سلمان رشدي حامل رسالة الشيطان ومشروعه السياسي

محمود الربيعي

آخر رواية لمبعوث الشيطان المدعو سلمان رشدي يهاجم فيها الرموز الدينية المقدسة الإسلامية واليهودية والمسيحية

الموقف الدولي أزاء إنتهاك سلمان رشدي لحرمة الرموز الدينية المقدسة

المقدمة الموضوعية

الكفر قديم وليس بجديد

سلمان رشدي.. مشروع سياسي حاضر.. فهو من حين لآخر يكتب روايات الغاية منها تقديم خدمة لشياطين السياسة العالمية وفي هذه المرة كتب رواية أساء فيها الى رموز الديانتين اليهودية والنصرانية ناهيك الى إساءته للديانة الإسلامية من قبل ومن بعد بحجة حرية الرأي الذي تمنحه المجتمعات الديمقراطية الحرة متجاوزاً الخطوط الحمراء التي نص عليها القانون الذي لايسمح بالتجاوز المشتمل على السب والشتم والتعريض لمقدسات الآخرين وثقافاتهم.

سلمان رشدي البريطاني الجنسية الهندي الأصل الذي أصدر روايته المشهورة ” آيات شيطانية” عام ١٩٨٨ كان قد أساء فيها الى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولنساءه العفيفات وأصحابه الأفاضل يجهل منه تماماً بعلوم القرآن والحديث حاله حال جميع الجهلة.. ولأنه لايقرأ جيداً ولايفهم جيداً فقد وقع من حيث يعلم أو لايعلم بأخطاء خطيرة.. فجهله بالسيرة والتفسير وعلوم الحديث ومصادره الموثوقة من جهة، ولطريقة نشأته في الهند وبريطانيا من جهة أخرى أحد أسباب هجومه الذي كان أساسه الشهرة وجمع المال والطاعة للشيطان، كما له أبعاده السياسية في الحقد على الإسلام وعموم المسلمين لكنه لم يفلح إذ حصد سخط قادة المسلمين في العالم وسخط القيادات السياسية في كل من بريطانيا والعالم عدا جمهور المسلمين كافة،…. إذ وَجَّهَ له مسؤولان كبيران أحدهما من حزب العمال والآخر من حزب المحافظين الحاكِمَين في بريطانيا إنتقادهما اللاذعين فقد وصفه مرشح العمال وقتها بأنه بفعله يكون قد ” تجاوز حرية التعبير ليدخل في إهانة مقدسات ثقافات الآخرين ” .. كما وصفه أحد الرؤساء السابقين لحزب المحافظين بأنه ” شرير طالب شهره”.

فسلمان رشدي وإن حصل على الشهرة ونال جائزة من جوائز (الحاقدين على الإسلام) لكنه بفعلته يكون قد أهان وطنه الأم ووطنه الثاني الذي احتضنه، فقد اتبع هذا الجاهل المثل المشهور ” خالف تعرف “. وبالنتيجة حصل على انتقاد غالبية الناس وقد خاب من افترى.. فسلمان رشدي لم يطلع جيداً على القرآن ولا على السيرة بعين فاحصة وعقل رشيد.

وإذا كان سلمان رشدي قد طعن بالكتاب الكريم فليأتي بقرآن مثله أو بعشر سور مثله، أو بسورة واحدة مثلها.

جاء في سورة الإسراء (١٧) الآية (٨٨): ” قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا “.

كما جاء في سورة هود (١١) الآية (١٣): ” أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ “.

كما جاء في سورة البقرة (٢) الآية (٢٣): ” وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ “.

كما جاء في سورة البقرة (٢) الآية (٢٣): ” وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ “. وهذه اللغة لايفهمها مثل سلمان رشدي.

ان التحدي بالقرآن في الآية الكريمة ليس من حيث نظمه وبلاغته فحسب بل من جميع جهاته ونواحيه فإنه تعالى يأمرهم بالإستمداد من كل من استطاعوا دعوته من دون الله وفيهم من لايعرف الكلام العربي أو جَزالة أنظِمَة وَصِفَة بلاغته فالتحدي عام لكل مايتضمنه القرآن الكريم من معارف حقيقية والحجج والبراهين الساطعة والمواعظ الحسنة والأخلاق الكريمة والشرائع الإلهية والأخبار الغيبية والفصاحة والبلاغة نظير مافي قوله تعالى ” قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا “. الأية (٨٨) من سورة الإسراء (١٧).

وفي عصر نزول القرآن كانت وجوه الفصاحة والبلاغة على أشدها إذ كان أسياد اللغة حينها كل من امرئ القيس وعلقمة وعمر بن كلثوم والحارث بن حلزة وجرير والفرزدق إذ تحدى بعضهم البعض.. لزيادة لإطلاع والإستفاضة تراجع تفاسير النصوص القرآنية.

والاعجاز في القرآن له دلالات ومعاني فهو يشمل البلاغة والفصاحة والأمر يختلف بين العرب وغير العرب وسلمان رشدي ليس بعربي فهو لايفهم هذه المعاني التي يعرفها العرب ايام نزول القرآن فهي لغتهم التي يتكلمون بها وهم أعرف بأن القرآن معجز من هذه الوجوه.

كذلك بالنسبة للحديث فروايته التي ركز فيها على قصة الغرانيق” تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهم لترجى دخل الشيطان واسترق السمع والرسول يرددها وساوس الشيطان يوحي”.. ” رواية قال الكثير بكذبها ووضعها وعدم صحتها وهذه القصة ضَعَّفَ الحفاظ سندها ومتنها وقالوا: إنها لا تصح شرعاً ولا عقلا بهذه الكيفية” طعن فيها في عصمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو لايعرف معنى العصمة فأساء الى زوجات الرسول العفيفات الشريفات العالمات الحكيمات بما لايليق بروائي يحترم نفسه أن يلجأ الى مثل تلك الأساليب الرخيصة. قال تعالى: ” أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا “. الآية (٨٢) من سورة النساء (٤).

موقف الجالية المسلمة في بريطانيا

إن الجالية المسلمة التي تعيش في بريطانيا لتقف موقف الضد من هذه السفاهات التي تدعو الى الإستخفاف والإهانة والتحريض، يشاركها المجتمع الغربي الذي لايتفق مع ماذهب اليه سلمان رشدي ولايعتبر ذلك حريةً لإبداء الرأي بل إساءة الى الرموز والمقدسات التي يجب أن يحترمها الجميع دون التجاوز على عقائدها وأفكارها، كما أن الجاليات المسلمة لها حضور متميز في العالم الغربي فالمركز الاسلامي العالمي يتبنى عقد مؤتمرات سنوية في مجال الحوار والتعايش والتقريب بين المذاهب والأديان وهناك مؤسسات اخرى كمؤسسة الحوار الإنساني في لندن وهي متخصصة في عقد الإجتماعات والمؤتمرات السنوية والشهرية والاسبوعية حيث يقدم الأدباء والمثقفون المحاضرات القيمة في هذا المجال، وعادة مايدعى الى هذه المؤتمرات قسم من الرهبان والقساوسة ورجال الدين من مختلف الأديان والمذاهب وهي مؤتمرات إيجابية يقف منها المجتمع الغربي والقيادات السياسية موقف الداعم لانها تدعو الى السلم الأهلي والتعايش الإجتماعي بين مختلف الجاليات المسلمة واليهودية والمسيحية وبقية الأديان والمذاهب وتساهم في بناء المواطنة الصالحة داخل المجتمعات الغربية وداخل الجاليات نفسها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here