تقرير: الكرد يطمئنون العرب المقيمين في الإقليم بشأن استفتاء الاستقلال

تداول بعض ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا يظهر فيه القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، وهو يطمئن المواطنين العرب المقيمين في إقليم كردستان حيث قال “في حال تم الانفصال لن تحدث أي إجراءات أو سياسات تهدد وجود وأمان العرب في الإقليم”، مؤكداً أنهم يختلفون عن ما سماهم بقادة “الميليشيات”.

ونشر موقع “هافينغتون بوست” تقريرا، اليوم الأحد ( 24 أيلول 2017)، تطرق من خلاله إلى تخوف وتوتر ما زال يسيطر على بعض العراقيين العرب الموجودين في الإقليم، حيث يتساءلون ماذا بعد الاستفتاء؟ وهل من الممكن أن يتحول الصراع من سياسي إلى اجتماعي؟، حسب تعبيرهم.

وأضاف التقرير أنه وبعد سقوط نظام صدام حسين، شهد إقليم كردستان موجات نزوح كبيرة من المكون العربي، ويعود ذلك إلى أن الوضع الأمني والاقتصادي في الإقليم وتحديداً في أربيل كان أفضل من باقي المناطق العراقية الأخرى، إضافة لانعدام النزاعات العرقية والطائفية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، حارث الحسن، أن التوتر السياسي الناتج عن موضوع الاستفتاء والتصعيد بين أربيل وبغداد وبين الإقليم والدول المجاورة قد “عمّق المخاوف المتبادلة بين الجماعات الإثنية المختلفة لا سيما في مناطق مثل كركوك متعددة الإثنيات ووضعها السياسي والإداري غير محسوم لحد الآن”.

وأوضح أن “هناك تحذيرا دوليا ومن جهات عديدة من المضي أكثر باتجاه التصعيد، لحد الآن هذا التصعيد قابل للاحتواء سياسياً ولكن عندما ينفلت الوضع، فقد يصل إلى حد الاقتتال والصراع بين المكونات الاجتماعية المختلفة”، مؤكدا أنه من غير الوصول إلى حل توافقي لتخفيف التصعيد بين الجانبين، والذهاب إلى المفاوضات فقد تتكرر الاعتداءات التي حصلت في كركوك وتأخذ بعداً أكبر.

وأفاد شاب بغدادي مقيم في أربيل، بانه لم يدع زوجته وطفلته التي تبلغ عاماً واحداً إلى القدوم معه إلى أربيل خوفاً على سلامتهما وفضل أن يبقيا في الولايات المتحدة حتى تتضح الصورة الأمنية أكثر، حيث يخشى أن تنتقل “حرب الزعماء الكلامية” كما يسميها إلى الشارع، وتابع “نحن نخاف من التوتر الذي سيحدث بعد الاستفتاء ومن أياد خارجية قد تزرع الفتنة ما بين الكرد والعرب في الإقليم وتنتهي لا سمح الله بحرب أهلية”.

أما مايا، القادمة من بغداد، فتعتقد أن “هناك عنصرية أزلية بين بعض الكرد والعرب، حيث أن بعض الكرد يظنون أن العرب كلهم صدام أو داعش، مايا التي رفضت ذكر اسمها الحقيقي نظراً لحساسية الموضوع، وتكمل”أنا لا أعمم طبعاً فنحن رأينا الكثير من الخير من الشعب الكردي ولكن هناك بكل شعب أناس متخلفون وعنصريون وعقولهم ضعيفة ونحن نخاف من ردة فعل هؤلاء ونخشى أن تتفجر أحقادهم في وجه ناس بريئين لا علاقة لهم بالموضوع”.

وشددت أنهم متخوفون جداً من البلبلة التي قد تحدث بعد الاستفتاء، وتشرح ذلك قائلة “في حال لم يحصل الاستفتاء نخاف أن تتأجج العنصرية والأحقاد تجاه العرب وإن حصل الاستفتاء نخاف من ردة فعل بغداد والدول المجاورة”، وتحسباً لأي طارئ تحصلت على تأشيرات لمغادرة البلد صحبة عائلتها في حال حدثت أي أعمال عنف.

وبهذا الخصوص أشار التقرير إلى ان مدينة كركوك التي تعد من المناطق المتنازع عليها، شهدت في الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بعد أن قامت مجموعة مسلحة بالاعتداء على أحد المقرات التركمانية مما تسبب بسقوط ضحايا، وكان الدستور العراقي حدد المادة 140 لمعالجة مسألة كركوك عبر ثلاث مراحل هي التطبيع والإحصاء وثم الاستفتاء، لكن حتى الآن لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى حل نهائي للخلاف.

وذكرت صحيفة “سوزجو” التركية في وقت سابق، أن أفراداً من العشائر التركمانية المقيمة في مدن كركوك وتلعفر بدأت بمغادرة منازلها باتجاه الحدود التركية، فيما قرر آخرون البقاء وشراء السلاح للدفاع عن أنفسهم في حال اندلعت مواجهات على خلفية الاستفتاء.

وبخصوص هذه التحركات أكد الدبلوماسي ومستشار وزارة الخارجية السابق، أونور أويمان، للصحيفة، أنه ينبغي على الحكومة والمعارضة التركية إنشاء خلية لإدارة الأزمة في أسرع وقت، مضيفاً أن تركيا وشعبها هم أكثر المتضررين من إجراء الاستفتاء، مشيراً لمساعي بعض الدول بعد الحرب العالمية الأولى وتحديداً بريطانيا للسيطرة على حقول النفط في كركوك من خلال دعم وإنشاء دولة كردية في المنطقة، حسب زعمه.

يذكر ان أنقرة كانت قد هددت خلال الأيام الماضية، باستخدام القوة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوقف إجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان والمزمع إقامته في 25 أيلول 2017، إلا أن رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، رد على جميع الأطراف وأكد تمسكه بإجراء الاستفتاء في موعده رغم كل التحذيرات التي وجهتها بغداد وعواصم أخرى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here