بافل طالباني: رفض المقترح الامريكي البديل كان خطأ فادحاً

اجرت فضائية (فرانس 24) حوارا مع السيد بافل جلال طالباني سلط فيه الضوء على حقيقة الأحداث الأخيرة في كركوك والتطورات على الساحة الكوردستانية، مؤكدا اهمية وحدة الصف الكوردستاني والتكاتف لتجاوز هذه المرحلة، فيما ياتي تنشر الانصات المركزي نص الحوار:

أجرى الحوار: مارك بيرمان: أهلا بكم، ضيفنا اليوم هو أحد الفاعلين الاساسيين في الوضع المتأزم في اقليم كوردستان العراق. لقد تم تنظيم الاستفتاء في 25 سبتمبر حول الاستقلال وكانت النتائج “نعم” بالأغلبية الساحقة، منذ ذلك التاريخ استعادت بغداد السيطرة على بعض المناطق المتنازع عليها بين العراق والكورد، السلطة المحلية بكوردستان العراق بقيادة مسعود بارزاني اتهمت بعض المكونات الكوردية بالخيانة لأنها سمحت للقوات الحكومية بالسيطرة على المناطق المتنازع عليها خاصة مدينة كركوك، ويشيرون ببيان خاصة الى شخص بافل طالباني نجل الرئيس جلال طالباني الذي نجري معه الحوار الآتي.

أهلا بك السيد طالباني، ادارة بارزاني وحلفاؤها يدعون انكم سمحتم للقوات الحكومية بالسيطرة على مدينة كركوك وانكم تفاوضتم مع الحكومة المركزية في بغداد وخاصة مع ايران، ماهو ردكم على هذه الاتهامات؟

– شكرا لكم، بكل بساطة أفند هذه الاتهامات التي لا أساس لها وهي للأسف اتهامات مقرفة، كل ماحدث الى هذا اليوم هو نتيجة سياسة قصيرة النظر، سياسة القادة الكورد، وأمام هذه المأساة أود أن أرى الكورد متحدين ويتحدثون بصوت واحد ولكن للاسف وكما حدث لمرات عديدة في الماضي فعوضا عن الوحدة والتكاتف قررت الاطراف الكوردية ان تتهم بعضها البعض دون اي دليل وهذا ماحول انتباه المجتمع الدولي ازاء المشكلة الحقيقية.

* لكن سيدي هناك من يقول انك أمرت قواتك بان لاتقاتل ضد القوات العراقية والميليشيات الشيعية لان هناك اتفاقا مع ايران وخاصة مع الجنرال قاسم سليماني، وهذه اتهامات خطرة طبعا؟

– نعم، سمعت بتلك الاتهامات الخطيرة وهذا أمر مؤسف، في الحقيقة المسؤولون الحقيقيون عن المأساة يحاولون إلقاء اللوم على الاخرين، سأقول ماحدث فعلا في كركوك، قوات البيشمركة معروف عنها دفاعها عن كركوك وقدمنا شهداء من ضمنهم كبار قياداتنا العسكرية عند الدفاع عن كركوك ضد جميع التهديدات وهذه المرة واجهنا خصما كان اكبر بكثير ولاسيما من حيث الاسلحة والعتاد وقادتنا ولاسيما قائد قوات الـ(70) الشيخ جعفر قرروا الانسحاب بصفة تكتيكية بعد معركة تكبدت فيها حوالي مائة من الشهداء والجرحى وعوضا عن تكبد آلاف البيشمركة ودخول القتال نحو المناطق الاهلية وسقوط ضحايا مدنيين، قرر القادة الانسحاب بصورة تكتيكية وستراتيجية واهنئهم على هذه الخطوة.

* اذن تفندون تهمة الخيانة الموجهة لكم من قبل حزب بارزاني وافراد من حزبكم ؟

– اعضاء حزبي الذين يتهمونني بالخيانة أتوجه اليهم واقلب الاتهام واني اتهمهم، اود ان نقوم بتحقيق حول هذا الموضوع وقد قدمت طلبا رسميا بهذا الشأن لكي نعرف ونحدد ماحدث فعلا في كركوك بالضبط ويعرف الجميع الحقيقة، كما أطلب تحقيقا آخر بحق المسؤولين الذين قادونا الى هذا الوضع، أود تحقيقا معمقا ودقيقا لكى نرى قدرة هؤلاء على قيادة الكورد.

* أنت تتحدث عن مسعود بارزاني، قبل الاستفتاء كان هنالك نوع من الوحدة الشكلية كما نرى ذلك اليوم، هل تعتقدون بانه من خلال هذا الاستفتاء ارتكب مسعود بارزاني خطأ جسيما؟

– لا أريد ان اتهم الرئيس بارزاني بأي طريقة كانت، لن اقدم على اي شيء يقوض الوحدة الكوردية، لان الوحدة الكوردية هي الاهم، لا أكن أي تقدير للاتهامات الموجهة لي ويجب ان نبقى متحدين ولكن حول سؤالكم عمن الذي قادنا الى هذا الوضع أقول: الاستفتاء يتعلق بأمر كان ضروريا ويجب أن يسأل الشعب الكوردي الذي يجب ان يمنح الحق في تقرير مصيره ولكن هذا يجب ان يأتي في اوانه، المبعوثان الامريكي والبريطاني بريت ماكغورك وفرانك بيكر اقترحا امكانية كانت ستمنح لنا الاستقلال بعد عامين عقب الاستفتاء بعد التفاوض مع الحكومة العراقية ولكن القادة الكورد (ولن اتهم شخصيا السيد بارزاني) قرروا المضي في قرارهم.

