أَلذِّكْرَى [الأَربَعُونَ] لانتِفَاضَةِ [ الأَرْبَعِينَ] [٧]

نــــــــــزار حيدر
لا يتجنَّبُ المرءُ أَخطاءهُ إِلَّا إِذا تعلَّمَ، ولا يتعلَّمُ إِلَّا إِذا تذكَّرَ، ولا يتذكَّرُ إِلَّا إِذا يقرأَ، ولا يقرأُ إِلَّا إِذا دوَّنَ! ولذلكَ قال أَميرُ المؤمنين (ع) {دَوِّنوا العِلمَ بالكِتابةِ}.
فالتَّدوينُ، إِذن، هو الأَساس! أَمَّا الذين يعتمدونَ على الحفظِ فقط فلا يسلَمونَ على العلمِ خاصَّةً مع تقادُم الأَيَّام، وصدقَ مَن قالَ [ما حُفظَ فرَّ وما دُوِّنَ قرَّ]!.
أَمَّا نحنُ فعلى العكسِ من ذَلِكَ تماماً!.
لا ندوِّنُ ولذلكَ لا نقرأَ فلا نتذكَّرَ ولذلكَ لا نتعلَّمَ ولهذا السَّبب [نطمِسُ] يوميَّاً بأَخطائِنا فتتكرَّر عندنا المُعاناة دائِماً!.
نتخلَّص من سُلطةِ [الحُقبةِ الصدَّاميَّة] لنتورَّطَ بسُلطةِ [العِصابةِ الصدَّاميَّة] ونتخلَّص من طاغوتٍ ليعودَ لنا آخر ونقضي على ديكتاتورٍ لنصنعَ آخر ونُنهي عهدَ [القائد الضَّرورة] لنخلُقَ آخرَ!.
تسحرنا الشِّعارات البرَّاقة وتأخذَ بأَلبابِنا الجباه المحروقة للسَّاسةِ والسَّادةِ! ونموتُ دائماً ليحيا الزَّعيم، أَمَّا إِذا [خاطَ] سياسيٌّ في قدْرِ القيمةِ أَو مشى مع زوَّار الحُسين السِّبط في الأَربعين أَو نصبَ سُرادِقات الخدمة الحُسينيَّة فذاك هو الحفيدُ الحقيقي لرسولِ الله (ص) أَو هوَ شبيهُ [المُختار] بِلا مُنازع!.
لا ننتبهَ للانجازِ ولا نُعير أَهميَّةً للنَّجاحِ والفشلِ! فكلُّ همِّنا عبادة الصَّنم وأَن نكونَ من ذيولِ [عجلٍ سَمينٍ] أَو بوقاً للزَّعيم التَّاريخي الذي نتمنَّى إِستنساخهُ كالنَّعجة [دولِّي] إِذا ماتَ!.
والغريبُ في الأَمرِ والمُلفتُ للنَّظرِ أَنَّ هذهِ الظَّواهر عراقيَّةٌ بامتيازٍ مُصابَةٌ بها كلَّ المكوِّنات فالشِّيعي والسنِّي والعربي والكُردي والتُّركماني والمُسلم والمسيحي والصَّابئي والايزدي كلُّهم مُصابون بها!.
كذلك فانَّ [الدِّيني] والمدني واليَّساري واليميني و [الاسلامي] والعِلماني والحزبي والعشائري كلُّهم مُصابونَ بها!.
وكلُّ هذا دليلٌ قاطعٌ على أَنَّنا لا ندوِّن ولذلك لا نتعلَّم! وإِذا دوَّنَّا صُدفةً فلا نقرأ وإِذا قرأنا برَّرنا فاستثنَينا أَنفسِنا وتخيَّلنا بأَنَّنا مُختلفونَ عمَّن سبقَنا فيُصيبنا العَناد وتأخذَنا العزَّة بالاثم!.
وإِلَّا! باللهِ عليكم ماذا تفسِّرونَ إِصرار سياسي يمتلك خبرةً حزبيَّةً وتجربةً عاشها بنفسهِ فتراكمت لتمتدَّ لأَكثر من [٦٠] عاماً ويُفترض بهِ أَنَّهُ قرأَ تاريخ قضيَّتهُ بحذافيرهِ! إِصرارهُ على ارتكابِ أَفضع خطأ أَعاد قضيَّتهُ [١٠٠] سنة إِلى الوَراء؟! وسحقَ كلَّ مُنجزاتها سحقاً! حتَّى باتَ الْيَوْمَ مضربُ مثلٍ في الغباءِ! عِوضاً عن [حسين كامل] الذي قادهُ غباءهُ للعودةِ إِلى حُضنِ عمِّهِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين بعد أَن هَربَ مِنْهُ بمُعجزةٍ!.
كم مرَّةً قال المرجعِ الأَعلى وأَوصى وحثَّ على [أَنَّ المُجرَّب لا يُجرَّب]؟! وأَنَّهُ لابُدَّ من التَّغييرِ والاصلاحِ؟! وأَنَّهُ يلزم إِعتماد معايير الخِبرة والكفاءة والنَّزاهة في التَّعيينات بعيداً عن المُحاصصة والفساد المالي والاداري؟!.
لم ينفع الكلام! فاذا بالمُجرَّب [الموظَّف الحكومي الفاسِد والفاشِل والمأزوم] يعودُ إِلى المشهد السِّياسي مرَّةً أُخرى! وتعودُ المُحاصصة المقيتة هي الحاكِم في التَّعيينات والقرارات! كما حصلَ قبل عدَّة أَيَّام فيما يخصُّ إِعادة تشكيل مفوضيَّة الانتخابات!.
ولهذا السَّبب يُكرِّر ويُصِرُّ الخِطاب المرجعي على فكرةِ التَّدوين لتبقى ذاكرتَنا نشيطةً فلا تُحيطُ بِنَا المُعاناة بعد كلِّ مرَّةٍ تخرجُ فيها من البابِ لتعودَ إِلينا من الشبَّاك أَو رُبَما بالعكسِ!.
١ تشرينِ أَلثَّاني ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here