حشد الشرقاط يمسك الأرض المحرَّرة وعانة تصطاد بقايا داعش

بغداد / وائل نعمة

طلبت العمليات المشتركة من حكومة صلاح الدين المحلية البدء بنشر قوات محلية لـ”مسك الارض” بعد تحرير الساحل الايسر من مدينة الشرقاط. ويشير هذا الإجراء، بحسب مراقبين، إلى أن القطعات العسكرية ستشرع قريباً بالهجوم على الحويجة، في ظل التفاهم الاخير مع قوات البيشمركة التي أكدت، امس الاول، عدم المشاركة بالقتال البري، وانها ستكتفي بالإسناد والدعم اللوجستي للقوات.

وكانت القوات العراقية قد حررت، أمس، ناحية الزاب وبعض القرى الواقعة بين الشرقاط والحويجة.
وعلى الجبهة الاخرى من العمليات، فإن القوات العسكرية في غرب الانبار تواصل تحصين مدينة عانة، التي حُررت نهاية الاسبوع الماضي.
وحتى اللحظة لايعرف فيما إذا كانت القطعات ستتحرك قريباً صوب المناطق الاخرى التي يسيطر عليها داعش، أم ستنتظر حسم معركة الحويجة.
وكانت القوات العراقية قد فتحت الاسبوع الماضي لاول مرة، جبهتين عسكريتين ضد داعش، منذ انطلاق أولى الحملات العسكرية قبل عامين.