* هذا الخطا الذي كان يجب عدم ارتكابه ؟

– رفض هذا الاقتراح كان رفضا فادحا وحتى في المعارك حول كركوك كانت هنالك فرصة، قواتنا كانت موجودة هناك ورئيس الحكومة العراقية مد اليد للتوصل الى حل وسط.

*وماهي مقترحات رئيس الحكومة العراقية ؟

– بعد يوم من التفاوض بلغنا النتيجة الآتية: عوضا ان تعود القوات العراقية الى كركوك تتحول قاعدة K1 الى مركز للقيادة المشتركة لقوات التحالف والبيشمركة والقوات العراقية ومثل هذا الاتفاق كان سيسمح لنا بتفادي الوضع الكارثي الذي تشهده المدينة الان، ولدينا وثيقة وقع عليها 38 قياديا في المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني وكان هذا الاتفاق يسمح لنا بالاحتفاظ بكركوك وتفادي هذه المأساة ولكن للاسف مرة أخرى القيادة الكوردية لم يتخذوا القرار السليم.

* حسب قولكم ان رئيس الحكومة العراقية كان ينوي تفادي التصادم المسلح. هل تعتقد انه يريد ان يعطيكم حكما ذاتيا او استقلاليا وخاصة انه قال ان مسألة الاستقلال لم تعد موجودة؟

– لا اعرف بالضبط ماينوي رئيس الحكومة العراقية فعله ولكن ما هو مؤكد انه مد يده عدة مرات وقدم عدة اقتراحات بعضها لم يكن من الممكن ان نقبلها ولكن رفض المقترح الامريكي البديل كان خطأ تاريخيا والحكومة العراقية تحت ضغط الشارع كان قد اقترح علينا شيئا آخر للحد من الفوضى في كركوك ولكن بسبب التسلسل الزمني لم تتمكن القيادة الكوردية من الاتفاق مبكرا وانا في بالغ الاسف عندما أرى الاساءة لتضحيات وبسالة شهداء الاتحاد الوطني، كان من السهل لنا ان نقوم بخيار آخر، مساحات كبيرة تم التخلي عنها لصالح القوات العراقية بدون قتال، اذا انا وقعت اتفاقا مع القوات العراقية اود ان اعرف من وقع تلك الاتفاق ايضا للانسحاب؟

* بعد الذي حدث والاتهامات من قبل حزب بارزاني ألا تخشون من حرب اهلية بين المكونات الكوردية خاصة بعد هذه الخلافات؟

– في الحقيقة أنا دوما أكره الحرب وسفك الدماء وحتى الحرب الاهلية، خبرتي الحربية تجعلني لا ارغب دائما في ارسال الجنود الى القتال، الوحدة والتكاتف هو الاهم، يجب ان يبقى الكورد متحدين وحرصنا على هذه الوحدة هو الذي يمنعنا من الرد على الاتهامات الموجهة لنا وخوض حروب وسخة التي هي ليست في مستواي ولا مستوى حزبي، بيشمركتنا البسلاء ضحوا بدمائهم لمصلحة الشعب الكوردي.

* هل هذا يعني انكم اليوم تريدون التفاوض حول نوع من الاستقلالية مع الحكومة المركزية؟

– الشعب الكوردي يجب ان يبدأ بالتفاوض مع الحكومة العراقية ويجب ان نشرك المجتمع الدولي في هذه المفاوضات كما يجب ان نشرك فيها الدول المجاورة وعبر الحوار الجاد يجب ان ننزع فتيل هذه الازمة التي بدأت تنشتر في اقليم كوردستان لتفادي مآسي اخرى.

* مرة اخرى هل تعتقدون ان كوردستان مستقلة نظرا للوضع القائم حاليا يجب ان يعاد النظر فيها وتؤجل الى سنوات عديدة؟

– كوردستان مستقلة حلم كل كوردي ولكن استقلال كوردستان يتطلب التحضير الدقيق له، يجب ان نكون في موقع القوة قبل التفاوض حوله ويجب ان نكون واقعيين ايضا فيما يتعلق بتطلعات الحلفاء على الصعيد الدولي على الارض حيث هنالك جوانب ينبغي دراستها سياسيا وعسكريا، كل كوردي يحلم بكوردستان مستقلة ولكن سيأتي عند أوانه ولن نتوقف عن نضالنا من اجل هذا الهدف ولكن يجب ان نغير مسارنا اليوم، يجب ان نستعيد وحدتنا وان نعمل معا جنبا الى جنب لنواجه العدو بالدبلوماسية وفقا للقانون وان نجد حلا وسطا يحقق أملنا باستقلال كوردستان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here