واخيرا البرزاني يلقي خطاب الهزيمة

القى رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته منذ سنتين خطابا وجهه الى الاكراد برر فيه فشله الكبير في خطوته الاخيرة باجراء الاستفتاء والتي تسببت في ضياع كل المنجزات التي تحققت للاكراد بعد 2003 واحدثت مشاكل كثيرة بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية وداخل البيت الكردي المتهرىء اصلا وهذه المشاكل طفت على السطح بشكل علني اهان الاكراد مع الاسف اولا واعاد بصورة غير متوقعة هيبة الدولة وفرض سيطرتها على كل الاراضي المسروقة للفترات السابقة ووطد ثقة الشعب بحكومته ,اعلن البرزاني من خلال خطابه اعتزاله العمل السياسي وتنحيه عن رئاسة الاقليم وتوزيع صلاحياته على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وشرح اسلوب قيادته للدولة وصب جام غضبه على الحكومة الاتحادية ,وبهذا انطوت صفحته السياسية والتي تسببت بكثير من المشاكل والازمات وذهبت بالعراق الى ضعف امني واقتصادي كبيرين ,ولو ناقشنا الخطاب بصورة تفصيلية نجد انه تميز بنقطتين رئيسيتين هما الاعتراف بفشل البرزاني وعدم حسابه الامر بصورة صحيحة لانه كرر عبارة لم اتوقع عدة مرات وكان يقصد الحلفاء الدوليين والاقليميين الذين اعتبرهم مارسوا غدرا له ولحلمه المريض ,والامر الثاني هو رفض ان يكون له خليفة بعنوان رئيس بل تم وبتوجيه منه مباشرة توزيع صلاحيات الرئيس على السلطات وسيلغى منصب الرئيس وهذا هو تكريس لاعماله وافعاله التي اضرت بالاكراد اولا وبالعراق ثانيا ,ونلاحظ ايضا هشاشة لغة الخطاب وضعفه وذله حتى انه وصف شركاءه في الحكومة بالخيانة وعدم الحفاظ على حقوق الشعب الكردي وهذا دليل على الافلاس السياسي وعدم وجود الحنكة والخبرة في التعامل مع الازمات وهنا لابد من القول انه اراد ان يبعد عنه كل المشاكل التي تسبب به باستفتاءه غير الدستوري وان يبيض صورته التي تشوهت امام العالم اجمع اللهم الا اسرائيل ومناصريه من الحزب الديمقراطي ,طبعا للعلم انه اضطر الى الاستقالة عنوة لان بقاءه سيؤدي الى اشعال حرب اهلية كردية داخلية تاكل كل شيء كما كان يحدث سابقا وان تدخل امريكا في الموضوع حيث ابلغوه ان ايامه انتهت وان ورقته قد انتهت ولابد من المجيء بشخصية اخرى لتنفذ دوره وكما يريد الغرب .

هكذا اذن تم كل شيء وخرج البرزاني من الموقعة خاسرا كل شيء الرئاسة والسمعة والمناصرة الدولية والاقليمية والامتيازات الكبيرة التي كان يتمتع بها ولانه حسب الامور خطا بان اعتبر ان تسامح الحكومة العراقية معه اعتبره ضعفا وانه هو القوة الكبرى وعلى الجميع طاعته شاؤوا ام ابوا وهذا لعمري قمة الدكتاتورية والوهبن والضعف الذي يصيب الطعاة ويسقطوا مع اول ضربة او صفعة ,لقد راهن البرزاني على صنيعته داعش والتي لعب معها دورا قذرا في سلب اراضي العراق لتمنح له كل الاراضي التي استولى عليها (طبعا بمساندة من عائلة النجيفي وبعض القذارات من اتحاد القوى المجرم سياسيا) في كركوك وسهل نينوى وصلاح الدين وديالى وحتى الحدود السوؤية مقابل ان تمنح اراضي من العراق لهم لقيام دولة كيفما اتفق ,اقول هنا الحمد لله الذي كشف كل شيء واوضح الامور على واقعها (بغض النظر عن عمى بعض الاطراف التي هي شريكة بالشيء )ولم يخفى امر عن الناظر الحاذق الحليم ,وبسقوط ورقة التوت هذه ماهو المطلوب لنبعد خطر ماقام به البرزاني على العراق باجمعه والاخوة الاكراد وكيف سيكون التصرف تجاه الموقف ولو ان الحكومة تصرفت بواجبها بما يمليه عليها الدستور ونجحت في اسقاط المؤامرة الاقليمة بحنكة وتعقل ارى ان استمرار العمل وفق القوانين الموجودة والدستور وعدم التفرقة بين مكونات الشعب والتعامل معها على اساس وطني خالص وتقديم ضمانات للاخوة الاكراد بانهم في وطنهم كما هم وان محبتهم لايمكن لها ان تتاثر بوجود صبيان سياسيين لايتصرفون بحكمة مع الامور وان تبقى قلوب الشعب العراقي كله تبنض بشريان الامل والنجاح والوحدة لنعيش بسلام ووئام تامين وان كل الدماء العراقية غالية وان نتوجه لحرب عدو العراق والعالم الارهاب بيد واحدة لننتصر عليه وننقذ العالم من شره .

وخزة باذن من يحلمون بعد البرزاني باقامة الاقليم السني الذي هو ايضا يريد الانفصال مستقبلا ويصبح تابعا لتركيا اقول اتعظوا من درس البرزاني لان امركم اصعب واشد واقسى.

قاسم محمد الحساني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here