هلاليات .. مطر صيفي وثلاث قصائد أخرى للشاعرة التركية: هلال كرهان

ترجمة: رائد أنيس الجشي

تقديم:

هلال كرهان: طبيبة, كاتبة وشاعرة تركية معاصرة من مدينة غازي عنتاب. كتبت الشعر في مرحلة مبكرة من حياتها ونشرت قصصها وقصائدها منذ عام 2000 في الدوريات الأدبية المتخصصة. وهي محررة مجلة( سماك ) المتخصصة بالأدب والتراث. وتشغل حاليا منصب سفيرة الشعر التركي في السلام بين العالم, كما تعمل محررة لموقع خط الدفاع الشعري عن المرأة ( إلكتروني). حصدت عدة جوائز شعرية تركية. شاعريتها ورمزيتها عالية لا تصرح بالعاطفة ولكنها تغلفها بتقنية كولاج فنية تختلف بها زاوية الإخراج النصي فتبدو بعض المقاطع بعيدة عن بعضها البعض في القراءة الأولى ولكن الرابط الكلي يتضح عادة خلال القراءة الثانية , خصوصا بعد الالتفات إلى جنس الضمائر المستخدمة وعلى من تعود وتشير في النص, وكذلك عند قراءة ختام القصيدة ف د.هلال تهتم كثيرا بنهاية النص الذي يعيد تشكيله و يغير مسار التأويل. وهي تقنية يذكرنا بتقنية الشاعر عمر أبو ريشة في بيت القصيدة الأخير ( البيت المفاجأة) . ولعله من باب الصدفة أن مدينة (عنتاب ) كما يسميها العرب – مسقط رأس الشاعرة لا تبعد كثيرا عن حلب التي ولد بها الشاعر عمر أبو ريشا وقديما كانت ضمن الإقليم السوري قبل أن تضم إلى تركيا عام 1920 م.

مطر صيفي

يبحث عن مكان يعود إليه

يصبح غريبًا في أي مكان يقصده.

ثمة مظلة تركت وحيدة في القطار

وبضعة كلمات وُجِّهتْ لكرسي جانبي

لكنه لم يعرف متى سيمضي

حاملًا نفْسه داخله

عبست الموانئ بشدة

حد اشتعال عيونها بنار الحكايات الخيالية

التي تؤمن بالبحث

عن مكان تعود إليه

الرحلات الحقيقية كانت هي الإياب

ولكنها لم تعلم أنه يجب عليها

أن تبحث وتجتاز الحدود بفيضان

وأن عليها أن تسرع لتجمع أياديها

الزمن يمضي

كان وهما

كان جسدا مدلوقا ليجعل المعنى غامضًا

إنه يعلم أن أخطر شيء هو

أن يكون مفهومًا

وهو ممسك بقلبه ويده

زوايا الماء

افتقدتك حتى قبل مغادرتك

كان غيابك قرارًا مؤدبا

من معابدي تتكسر الحجارة

والحبل يتأرجح طوال اليوم

احساس عميق سيتساقط

وهو ينظر بشراسة إلى يديك

أحببتك مذ أول ليلة التقينا بها

هدوؤك, ظلمتي, وظلالنا

يجلسون مع بعضهم البعض

بعظمة بهلوان على حبل

بين فترة وأخرى

نجد زهور محطمة

من رقعة شطرنج تحبذ الوحدة

ثمة ميناء مضغوط

بين جلدك ووجهك

لو كان زمن الحب مكتوبًا لكان

مكانا أو شيئا ما

الصمت كان تجربة حادة

كأنه صلاة

ثمة شجرة ضخمة تنمو على أرض المقبرة

ونعل فضيلة الأمل كان منضبطا

بينما كنت

أجمع خيول البحر الميتة من زوايا الماء

المشي

كان الليل يوشك على الحلول

البيت القديم مشى على طول وجهه

نظر العشب الغاضب

بسبب التعب

من أعلى إلى أسفل قوته قرب الممشى.

الغرباء يدخلون كل المدن من ذات البوابة

وفي نفس الوقت كان البحر يصنع شعرها

أتراها تلك الليلة المكتملة الهادرة التي ترمي

بشرايين القمر في الماء ؟

تاركة تلك الحواس المعكرة الزيتية على السطح .

ثمة ألم مركز هبط في محلول الزمكان

ومازال ثمة وقت

يمكن لأي شخص يمشي ببطء وسرية

أن يستمع له

إن ” الذي ” تعني

تأرجحا على الحافة

حتى معابد الرأس

نسيت ساعة الرمل بلطف

تلك اللحظات التي كنت أحبك بها

صباح اغتسل لتوه

أمسية من ” ما زال الوقت مبكِّرا, أرجوك لا تذهب”

أنفاس امرأة

عاد زوجها إلى المدينة

وقد أصبح باردا بالدقة

ممارسة الحب تترك نصفا في الطبق

أثر بقايا شفاه خمرية

رطبة, ترتدي سترة كبيرة بألم

أخمد سيجارة سالم خفيفة بانتباه

شرخ في الوعاء يخفي النضرة الهاربة

مع احترام لنقر الأصابع للقبلة:

ينتمي إلى موضع العائلة

مكان آمن ومسؤول

تحت الجَلد

كما لوحظ, أن أيدي العاطفة المكتومة

مستلقية مع النفثالين* على الأدرج

هل تمس هذه الريح المنكسرة النافذة؟

بقع الدم في الرواق

· النفثالين : مركب هيدروكربوني مشهور باستخدامه على شكل كرات بيضاء تستخدم لحماية الملابس من العثة.(الترجمة العربية:

العلاج المهبلي

في ليلة الدخلة

بينما كان الناس ينتظرون خلف الباب

لم يمكن أخذ القماش المُدمَّى

اتخذ مستشار العائلة قرارا

” الزوجة مغلقة ”

أخذوا الفتاة إلى المشعوذ

ليكتب تعويذة على جسدها

لكي يفك الزوجة

في ثلاثة أيام وليلة

في الصباح الرابع

أتوا لأخذ الفتاة

ودفعوا المال قيمة

ديك وتميمة

الفتاة العاجزة لم تستطع أن تخبر طيلة حياتها

بدلا من كتابة التميمة

ماذا صنع الرجل عديم الإيمان

في الثلاثة أيام

والليلة

“هايل علي المذابي”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here