ليس في القتال”.
وأوضح رسول، في اتصال مع (المدى) أمس، “اجتمعنا اليوم (أمس)مع القيادات العسكرية العراقية وقررنا تقديم الدعم اللوجستي والإسناد فقط”.
ولم يوضح المسؤول العسكري سبب عدم مشاركة البيشمركة بالقتال، إلا أنه اكتفى بالقول “سنقوم بذلك إذا تطلب الأمر تدخلنا”.
وكانت أطراف عسكرية كردية قد قالت مؤخرا بأن البيشمركة تسلمت مذكرة رسمية من وفد رفيع المستوى في قيادة العمليات المشتركة متمثلة بالفريق الركن عبدالامير يارالله تتضمن آليات التنسيق المشترك في تحرير قضاء الحويجة.
وحتى الآن لم تصل القوات المشاركة في عملية تحرير الشرقاط الى خطوط صد البيشمركة. ويقول وستا رسول ان “اقتحام الحويجة سيكون في المرحلة المقبلة”.
وأكد هادي العامري، أمين عام منظمة بدر أحد تشكيلات الحشد الشعبي يوم الجمعة، أن القوات الامنية المتقدمة باتجاه قضاء الحويجة، جنوب غربي كركوك، ستقتحم القضاء من ثلاثة محاور.
وأعلن قائد عمليات تحرير الحويجة الفريق الركن عبدالامير يارالله، الجمعة، عن تحرير 19 قرية وإكمال الصفحة الثانية من المرحلة الاولى لتحرير القضاء.

بين حمرين ومكحول
في غضون ذلك قال أنس الجبارة، القيادي بالحشد الشعبي في صلاح الدين، بأن “القوات المشتركة تقترب من تحرير الشرقاط بشكل كامل”.
ويؤكد الجبارة، في حديث مع (المدى) عبر الهاتف يوم أمس، أن “القوات بدأت بمهاجمة ناحية الزاب، وهي ضمن الحدود الإدارية للحويجة”.
وأوضح المسؤول في الحشد الشعبي ان الخطة العسكرية تقتضي الوصول الى نهر الزاب، حيث سيكون خط صد طبيعياً.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، أعلنت القوات المشتركة تحرير ناحية الزاب.
ويكشف الجبارة عن صدور أوامر لمقاتلي تنظيم داعش بالانسحاب الى جبال حمرين ومحكول، مشيرا الى أن المساحة التي تدور فيها المعارك شاسعة جدا ولايمكن للمسلحين المواجهة داخلها.
وتعد جبال حمرين من المناطق الوعرة من الناحيتين الجغرافية والعسكرية، وتمتد من المناطق الحدودية الإيرانية ومحافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين وحتى قرب الحدود مع سوريا. وكانت المنطقة سابقا معقلاً رئيسياً للقاعدة وأنصار السنة وجيش النقشبندية.
ولمواجهة عملية الانسحاب، يقول أنس الجبارة “شرعت القوات المشتركة أمس بالسيطرة على منطقة الزركة، شرق تكريت، وهي بذلك اغلقت طريق الرجوع الى حمرين”.
وتقع (الزركة) في الطريق الواصل بين طوزخرماتو وتكريت، وتعد أحد أبرز المنافذ لتسلل المسلحين لمنطقة (مطيبيجة)، ثم الى تلال حمرين.
إلى ذلك أعلن قائد عملية تحرير الحويجة الفريق الركن عبدالامير يارالله، صباح امس، انطﻻق قوات جهاز مكافحة الإرهاب بعملية واسعة لتحرير مناطق النمل والزوية غرب نهر دجلة، ضمن الصفحة الثالثة من المرحلة الاولى لعمليات تحرير الحويجة.
ويقول القيادي في حشد صلاح الدين إن “تلك المناطق تقع في شمال بيجي، وستمنع وصول المسلحين الى محكول”. وأكد بالقول “ليس أمام داعش حل، إما الموت أو الاستسلام”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here