هل لبنان قادم على حرب جديدة بعد استقالة الحريري ..؟!

بقلم : شاكر فريد حسن

استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية كانت مفاجئة في حدها الأدنى ، واثارت حالة من الصدمة والارتباك السياسي بين الاوساط السياسية والشعبية اللبنانية ، ووصف وزير العدل اللبناني المحسوب على التيار الوطني الحر سليم جريصاتي هذه الاستقالة بأنها ” ملتبسة مرتبكة ومشبوهة في الزمان والمكان والوسيلة والمضمون ” .

ويرى المراقبون والمحللون السياسيون أن استقالة الحريري تهدف اما الضغط على ايران لدفعها للتنازل في ملفات مهمة بالنسبة للسعودية ، وتحديداً الملفين اليمني والبحريني ، بعد تزايد خسائر السعودية في حربها على اليمن عسكرياً وسياسياً ، وتصخم فاتورة الحرب من الناحية الانسانية ، وتزايد الضغوط عليها من هيئات ومنظمات حقوقية عالمية لوقفها ووضع حد لها ، واما الاحتمال الثاني فهو يتعلق بالتحضيرات لحرب قادمة ” وعاصفة حزم ” جديدة تستهدف حزب الله .

واذا استعرضنا واستعدنا في اذهاننا ما قدمه سعد الحريري من تنازلات ابداها في اطار التسوية لاختيار رئيساً للحكومة مقابل ميشال عون حليف حزب الله رئيساً للدولة اللبنانية بعد سنوات من الرفض والامتناع ، ندرك تماماً أن استقالته الصادمة المفاجئة ، وبعد زيارتين متتاليتين للسعودية خلال اسبوع واحد ، هي بدوافع قاهرة ارغم واجبر عليها من قبل السعودية ، خصوصاً ان ما قاله ازاء ايران وحزب الله ليس جديداً من قبله .

ورغم تزايد المؤشرات المدعومة بالتصريحات الاسرائيلية والامريكية حول المواجهة المقبلة مع حزب الله وايران ، الا ان الكثير لا يتوقعون حربا

واسعة النطاق ووشيكة بين اسرائيل وحزب الله ، ولكن في الوقت نفسه لا يستبعدون هذا الخيار الوارد بالحسبان .

ما من شك أن استقالة الحريري بشكلها ومضمونها وتوقيتها وما أتت به من خطوة مجنونة ومتسرعة ، هو تفريط بحالة الاستقرار والسلم الاهلي الداخلي في لبنان ، واطاحة بالمناخ السياسي الايجابي الذي ساد لبنان منذ عملية التسوية بخصوص الرئاسة اللبنانية .

لبنان الان بعد استقالة الحريري أمام أزمة سياسية جديدة ، تلقي بظلالها على اوضاعه السياسية والاقتصادية ، في ضوء العقوبات المفروضة على حزب الله والحصار الدولي الخانق ، ضمن الجهود الامريكية الرامية للضغط على حزب الله وايران .

ومن الواضح أن المستهدف الاساس الرئيس من وراء استقالة الحريري هو حزب الله وامينه العام السيد حسن نصر الله ، الذي ظهر معقباً ، هادئا كعادته ، غير قلقاً ولا مضطرباً ولا مستفزاً ، وانما مرتاحاً لوضع الحزب ودوره وموقعه على الخريطة السياسية الحزبية ، وامساكه بدفة المعادلات والجبهات التي يتولى ادارتها ومهتم لمستقبلها .

أخيراً ،الاستقالة يجب أن تزيد التماسك اللبناني لمواجهة التحديات والاخطار المحدقة بهذا البلد الذي تنهشه الصراعات الطائفية والسياسية والحزبية ، ويحتاج للهدوء السياسي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here