عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الرَّابِعَةُ (١٩)

نـــــــــزار حيدر
٢/ إِنَّ خبرةَ الحُسين السِّبط (ع) بالأَمويِّين كانت حاضرةً في عقلهِ ووجدانهِ منذُ لحظةِ خروجهِ على الطَّاغية يَزيد ورفضهِ البَيعة، فكانَ (ع) يعرف حجم الانحراف والقَسوة التي يتعاملونَ بها معَ أَهلِ البيت (ع) على وجه التَّحديد! ومعَ المعارضينَ لهم بشَكلٍ عام ولهذا السَّبب فقد ثبَّتَ (ع) [أَسوء] النِّهايات [أَلموت] المُحتملة لنهضتهِ بالقياسِ المُتعارف عليهِ عندَ النَّاسِ! في مثلِ هذهِ المواجهاتِ.
كان (ع) يعرفُ جيِّداً موقفهُم من الرِّسالة والوحي! فيعرف بأَنَّ الاِيمانِ لم يستقرَّ في قلوبهِم لحظةً واحدةً!.
ولقد وصفهُم مرّةً أَميرُ المؤمنينَ (ع) لأَصحابهِ عندما خُدِعَ بعضهُم بدعوةِ الشَّاميِّين لهم بالاحتكامِ إِلى القرآن عندما رفعُوا المصاحفَ على أَسنَّةِ الرِّماح وسطَ المعركةِ في صفِّين بقولهِ {عِبادَ الله! إِمضوا إِلى حقِّكُم وصِدقِكُم وَقِتالِ عَدُوِّكُم، فإِنَّ مُعاوية وعمرُو بن العاص ليسُوا بأَصحابِ دينٍ ولا قُرآن! وأَنا أَعرفُ بهِم مِنكُم، صحِبتهُم أَطفالاً وصحِبتهُم رِجالاً فهُم شرُّ أَطفالٍ وشرُّ رِجالٍ! وهُم أَهلُ مَكرٍ وغَدرٍ ما رفعُوها لكُم إِلّا خِدعةً ودَهاءً ومَكيدةً}!.
لقد عاصرَ الحُسينُ السِّبط (ع) ثلاثة أَجيال من الأَمويِّين، أَبو سُفيان [أَسدُ الأَحلاف] كما يصفهُ أَميرُ المؤمنينَ (ع) الذي قادَ كلَّ حروبِ قُريش المُشرِكة ضدَّ رَسُولِ الله (ص) ثمَّ حزَّب الأَحزاب وحالفهُم على قتالِ النَّبيِّ (ص) في غزوةِ الخندقِ! ولم يُسلِم إِلّا يومَ الفتحِ مُكرهاً وهو طليقٌ من الطُّلقاء الذينَ حرَّم رَسُولُ الله (ص) عنهُم الشُّورى والخِلافة، وقد قَالَ في نهايةِ عُمرهِ عندما إِعتلى السُّلطة الخليفة الثَّالث [الأَموي] وقد كانَ ضريراً قد فقدَ بصرهُ [تلاقفُوها (السُّلطة) يا آلَ أَبي سُفيان تلاقفَ الصِّبية للكُرةِ فوالذي يحلف بهِ أَبو سُفيان فانَّهُ لا جنَّة ولا نار]!.
بعدهُ مُعاوية وهو طليقٌ وابنُ طليقٍ أَسلمَ في يَوْمِ الفتحِ كذلك مُكرها وهو الذي نصبَ الحَرْبَ والعداوةَ لأَميرِ المؤمنينَ (ع) وعندما تسلَّم الخِلافة بَعْدَ توقيعهِ لوثيقةِ [الصُّلح] مع الحَسنِ السِّبط (ع) خطبَ بالنَّاسِ قائِلاً [إِنَّ كلَّ عهدٍ عهدتهُ للحسنِ فهوَ تحتَ قدَماي هاتان]!.
أَمّا الجيلُ الثَّالث فهو الذي مثَّلهُ يَزيد صاحب مقولة [لعِبت هاشمُ بالمُلكِ فلا خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نَزل] وهو إِبن طليقٍ وحفيدُ طليقٍ وجدَّتهُ هِند آكِلة كَبِد حمزة سيِّد الشُّهداء! ويكفيهِ أَنَّ الحُسينَ السِّبط (ع) قَالَ معرِّفاً بحالِ الاسلامِ بِخلافتهِ {على الاسلامِ السَّلام أَن قد بُلِيتِ الأُمَّة بِراعٍ مِثْلَ يَزيدٍ}.
لقد تراكمت الخِبرة عند الحُسينِ السِّبط (ع) ولذلك كانت خواتيمِ الأُمورِ واضحةً بالنِّسبةِ لَهُ ليس بحاجةٍ إِلى مَن يُخبرهُ بها! ولقد كانَ (ع) على يقينٍ مِن أَنَّ الأمويِّين لن يتركوهُ أَبداً وهم قاتلوهُ لا محالة حتَّى إِذا وجدوهُ متعلِّقاً بأَستارِ الكعبةِ، ممَّا قَالَ هوَ! على الأَقلِّ بُغضاً بأَبيهِ كما قالوا لَهُ!.
ولقد ثَبُتَ كلَّ ذَلِكَ فيما بعدُ بطريقةِ إِستشهادهِ (ع) وأَهلِ بيتهِ وأَصحابهِ! والطَّريقة التي تعاملَ بها الأمويُّون معَ أَجسادِ الشّهداء وفيهم الطِّفل الرَّضيع وكذلكَ بما فعلُوا بالأَسرى بِمن فيهم النِّساء والأَطفال! وحرقهِم الخِيَم وتجوالهُم بالرُّؤُوس من بلدٍ إِلى بلدٍ!.
إِنَّهُ الحقدُ الأَمويِّ المُتوارَثِ من جيلٍ الى جِيلٍ على الرِّسالةِ والرَّسولِ والمُرسِلِ وعلى آلِ البيتِ (ع)!.
٨ تشرينِ أَلأَوَّل ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here