مسك الأرض المحرَّرة
ويؤكد عبد سلطان عيسى، ممثل الشرقاط في مجلس محافظة صلاح الدين، تحرير الساحل الايسر من المدينة بشكل كامل.
واستغرقت العملية، التي انطلقت الخميس الماضي، أربعة ايام في ظل تراجع واضح لمسلحي داعش الذين صدرت لهم تعليمات بالانسحاب الى الجبال.
ويقول عيسى، في لقاء هاتفي مع (المدى) أمس، ان “عملية التحرير شملت الى جانب الساحل الايسر من الشرقاط، تحرير ناحية الزاب والقرى المتداخلة مع الحويجة”.
وأعلن قائد عمليات تحرير الحويجة الفريق الركن عبدالامير يارالله، مساء امس الاول، بأن قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع والالوية 3 و4 و5 و10 من الحشد الشعبي، حررت 24 قرية شرق الشرقاط.
واضاف يارالله بانه تم “تحرير ناحية الزاب بالكامل والسيطرة على الضفة الشمالية لنهر الزاب الاسفل”. وبذلك تكون الصفحة الثالثة من المرحلة الاولى لعمليات تحرير الحويجة قد اكتملت، بحسب بيان قيادة العمليات .
وكانت الخطة تقتضي التوقف عند الوصول الى نهر الزاب، الذي يشكل مصداً طبيعياً، تمهيداً لبدء المرحلة الثانية بمهاجمة الحويجة.
ويقول عبد سلطان عيسى “بحسب حركة القطعات العسكرية هناك، فان الهجوم على الحويجة وشيك جداً”.
كما يكشف ان العمليات المشتركة طلبت من الحكومة المحلية البدء بنشر قواتها لمسك الارض في المناطق المحررة من الشرقاط.ويضيف المسؤول المحلي “ستقوم قوات من الشرطة المحلية والحشد الشعبي من أبناء مدن صلاح الدين بتلك المهمة”.
وكان اجتماع قد جرى بين القيادة العسكرية والبيشمركة، كشفته (المدى)،يوم السبت، أسفر عن موافقة الاخيرة بالمشاركة بالمعارك لكن كقوة”ساندة” وليس قتالية، وبأنها لن تتدخل إلا في الحالات القصوى.
ويوم أمس اتفقت قيادة العمليات المشتركة وقيادة البيشمركة، خلال اجتماع حضره ممثل عن التحالف الدولي، على حزمة بنود لمشاركة القوات الكردية في عملية الحويجة. ويتكون الاتفاق من خمسة بنود، هي:
1- تقوم قوات البيشمركة بفتح طريق للهجوم أمام الجيش جنوبي كركوك.
2- تفتح البيشمركة الطريق أمام النازحين.
3- من الناحية اللوجيستية، متى ما احتاج الجيش إلى البيشمركة فإنها سترسل قوات إليه.
4- تشارك قوات الإسناد بالبيشمركة عبر القصف المدفعي (في العملية).
5- بحسب الاتفاق، لن تنسحب قوات البيشمركة من أي منطقة تتواجد فيها حالياً.
ويتوقع وجود نحو 2000 مسلح من عناصر تنظيم داعش في الحويجة، فيما يقدر عدد المدنيين بنحو 80 ألف نسمة أو أكثر بقليل.
وكان المسلحون في الشرقاط قد فروا باتجاه جبل محكول و”حمرين”، بعدما صدرت أوامر بالانسحاب. و يقول المسؤول المحلي بان “هناك عمليات تمشيط وتفتيش في المنطقة المحررة، ولكن لانعتقد بوجود مسلحين متخفين”.
وقررت الحكومة عدم إخراج ما تبقى من اهالي الشرقاط من منازلهم لإجراء عملية التفتيش.
ونجحت القوات العسكرية، يوم السبت، بقطع طريق ستراتيجي بين طوزخرماتو وتكريت، كان يسكله المسلحون للوصول الى تلال حمرين. كذلك قال قائد عملية تحرير الحويجة الفريق الركن يار الله بان قوات مكافحة الارهاب حررت سلسلة جبال “الخانوكة” وقرية النمل وقرية خلف العلي غرب نهر دجلة.
وتعد تلك المناطق من أبرز المواقع، التي كان يتوقع ان يلجأ إليها داعش بعد الهزيمة. ويقول عبد عيسى سلطان بان “محافظة صلاح الدين ستعلن محررة بالكامل بعد استعادة ناحيتي الزوية والمسحك الواقعتين شمال بيجي”، مشيرا الى أن العمليات جارية في الوقت الحاضر في تلك المناطق.
بقايا داعش
وعلى مسرح العمليات في غرب البلاد، قتلت القوات المشتركة في عانة، التي تحررت يوم الخميس الماضي، عددا من المسلحين كانوا يختبئون في منازل وسط المدينة.
ويقول قطري العبيدي، القيادي في الحشد الشعبي، انه “اثناء عملية تمشيط المنازل عثرنا على 4 مسلحين حاولوا مهاجمة القوات فتم قتلهم بالحال”.
وتضم عانة عددا كبيرا من المنازل مقارنة بباقي مدن غرب الانبار، إذ كان يعيش في مركز القضاء نحو 40 ألف شخص.
ويضيف العبيدي لـ(المدى) ان “داعش ترك عددا كبيرا من العبوات الناسفة والالغام، كما عثرنا على أنفاق وكتب مدرسية خاصة بمناهج التنظيم المتطرف”.
وشهدت مدينة عانة مقاومة أكثر بقليل من عكاشات والريحانة، اللتين تحررتا الاسبوع الماضي، بعدما فر عناصر التنظيم الى المناطق الحدودية.
لكن رغم ذلك، يؤكد المسؤول في الحشد الشعبي ان “داعش قام بإعدام عدد من عناصره بعدما هربوا من عانة”. وكشف العبيدي عن إعدام مايعرف بمسؤول الحرب هناك، الملقب بـ”ابو دجانة السوري”، رمياً بالرصاص في منطقة البو كمال الحدودية مع العراق.
وينفي القيادي في الحشد الشعبي علمه بتوقيت المرحلة الاخيرة والحاسمة لتحرير بقايا مدن الانبار، لكنه يقول “قد لاتكون في وقت قريب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here