السعودية (خطف) العراق من إيران!

احمد العلي.

هذه هي الزيارة الثانية لرئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي للسعودية. الزيارة الأولى في حزيران 2017 جرى فيها تأسيس المجلس التنسيقي السعودي العراقي بعد تحسن العلاقات بين البلدين. الزيارة الثانية بدأت في 20 تشرين أول 2017 التي عُقدَ فيها الاجتماع الأول لهذا المجلس بحضور ورعاية وزير الخارجية الأمريكية تيلرسون، ووقِعت فيها اتفاقيات اقتصادية وتجارية واستثمارية، إلى جانب طرح رؤية عراقية لمستقبل المنطقة العربية السياسي والأمني ……

…… هذا التقارب السعودي العراقي هو تقارب سياسي في حقيقته ونواياه يأتي في مقدمته (خطف) العراق من إيران وسحب البساط، كما يقولون، من تحتها والقضاء على نفوذها المتزايد فيه أو تقليص هذا النفوذ. هذا لن يحدث لأن السيد العبادي لا يملك وحده القرار الأول في تصفية حسابات الماضي مع السعودية وتصفيرها ولا في بدأ مرحلة سياسية جديدة في الحاضر. فالحكومة السعودية تسببت في قتل الآلاف من العراقيين على يد الإرهابيين السعوديين وغير السعوديين الذين اندفعوا لقتل الشيعة والسنة بفتاوى مشايخ الحكومة السعودية الوهابيين. هذا أولا. وثانيا، لأن الشك يحيط بنوايا وأهداف السعودية الحقيقية من هذا التقارب مع العراق ومنها تحسين صورتها الملطخة بالدم في الداخل والخارج بسبب الجرائم اللاإنسانية واللاأخلاقية التي ترتكبها بحق شعب اليمن الفقير…… مما يجعل هذه العلاقة الجديدة مع العراق التي بدأت باتفاقيات ظاهرها اقتصادي وتجاري وتنموي واستثماري وباطنها سياسي تستهدف إيران وإنهاء دورها في مساعدة شعب اليمن في الوقوف بوجه التحالف (العربي) خاصة وفي المنطقة العربية عامة….. امرأ مشكوكا في بقائه واستمراره في المستقبل مع وجود معارضة قوية داخل العراق لهذا التقارب قد تسبب مشاكل لحكومة العبادي فيما تبقى من ولايته الأولى وفي المستقبل إذا ما انتُخِب لولاية ثانية في انتخابات 2018. هذه المشاكل قد تثيرها إيران مباشرة، سياسيا واقتصاديا، وقد تثيرها بشكل غير مباشر في الداخل عن طريق بعض فصائل الحشد الشعبي!

من الممكن أن لا نشك بحسن نية السيد حيدر العبادي في تحسين العلاقات مع السعودية والمحيط العربي ولكن عليه أن يُحسِن التقدير، فربما لا تتطابق حسابات الحقل مع حسابات البيدر!

بغداد في

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here