ما الذي فعله البارزاني كي يجن جنونكم ياشيعة؟

عباس العزاوي

الكل كان يعرف جيدا وينظّر ويفستق ” وزرف ” مخ المواطن العراقي بان هناك مؤامرة ضد العراق تبدأ باسقاط المقبور لرسم خارطة الشرق الاوسط الجديد, وقد اتفق عليها الجميع حتى اكثر الناس تضررا من البعث ومقبوره وكان الحديث دائما عن وجود خطتان جاهزتان للعراق في حالة إسقاط البعث.

الخطة ( الف) عراق موحد قوي يكون مع “ماما ” امريكا وصديق لإسرائيل او الخطه ( باء ) او ماسميت بخطة بايدن لتقسيم العراق وقد تغنى بها الكتاب كاروع اغنية سياسية ثمينة على مقام النهاوند ومع ذلك دفعنا الدماء الكثيرة من ابناء السنة والشيعة على يد جراوي البعث العربي الاشتراكي ” فرع السنه” ومازالنا نراهن على عراق واحد ونرقص كالسكارى هياما بخارطته المقدسة!!!

لنرى ماذا حصل ؟ وكيف وصلنا الى هنا , انفسنا السنة اتخذوا شعار لو احكمك لو اقتلك واستمر مسلسل الخطف والذبح والتفخيخ بطريقة احترافية عالية ومع وضوح الرؤيا , ناس كالت امريكا هي من تقف خلف الارهاب في محاولة لتنظيف قذارة البعث السني,مع ان كل المعتقلون والمتهمون من اعزازنه السنه (حفظهم الله ورعاهم) خرجت امريكا , فتلفت اذناب الاعلام البعثي ليكتشف بعبقرية فذة ان الأحزاب نفسها تفجر ـ انا لست بصدد تبرئتهم الان ـ ووصلت القناعة بهذه الفكرة الى شخصيات فاهمه وتعتبر نُخبه مال علاوي الحله.

اعادوا الامريكان تلقيننا الدرس بمادة جديدة ولكن صعبة الهظم اسمها “داعش ” وايضا بادوات عراقية خالصة من انفسنا السنة والكرد بطريقتهم الخاصة وكان واضح من خطاب الطرفين ماتعتمر به النفوس من حقد معلن وبغطاء الحقوق والتهميش ووو. ومع ذلك استمر الخطاب التخديري والتفحيطي من جهة ” الحبابون” الشيعة لاسكات كل من يصرخ ” هذا هو قاتلي ومنفذ مشروع الصهيونية ايها الثوار الاماجد!!!.”

اخواننا الأكراد استغلوا الموضوع أبشع استغلال وفي الفوضى تنعم الثعالب والضباع .. فقضموا من المناطق ماقضموا وسلبوا الاسلحة من الجيش العراقي المنسحب من الموصل! واعدم اخوتنا السنة في تكريت الف وسبعميه شاب جنوبي كانوا منسحبين من قاعدة سبايكر, واحنه كشيعة مكشوف عنا الحجاب عفناهم وظل واحد يذبه على الثاني وهل يجب اعدام فلان ام تسقيط فلان ؟ وتركنا من ساعد ودعم وصرخ وحرض وجلب وقتل يسرح ويمرح لاجل اللحمة الوطنية المتعفنة منذ سقوط الاحتلال العثماني.

ولمينه ارواحنه ودفعنه خيرة شبابنا وحررنه الارض بمساعدة ايران من جهة وامريكا صاحبة اللعبة الأساسية من جهة اخرى لاعادة ترتيب اوراقها في العراق ـ الهدف الاهم في الشرق الاوسط ـ ومازلنا نبحث عن وحدة لا اعرف اين اجد مصاديقها !!!..

الان جن جنون البعض من استفتاء السيد البرزاني وكأنها وليدة اليوم وانه أتى بما لم تأت به الساسة من قبل!! فما هو تفسير تصريحاته ؟؟ ” الحدود التي رسمت بالدم ” ومافي يد البيش مركه تابع للاقليم ” وكركوك كردية “! كل هذه التصريحات ولم تفهموا ماذا كان يريد الرجل ان يقول!!؟.

فلو كانت الحكومة السابقة اغضبت السنة وخرجوا باعتصامات لسحق الصفويين في بغداد او ازعجت الكرد ليتمردوا على بغداد ويسرقون النفط نكاية بسياساتها الرعناء ,فمن اغضب الكرد الان؟ حسنه ام اللبن!!!

عشرات التقارير والفيديوهات ترد في البريد تقول بان هناك خطه صهيونيه وانه هناك اتفاقات سريه وانه كذا وكذا ولماذا نحن نائمون؟ ومع ذلك لا من يهتمون بهذه التقارير السرية وبنشرها عملوا شي ولا الساسه الكبار تعاملوا مع الخونه من الكرد او السنة بروح وطنيه حقيقية ,بل على العكس تماما ,كانوا اخوان واصدقاء ووطنيين والخلافات لاتتعدى ان تكون اختلاف في وجهات النظر, ولم يقتصر الامر على الساسة بل حتى جهات دينية مهمة كانت تستقبل الفاسدين والخونة والمحرضين على القتل ومن يساهم في مشروع تقسيم العراق وتعاملهم باريحية عالية وتقدير, اي ان الجميع تعامل بشكل طبيعي وباسترخاء مع جميع الاحداث السابقة التي اوصلتنا الى الاستفتاء والشروع بتنفيذ الخطة باء.

فلا سقوط الموصل ولا ادخال داعش ولا تخلي الكرد عن المناطق التي كانت تحت حمايتهم لداعش اثار استغرابي او حتى توقفت عندها ,لانها طبيعية جدا وتنسجم وتصريحاتهم وتحصيل حاصل للأحداث السابقة وقد توثقت في الاجراءات اللاحقة وحدود الدم وما وقع تحت شروال البيش مركه تكرد وتفرهد.
ختاماً اقول ان شركاءكم قادوكم وايّانا الى هذه النقطة المفصلية فلماذا جن جنونكم الان؟ وليس قبلها وقد كانت مقدمات مانشهد واضحة لابسط بياع لبلبي في شارع الجوادر, فكما رضختم بعودة الامريكان كي تخلصوا من داعش بعد ان تنافختم شرفا ضد المحتل ,سترضخون للتقسيم لان عدوكم ادرك نقاط ضعفكم وقاتلكم بالايادي التي تصافحونها يوميا واعتقد ان القضية باتت واضحة تماما وما لا تقبلونه اليوم بالسلام ستقبلونه بعد حرب مدمرة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here