الحسين…….. مشروع السماء ….

بقلم: نور الموسوي

عندما نطل على الحسين … من خلال نافذة عالم يسوده خلط المفاهيم والقيم ، وأتخاذ العقيدة أداة تحقيق المآرب والطموحات التي لا تتعدى ، ألا في التركيز على بعدآ ضيقآ يحقق … نزوةٍ في …المال … الجاه … الكرسي… والتي ما برحت تلك الأبعاد في مشروع الحسين (ع) تعادل شئ ، كان (ع) يرنو الى أفق أوسع … ورؤيه تتسع خبايا الزمان … والمكان… على أمتداد أفق البشرية.

لأنه أطل في زمن غابرٍٍ تسوده قيم الطغاة …وتحريف المفاهيم ، وجعلها معولآ لتحطيم الدعائم الرصينة التي ، بناها منقذ البشرية المتمثلة في أقامة ميزان العداله السماوية في الأرض من أجل تحقيق سعادة الأنسان المعذب ،

والذي أكتوى ، بسياط الجلادين والطغاة ، الذين أتخذوه رقمآ مهمشآ لتنفيذ طموحاتهم ونزواتهم على أمتداد الزمن …ها هو الحسين ، يحفر في ذاكرة الزمن الغابر ، دوره الصارخ في معادلة الأضداد ، على أمتداد البشرية منذ أن وطئ الأنسان تراب المعموره…

قابيل وهابيل -أبراهيم والنمرود – موسى (ع ) وفرعون- والرسول (ص ) وأبو سفيان- وعلي (ع ) ومعاويه- والحسين (ع) ويزيد ،

أنبلج الصباح عن عمود فجرآ يخترق الحجب والحواجز الضيقة ، ويصل عنان السماوات ليرسم لوحة الشهادة بدم قربان الحق والفضيلة ، ليبقى أنشودة الأحرار على مر الزمان والدهور.

ها هو الحسين (ع )… أتخذ البعد الزماني والمكاني مركبآ ، وحط رحاله بين جنبينا ، ليجسد القيم والمفاهيم السماوية في الانعتاق من ربقة ركام الزمن المنحرف عن جادة الصواب … ويعلن مؤتمرآ شعاره (( أصلاح أمة جدي )) التي أضحت البشريه تتطلع الى ذالك آلامل ، والافق الواسع الذي غدى منالاً ، تترقبه الانسانية ، في أفق الشروق المغّيب ، في زمن العتمة والظلام .

أذ لا ينبغي أختزاله في محطة زمانية أو مكانية ، بل يغور في سبر التأريخ ، ليجلي حلكت ، صراع الحقيقة مع معترك الواقع وأفرازاته .

مشروع … الحسين ( ع ) أتضحت معالم ثورته ، في عصرنا المعاش من خلال طموح البشرية المعذبة الى ، أسس التحرر والأنعتاق ، وحرية الاعتقاد ، وبناء مجتمع تسوده العدالة … ومفاهيم العلم وحقيقة الواقع ، التي من شأنها أن تنتشل الواقع المأساوي للبشرية ، بعيداً عن الخرافات المشينة التي تلصق ظلماً وعدواناً بالحسين ( ع ) وتغلف بغلاف القدسية ، وتعد معولاً هداماً فيما يصبو أليه ، ذلك الحدث التأريخي الذي هّز كيان الأمة المتخاذل آنذاك … واليوم ما أحوجنا الى ذلك المشروع كي يأخذ بأيدينا الى جادة الصواب ….

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here