اعلان دويلة إسرائيل استان

بقلم : الكاتب يوسف رشيد حسين الزهيري
لا توجد دولة في العالم تبدي حماسا قويا لفكرة تحويل اقليم كردستان -العراق إلى دولة مثل إسرائيل التي تجاهر بشن حملة سياسية ودبلوماسية ودعائية تهدف إلى تأمين اعتراف دولي باستقلال كردستان عن العراق. بالرغم من الرفض الداخلي والإقليمي والدولي لفكرة الانفصال والاستحواذ على اراضي عربية غنية بالنفط والمعادن وضمها للإقليم في شمال العراق
كمدينة كركوك بأهمية استراتيجية واقتصادية .
فمن حيث امتداد العلاقة الاستراتيجية تمتد العلاقة بين إسرائيل وأكراد شمال العراق إلى أواخر ستينيات القرن الماضي، وجاءت تطبيقا لإستراتيجية “حلف الأطراف” التي اعتمدها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفد بن غوريون، والتي تقوم على توثيق العلاقات مع دول إقليمية وأقليات عرقية ودينية تخوض صراعات مع دول عربية تؤثر في الصراع مع إسرائيل.
فتمحورت العلاقة تدريجيا منذ ذلك الوقت وتطورت في احداث الصراعات الداخلية التي كانت تخوضها الاكراد ضد نظام صدام حسين انتهاء بالمرحلة الحالية بعد احداث 2003 وتوهج العلاقة على شتى المستويات وبعد ان تمتع الكرد بالاقليم الفدرالي واصبح دولة شبه منفصلة يتمتع بالكثير من الامتيازات الدولية والداخلية . ولا يقتصر الدعم الإسرائيلي لإقليم كردستان على شراء النفط، بل يتعداه إلى تعاون اقتصادي حسب كل المؤشرات والتقارير والتصريحات الرسمية والسرية و أن شركات إسرائيلية تستحوذ على الكثير من الاستثمارات داخل كردستان، لا سيما في مجال الطاقة والإنشاءات والاتصالات والاستشارات الأمنية.
بالاضافة الى الدعم السابق والتعاون المشترك على تدريب وتسليح المقاتلين الأكراد بقيادة مصطفى بارزاني. ” وقد لعب الأكراد دورا مركزيا في مساعدة إسرائيل على تهجير يهود العراق أواخر العام 1969، حيث قاموا بنقل اليهود من منازلهم باتجاه الحدود مع إيران، التي كانت في حالة تحالف غير معلن مع إسرائيل، ومن ثم تم نقلهم إلى إسرائيل.”
اجهزة مراقبة -امن -موساد-استخبارات-سفارة احتلال-مستشارين
كل هذه الانظمة والمؤسسات تعمل اليوم في اقليم كردستان
ونظرا لتخوف إسرائيل من دور العراق ،وايران، وسوريا ،وحتى تركيا المستقبلي في الصراع، فقد حرصت على تطوير علاقات سرية مع الأكراد، الذين كانوا في صراع مع الحكومة المركزية في بغداد. ودعم اكراد سوريا لتشجيعهم لاحقا في الدخول الى الدولة الكردية المزعومة . بعد انهيار وتفتيت الدولة السورية .
في ظل غياب إستراتيجية عربية موحدة، فإن إسرائيل تحاول توظيف التحولات الإقليمية وصراع الهويات المحتدم في إحداث مزيد من الاختراقات في العالم العربي، بما يخدم مصالحها الإستراتيجية. وتثبيت امنها القومي في العمق العربي والاقليمي
وحسب المنطق الإسرائيلي، في احداث النعرات والاضطرابات والانشقاقات داخل البنية والتركيبة السياسية والمجتمعية للوطن العربي وتجزئته الى دويلات متصارعة فكريا وعقاىديا وسياسيا واثنيا من اهداف اسرائيل المطروحة منذ عقود من الزمن وان قيام دولة كردية في شمال العراق بمساعدة ودعم الكيان الصهيوني ستكون نواة لدولة كردية أكبر يمكن أن تضم لها لاحقا مناطق التواجد الكردي في شمال وشمال شرق سوريا، وشرق تركيا وغرب وشمال غرب إيران. للسيطرة والتمركز من خلال ادواتها ومن خلال هذه الدويلة العميلة في تمويل مواردها من النفط ولتنفيذ مخططاتها وهيمنتها على المنطقة وبسط نفوذها وسيطرتها .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here