The side نظرية الوكز للتحفيز و جائزة نوبل للاقتصاد

أ.د عبودي جواد حسن
جامعة عجمان

منحت جائزة نوبل للاقتصاد في هذا العام (2017)الى البرفسور الامريكي ريتشار ثيلر اعترافا ببحوثه واسهاماته في مجال في اقتصاديات السلوك و اهميتها في تفسير حماقات السلوك الانساني . وثلير هو من مدرسة الفكرة القائلة ان البشر لا يتصرفون كليا بشكل عقلاني . ثلير قد مكن العالم من ان يفهم بشكل افضل عملية صنع القرار في الميدان الاقتصادي بشكل خاص وذلك بتطبيق ما توصلت اليه بحوث علم النفس . 
ويذكران لدى ثيلر بحوث و دراسات في مجال المالية سلط فيها الاضواء على الاختلاف بين التوقعات المالية التي تفترض بان الناس بشكل كامل وبشكل عقلاني يعملون على تعظيم الارباح وبين و ما يجري واقعا في الاسواق
كان اسم ثيلر من الاسماء المفضلة للحصول على جائزة نوبل في سنة 2002 و2013 . ولكن الركود الكبير الذي عم العالم والذي كان سببه اضطراب الاسواق المالية لفت الانتباه الى بحوث ارتكزت بشكل مكثف على اعمال في مشوار ثيلر الاكاديمي الذي استمر لأربعين عاما وحتى انه ظهر في احد الافلام المهمة ( ذي بيك شورت)كضيف لتوضيح سبب قيام المصارف ببيع وشراء الديون التي لا يمكن تسديدها بشكل يضر بمصلحتها
لا يمكن تشبيه الناس بحواسيب مضبوطة. وهذا يتبين من بحوث ثيلر في مجال العقلانية المحدودة .فعلى سبيل المثال يميل الناس الى الابتعاد عن الخسارة وبدل ذلك يودون ربح قليل في حالة المخاطرة ولكنه يمكن ان يغطي الخسائر. وهذا الامر له بعض الابعاد في الاسواق المالية أي : ان المنتجات المالية التي تستند على ازدواج الاختيار الربح او الخسارة تعتمد بشكل كبير على الاعلان الصريح بمحدودية الخسائر المحتملة( القول بان الخسائر محدودة)
الحسابات العقلية
ومن اعمال ثيلر كانت فكرة الحساب بالعقل: أي ان الناس لا يفكرون عن اجمالي رفاه حياتهم عند اتخاذ القرارات المالية كما تبين بحوثه . وبدل ذلك يركزون على المردود الحالي لقرارتهم الفردية وتقل اهتماماتهم بعمل توفير حتى اذا كانت هذه التوفيرات بنسبة قليلة مقارنة بما ينفقون. هذه الفكرة ادت الى تطور موضوع السلوكية المالية وهو موضوع يعالج ابعاد المعقولية المحدودة.
فعلى سبيل المثال اذا استطاع المرء ان يشتري حاجة ارخص بجنيه واحد في مكان ما بطبيعة الحال يذهب الى ذلك المكان . ولكن اذا وفر المر ء بإعطاء جنيها واحد إضافيا نتيجة تصريفه عملة في محل عملة ما يضمن له قضاء عطلة فلا يذهب الى ذلك المحل. حتى اذا تساوى الزمن والجهد في الحالتين اعلاه.
ومما يتعلق بما قيل اعلاه فقد اجرى ثيلر بحوث كثيرة تتعلق بكيفية اساءة الناس التخطيط على المدى البعيد . فبالرغم من الحقيقة القائلة ان كل الانسان الان يتوقع العيش لمدة اطول كل بطرقه فمعظم الناس لا يخططون بما يكفي للتقاعد.
ومن اراءه مثلا مشكلة البدانة . هذه المشكلة تبين لنا كيف ان الناس يسيئون مراعاة مصالحهم …. ولفهم هذا الامر بشكل أوضح قال ثيلر من الضروري النظر الى الفرد على انه قسمان : احدهما تخطيطي والاخر لا يفعل ما تم التخطيط له . القسم التخطيطي عند كل شخص مثلا يدفع الانسان الى التسجيل و الاشتراك في العضوية السنوية لنادي الرياضة (الجم) لكن من المفروض ان يذهب المرء الى الجم كل يوم ويصبح رشيقا. أما القسم التنفيذي عند المرء فلا ينفذ هذه الخطة . وتكرارا ومرارا يؤجل الذهاب الى (الجم) الى وقت اخر مناسب اكثر الى ان تنتهي السنة ونراه لا يحقق ما خطط . وبهده الطريقة تحقق هذه النوادي الرياضية الارباح وذلك بترغيب الجانب التخطيطي عند المرء .
نحن بحاجة الى فهم الجانب التخطيطي والجانب التنفيذي في شخصياتنا كي ننجح في ما ننوي فعله…. وبالطريقة نفسها يمكن للحكومات ان تهتم بترتيب مع الناس عقود تستغل عدم ترابط اهتماماتهم الطويلة المدى وصناعة قرارتهم .
نظرية الوكز للتحفيز
تلعب هذه الفرضيات النفسية ايضا دورا مهما في نظرية الوكز للتحفيز التي وضعها ثيلر……… والوكز يكون عندما يتوفر حافز للتأثير على سلوك الناس والوكز ايضا تقوم به الشركات.
فعلى سبيل المثال بين ثيلر كيف تستخدم الشركات الاستراتيجيات لتقديم خيارات الشراء في افضل السبل للعملاء .حيث ان الوكزات الصغيرة التي يعتمد عليها بائعون الشركات في بيع وعرض بضائعهم بإمكانها ان تؤثر على انفاق الناس فعلى سبيل المثال عندما يذهب المرء لشراء سيارة : يخبر ك البائع سعر ا اعلى من السعر الحقيقي بمقدار 20% وبعده ينقص السعر بنفس المقدار مدعيا انه اعطاك خصما مدعيا ان ذلك السعر سعر بخصم شخصي لك فقط .
كذلك تبنت الحكومات نظرية الوكز لمحاولة تطمين مواطنيها على انهم مستعدون بشكل افضل للمستقبل .فعلى سبيل المثال تزداد بكثير اعداد الاشخاص الذين يختارون هم مشاريع تقاعد بأنفسهم مقارنة مع أولئك الذين تختار لهم الدولة مشاريع تقاعد وذلك بفتح التسجيل التلقائي للمواطنين في مشاريع التقاعد و ترك الاختيار لهم في البقاء فيها او المغادرة منها
نتمى ان يكون منح جائزة نوبل هذه سيلفت اهتمام الجمهور ويشجعهم بالاعتراف بعدم عقلانية صنع قرارتهم. هذا بالإضافة الى رؤ يتهم لقيمة تنظيم الاسواق المالية بحيث لا يكونوا عرضة لسلوك غير عقلاني . و عن طريق الاعتراف بهذا الميل يمكننا ان نضع خطط افضل للمستقبل خطط يكون الجانب التنفيذي من المرء سعيد باتباعها.
ترجمة بتصرف عن ال بي بي سي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here