صرخة الحسين تزداد اتساعا وتألقا

المعروف جيدا ان صرخة الحسين في كربلاء لم تكن نتيجة ظروفها وواقعها وزمنها فقط بل تجاوزت الزمن والمكان و كانت اكتشاف عظيم وبداية مرحلة جديدة في مسيرة الحياة والانسانية كانت نقطة تحول كبيرة في تاريخ البشرية ودعوة اصلاح كبرى في مواجهة قوى التخريب والفساد وومضة نور في مواجهة الظلام وتبديده كانت دعوة الانسان الحر الى رفض العبودية و التمسك في الحرية كونوا احرارا في دنياكم
كونوا احرارا في دنياكم هذه هي صرخة الحسين وهذه دعوته انها صرخة ودعوة انسان حر قبل حوالي 1400 سنة للأسف لم نفهمها الفهم الصحيح ولم نكن بمستواها لهذا هناك من تجاهلها وهناك من فهمها فهم ساذج فكان اكثر خطرا من الذي تجاهلها بل هناك من اتهمها وكفرها لهذا اصابها بعض الضعف لكنها لم تتلاشى بل استمرت نور تضئ الدرب وقوة تدفع الاحرار الى الامام
كونوا احرار في دنياكم صرخة موجهة لكل انسان حر ودعوة لكل مظلوم محروم مسروق على الارض
كونوا احرار في دنياكم
كونوا احرارا في دنياكم يعني كونوا احرارا في عقولكم في معتقداتكم في ماتطرحونه من وجهات نظر من افكار بدون خوف من احد ولا مجاملة لاحد لهذا فمن صفة العبد الكذب والخيانة ومن صفة الحر الصدق والوفاء لهذا نرى الامام علي يصف الكاذب بالميت لان الميت لا نثق به كذلك الكذاب لا يمكن الوثوق به
كونوا احرارا في دنياكم يعني لا خوف من الانسان الحر مهما كانت وجهة نظره ومهما كان رأيه ومعتقده على خلاف العبد الذي لا رأي له ولا موقف سوى الغدر والخيانة
لو دققنا في كل ما في الارض من شر وفساد وخراب وارهاب لاتضح لنا ورائه العبودية والاحرار في كل مكان وفي كل مراحل التاريخ
ولو دققنا في كل ما في الارض من خير واصلاح وبناء وسلام لاتضح لنا ورائه الحرية والاحرار
لهذا كانت دعوة وصرخة الحسين الحرية كونوا احرارا في دنياكم لم يطلب منهم الوقوف معه ضد عدوه لم يطلب منهم اعتناق الاسلام بل طلب منهم ان يكونوا احرارا في دنياهم لانه يعلم علم اليقين اذا كانوا احرارا لم يقاتلوه لم يذبحوه لكنهم عبيد لهذا قرروا قتله وسبي نسائه لا لشي سوى ان يحققوا رغبة سيدهم الذي هو اصلا عبدا لرغباته الخسيسة وشهواته الحقيرة
اي عبودية عندما يذهب احد العبيد الذين شاركوا في ذبح الحسين الى سيده وبيده رأس الحسين وهو يقول
أملأ ركابي فضة وذهبا اني قتلت خير الناس اما وابا
فيغضب سيده لانه شعر بالاهانة فأمر بقتله
لو كان حرا لما فعل ذلك لكنه عبدا حقيرا
لهذا كان هدف صرخة الحسين هو خلق انسان الحر ولا يمكن خلق الانسان الحر الا اذا كان حر العقل
لهذا نرى الطغاة عندما يخلقون العبيد من خلال احتلال عقولهم فاذا احتلت عقولهم اصبحوا آلات عمياء بيدهم ينطقون حسب رغباتهم ويتحركون وفق شهواتهم
للاسف بدأت ظاهرة تقوم بها مجموعات جاهلة متخلفة عقلا لا شك ان ورائها جهات معادية للحسين شعرت بهزيمتها امام صرخة الحسين كونوا احرارا في دنياكم فقرروا الاساءة لهذه الصرخة الحرة من خلال ضرب الرؤوس والصدور والظهور بالسلاسل بالسيوف بتعذيب لنفسهم رمي انفسهم بالقاذورات والطين الزحف على بطونهم ربط اعناقهم بالقيود واطلاق على انفسهم عبارة الكلاب وفي نفس تقوم هذه المجموعات بالاساءة الى المراجع الدينية الذين رفضوا هذه الظاهرة وحذروا الشيعة من الجهات المعادية للحسين
لهذا على محبي وعشاق الحسين الوقوف بقوة بوجه هذه الظاهرة ومنعها وكشف حقيقة من ورائها
كما على محبي الحسين وعشاقه ان ينهجوا نهج الحسين ويسلكوا مسلكه كما عليهم ان يتصفوا بالصدق و الامانة والتضحية ونكران الذات وحب الحياة والانسان
فهل الذي يكذب يتعاطى الرشوة مهمل في عمله يستغل نفوذه من محبي الحسين لا طبعا حتى وان لطم على صدره وظهره ورأسه بل انه اكثر عداوة للحسين من الذي قتل الحسين
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here