في ذكرى ثورة سيد الشهداء

في ذكرى ثورة سيد الشهداء
~~~~~~~~~~~~~~~

ألف ُ عام ٍ قد إنقضى ويزيدُ
وصدى يومِكَ العظيم جديدُ

ألفُ عامٍ ونيف ٍ كلُ ماض ٍ
صار نَسْياً الا فداكَ المجيد ُ

لم يزل يُلهبُ الضمائرَ عشقاً
علوياً..يَهيمُ فيهِ المريدُ

لم يزل جرحُكَ القديمُ ندياً
ياصريعاً ما غيبته لحودُ

ايها الفارسُ المكللُ بالحبِ
وبالدمع عمّدَتهُ الحشودُ

حسبكَ المجدُ توأماً وقريناً
—ونكالاً على عداكَ—َ الخلودُ

جِدتَ بالنفس ِ والعيالِ احتسابا
كيف يرقى لمثل ِ جودِكَ جود ُ

يوم أسرجتَ للمنيةِ نفساً
طبعها العزُ والابى والصمودُ

يومَها والرماحُ حولكَ جالت ْ
بالمنايا من كل صوب ٍ شهود ُ

ُ وسوى الخيلِ والسيوف ِ عيون ٌ
تتشفى لاناصر ٌ او عضيد ُ

وقلوبٌ من الحجارةِ أقسى
شانَها الحقدُ وابتلاها الجحود ُ

كل هذا ورهن امرك دينٌ
وعيالٌ وموثقٌ وعهودُ

فتعالى مابين جنبيكَ صوت ٌ
لو وعاه ُ لذابَ منه الحديد

يومها قلت َ لن اعيش ذليلا ً
او مُقِِّراً كما يُقِّرُ العبيدُ

وتناديت ياسيوفُ خذيني
ان عيشي مع البغاةِ زهيد ُ

صرخة ٌ جاوزَ الزمان صَداها
ونداءٌ لم يخلو منهُ نشيدُ

مُنذُها صار للشهادةِ درب ٌ
يتقفاه ُ ثائر ٌ وشهيدُ

ماتنادى الاحرارُ للحق ِ إلا
كان من كربلاء وحيٌ يقودُ
~~~~
سيدي هذه الحشودُ سؤال ٌ
حار فيهِ عدوكم والحسودُ

كيف من سالفِ العصور قتيل ٌ
له في كل خافق ٍ تمجيدُ

كيف عبر الايام زاد بريقاً
حيث يخبو السنا ويبلى الحديدُ

واذا فاح من مراثيه عطر ٌ
كل عين ٍ بما لديها تجودُ

ينفرُ الناس صوبَ مثواه شوقاً
ورجاءً قريبهم والبعيد ُ

فاذا وحشةُ النفوس سرورٌ
واذا الهمُّ والمخاوف عيدُ

اودع اللهُ حبَهُ في البرايا
فاستوى فيه سيدٌ ومسودُ

ان في ذاك للعقول دليل ٌ
ليس يعدوهُ منصفٌ ورشيدُ
~~~~~

سيدي السبط والرزايا جسامٌ
أيُها نشتكي وهنَّ عديدُ

لم يزل شمرُ يستبيحُ دمانا
ويسومُ العبادَ ذلاً يزيدُ

لم يزل منطق الجهالةِ يقضي
بيننا والنفاقُ فينا يسودُ

تاجرَ الادعياءُ باسمكَ زوراً
وادعى نَهجكَ السفيهُّ البليدُ

غادرتنا الاحلامُ تسخرُ منا
أهونُ الحلمِ عن مدانا بعيدُ

اخبرتنا الوعود أن صباحاً
سوف يأتي فأخلفتنا الوعودُ

ولعل الصباح جاء مِراراً
وتولى عنا ونحن رقودُ

فاذا الليلُ لا يريدُ فراقاً
عن سمانا ولا سمانا تريدُ

أضحكَ الناسَ جهلُنا وتسلى
برؤانا مهلهلٌ وحقودُ

حسبُنا غربةً ففي كل منفى
صار منا مشَرَدٌ وطريدُ

وسوى الضعف والهوان ترانا
بعضُنا سيدي لبعض ٍ يكيدٍُ
~~~~
سيدي أشرقت دماكَ شموساً
يتعافى بنورِها من يريدُ

ياعزاءَ المظلوم أتعبه القهرُ
ويا زادَ مَنْ بَرَتهُ القيودُ

انا لو نابني من الدهر أمرٌ
او دهاني من الزمان شديدُ

قلتُ صبراً يانفسُ إن التأسي
بمصاب الحسين أمر ٌ حميدُ

وختامي ياسيدي منك عذراً
إن تدنى عن المقامِ القصيدُ

ليس يرقى الى مقامكَ شعرٌ
دون هذا موانع ٌ وسدودُ

قطفَ الاولون سحرَ القوافي
ثم جئنا نجلوا بها ونعيدُ
د.محمد فرحان الدهان

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here