تجمع كفى ..والفساد الرياضي

قاربت الدورة الإنتخابية الإولمبية على الإنتهاء ولم يتبق سوى أشهر معدودةٍ لتطوى صفحة كانت الأسوأ في صفحات تاريخ الرياضة العراقية.. أكثر من (130) مليار دينار هو مجموع المنح المالية التي تم صرفها على الرياضة في بلدي طيلة الدورة الانتخابية الماضية، والتي تربّع على عرشها حيتان التزوير والفساد، وكثيراً ما كتبنا ونصحنا القادة الجدد (القدماء) وتأملنا منهم النهوض برياضة العراق في المشاركات الخارجية، لا سيما الأولمبية التي بقي جسدها مطرزاً بوسام المرحوم الرباع عبد الواحد عزيز، إلا أن الأشقاء الأعداء إنشغلوا بإيفاداتهم ورواتبهم والعجلات التي خصصت لهم مع سائقيها وحمايات دججوا بالأسلحة وكأنهم (القادة) ليسوا من أبناء هذا الشعب المظلوم، فراحوا يتسابقون في الرحلات الخارجية تاركين الرياضة العراقية تغرق في وحل الهزيمة، اللهم إلا ما ندر عبر الحصول على إنجازات متباعدة، لا تليق بإسم العراق، ثم راح الأشقاء (المختلفين) يتباهون بتصريحاتهم النارية، وبطولاتهم السياحية وعن كونهم مدعومين من جهات حزبية وتيارات إسلامية، وبقي الحال على هذا المنوال والوسط الرياضي يترقب حدوث إنتفاضةٍ تنتشل رياضتنا من كبواتها العديدة..
على الرغم من تقديم الأدلة والإثباتات إلى الجهات المعنية والتي تؤكد فسادهم، إبتداءاً من مكتب رئيس الوزراء وإنتهاءاً بدائرة النزاهة العامة، إلا أن هذه التحركات والمحاولات فشلت بسبب التدخل والضغوط السياسية والرشى المالية التي لعبت دوراً كبيراً في خراب الرياضة العراقية وأدت لهيمنة وإستفحال الجهلة والطارئين والمزورين على مقاليدها.
أكثر من (23) ملفاً كلها تدين الأولمبية وعدد من الاتحادات المركزية بالفساد المالي والإداري بحسب تصريحٍ لمستشار رئيس الوزراء السيد علي المبرقع وعشرات الكتب التي وجهت إلى القسم القانوني في اللجنة الأولمبية وكلها تطالب بالشهادات الدراسية لأعضاء المكتب التنفيذي وبعض العاملين والموظفين في الاولمبية.. ذهبت بمجملها مع الريح وتم تضيعها في أدراج الاولمبية، مع كل هذا.. إلا إننا لم نتوقف وأصررنا على موقفنا الرافض لكل حالات الفساد الموجود في طريق الرياضة العراقية ونجحنا أخيراً بعد أن وجدنا رجلاً مخلصاً يحب العراق و شعبه رافضاً للباطل وناصراً للمظلوم.. إنه النائب رحيم الدراجي رئيس تجمع (كفى) صرخة للتغيير، والذي تصدّى لهذا الملف وراح مع فريق العمل الذي شكله يعملون للوصول إلى حقائق هذه الشخصيات التي ظلمت الرياضة العراقية من خلال تدقيق وثائقهم الدراسية، فضلا عن حصوله على الوثائق التي تؤكد الفساد المالي والإداري، و ليبدأ رحلة البحث والوصول إلى ما يدين هؤلاء، ويضع كل الحقائق والوثائق على طاولة القضاء العراقي الذي ننتظر منه أن يقول كلمته العادلة بحق من أساءوا لرياضة العراق والإثراء على حسابها، وحتى يعرف الشارع الرياضي وجماهيرنا الجريحة أن هناك رجالاً لا تعرف المستحيل في سبيل إظهار الحق و كان الدراجي على رأسهم واضعاً نصب عينيه العراق وخدمة شعبه..
جعفر العلوجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here