دم يتجدد على مقصلة الخلود

سعد بطاح الزهيري

“اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى”، كلمة من أعظم كلمات الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، حينما قدم الأهل والأصحاب قرابين لأعلاء كلمة لا إله إلا الله، انطلق بإيمان نحو الإصلاح الذي أتخذه شعار ومنهج، رسخ كل معاني الإيثار، نكران الذات كانت الصفة الأبرز والاوضح لديه.
ما لهذا الشعار من وقع في نفوس الأحرار، حيث سار عليه الكثير من بعده سلام الله عليه، وأصبح شعار منهاج للأمة المظلومة الطالبة بالحق، حيث القرابين الدماء والشهداء.
أن يوم عاشوراء كما مروي عن الإمام الباقر عليه السلام “أن يوم عاشوراء اقرح جفوننا وأسبل عيوننا “، نعم كونه المصيبة العظمى التي حلت بأل البيت الأطهار، والفاجعة التي تبقى لمدى العصور والحرقة التي لا تبرد في نفوس الأحرار.
لم يكتفوا أعداء ال البيت بالقتل ولا بالحرق ولا بالتشريد، بل أرادوا أن يحرفوا أسس الثورة التي جاء من أجلها الإمام الحسين (ع)، حينها قالوا قتل سيدنا يزيد سيدنا الحسين!، كادوا أن يطمسوا مبادئ الثورة الحسينية بتضليل الفكر وتدليس المفاهيم، إلا أن قدرة الله شاءت أن ترتفع ثورة الحق عالياً، وأصبحت منهاج كبير وعلم وهداية للجميع.
ما لذي أراده الإمام الحسين حينما قال “إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى”، ما لذي قدمه؟ هل قدم الأموال أم المنصب أم القيادة؟
الجود بالنفس أقصى غاية الجود، من هنا أنطلق أبا عبد الله، وضحى بكل ما لديه من أخوة وأبناء وأهل وأصحاب، لا الأموال والمنصب، بل جاد بنفسه وبأهله لأحياء دين الله، وأراد بذلك مرضاته تبارك وتعالى، وأختتم عطائه بفلذة كبده وعصارة قلبه، ولده ورضيعه عبد الله الرضيع، الذي كان آخر قربان قبل أن يرتحل شهيداً سعيداً.
كأننا اليوم نعيش في زمن عاشوراء، وكأنني أسمع هتاف الحسين عليه السلام، “إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى “، نعم سيدي فها نحن اليوم نقدم الأرواح والأنفس لا لشيء إلا كوننا على النهج الذي انت عليه، ذنبنا لأنك تعيش فينا، أرادوا قتلنا لكي يموت حبك فينا، لكن هيهات لهم ذلك، وللعراق عرق ينبض في ولائك، وآخر قربان قدمه محبيك، مجزة فدك الناصرية، التي امتزجت بها دماء الأطفال والكبار والنساء و حلقت أرواحهم نحو كربلاء، تهتف خذ حتى ترضى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here