وحدة الدم العراقي شوش توجهات الانفصاليين والناعقين والارهابيين

يوم بعد اخر يثبت ابناء الشعب العراقي انهم من معدن اصيل لايصيبه الصدا ولاتتآكله الافات والازمات وانهم عند الجد قلب واحد ويد واحدة غير عابئين بكل اصوات التجزئة والتقسيم واللعب على جراح الناس وان اي قوة مهما كان حجمها ودعمها لاتستطيع العبث معهم وان تمسكت بعنوان الارهاب العالمي ,لقد تعرض العراق عبر تاريخه الحديث الى كثير من الازمات والمشاكل والحروب وكان وقعها ثقيلا عليه وتسببت في تاخيره عن الركب العالمي وتوقف بعض مناحي الحياة فيه بصورة كلية وتحمل العراق مالايمكن لدولة في العالم ان تتحمله ولو كانت من الدول العظمى فمنذ ايام البعث الشوفيني والاضرار النفسية والاجتماعية والتخلف الثقافي الذي اصاب المجتمع منه بسبب حروبه الدائمة بالداخل ومع دول الجوار وعسكرة المجتمع بحيث انشغلت الناس عن القراءة والثقافة وابتعدت عن ابسط مفاهيم العلاقات والروابط الاجتماعية المعروفة لانهم انشغلوا بالحرب وبالحصار الاقتصادي الظالم الذي فرض على العراق مدة ثلاثة عشر سنة بسبب حماقات النظام السابق لذلك اصبح هم الناس رغيف العيش وباقي الاشياء بعده لذلك غاب كل شيء عن المجتمع وتفتت العلاقات والروابط الاجتماعية التي كانت تميز المجتمع العراقي عن غيره ,وبعد ذلك الحرب الكبرى التي ادت الى اسقاط النظام الفاشي واحتلال العراق عنوة واستمراره ادى الى تفتيت كل البنى التحية للمجتمع فلا بنية اقتصادية ولاعسكرية ولانفسية وتخلى عن العراق كل من كان يصفق للنظام البائد واصبح وحيدا في مواجهة كل التيارات الهمجية التي هجمت عليه فالمحيط العربي تركه لانه لايلائمهم طائفيا ودول الاقليم كلها تبحث عن مصالحها فيه ودول العالم الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية اذلته بالقوة وبقراراتها الجائرة وحتى الدول التي كانت مستضعفة رفعت راسها بوجه العراق تريد ثارها منه ,ومع استمرار هذا الوضع برزت قوى في العراق جل اهتمامها التامر عليه وكسب الامتيازات ونهبه قدر المستطاع رغم انها في العملية السياسية العتيدة فهي تدعم الارهاب وتشجع عليه وتمنع القرارات التي تصدر في صالحه ثم ذهبت بعيد باشعالها حربا طائفية داخلية كادت ان تتسب في دمار النسيج المجتمعي ,وهنا ظهرت مخاطر اقوى من سابقاتها وهي الدعوة الى تقسيم البلد الى اجزاء متفرقة وتحت ذرائع شتى وهذه طبعا بمباركة صهيونية يهودية حقيرة قادتها القيادة السياسية للاقليم الانفصالي في شمال العراق وبشخص رئيسه مسعود البارازاني الذي لم يكفيه تجاوزه على اموال الدولة وحقوقها وسرقته للثروة العراقية وتسجيلها باسمه وعائلته بل ذهب الى محاولة تقسيم العراق ساعده بعض الناعقين الملونين الذين هم كعهدهم يعيشون على الجيف والفضلات المتروكة وكاد المشروع التقسيمي ان ينجح لولا انتباه الشعب وحكومته ولو جاء متاخرا الى خطر المسالة فتم التصدي وبقوة لهذه المحاولة البغيضة والرخيصة عندها فقط نجحت ارادة الشعب وتوحدت فصائله لمواجهة هذا الخطر الجسيم .

ان كل الذي مر على العراق طوال الفترات السابقة كان للشعب وقفته في التصدي له ولكن محاولة التقسيم الاخيرة وتصدي ابناء الوطن لها بكل انتمائاتهم تسبقها الانتصارات الرائعة والكبيرة التي تحققها كل فصائل الشعب على اقوى عتاة الارهاب في العالم داعش وداعميها اثبتت ان الدماء التي منحها الشعب لحريته ساهمت بارباك مخططات الاعداء المحليين والخارجيين وجعلتهم ينصعقون تماما لانهم اعتقدوا انهم حققوا تفتيتا اجتماعيا للنسيج الوطني العراقي خاصة وانهم انفقوا لاجل هدفهم هذا مليارات الدولارات وتعاون معهم عملاء الداخل المعروفين وهذا الارباك والتخبط الذي حصل لهم جعلهم لايعرفون الى اين يتجهون فلجات قسم من هذه القوى الى التعاون الظاهري مع الدولة وتملقها املا في ان تعفوا عنها ولاتحاسبها على مافعلت ,اما القوى الخارجية فاعتقد جازما انها وفي الايام القادمة ستترك العراق لاهله لانها عجزت عن كسر ارادة اهله وجعلهم يتبعوهم اذلاء .

اننا اليوم وفي ظل الانتصارات المتحققة على الارهاب وبسط سلطة الدولة على المناطق التي سرقت من الدولة منذ عام 2003 نطالب بصولة حقيقية اخرى لمحاسبة ومطاردة الفاسدين من الذين اثروا على حساب الشعب وتطلعاته وعدم تركهم بحجة انتماءاتهم والتسبب في فوضى جديدة الكل يجب ان يخضع للقوانين ويحاسب بما ارتكب وفقها وان لانسمح بتولي الفاسدين امورنا من جديد .

تحية لشعب العراق المخلص الامين والرحمة والرضوان لكل شهدائه الميامين .

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here