إرادة البارزاني الصامدة وآلام المؤامرة

عنوان المقال ليست غريبة علينا ,كان لقاء الأب الراحل مصطفى البارزاني ذلك الصرح الشامخ الذي رفع راية الكوردايتي عالية بقلبه وفكره وعمله، ودخل قلوب الجماهير لتحتضنه وتحبه ماشاء الله تعالى أن تدوم الحياة، فسارت الجماهير الكوردستانية تحت تلك الراية. حملها الأب، ويحملها النجل والحفيد، ومعهم يحملها الشعب الكوردي كله، وتحميها الأفئدة والأنفس، وتدافع عنها الجوارح والأرواح,للدكتور خالد يونس خالد,في الذاكرة: رمز نضال أمة الكرد وكوردستان القائد الخالد ملا مصطفى البارزاني .مركز نور للدراسات
ولد الرئيس مسعود البارزاني في مدينة مهاباد تحت علم اول جمهورية كوردية أي جمهورية مهاباد 1946 وتزامنت ولادته مع يوم تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني. حيث كان والده الخالد (مصطفى البارزاني) قائد قوة جمهورية كوردستان في مهاباد ,بعد انضمام بعض العشائر الكوردية الى الجيش الإيراني سقطت جمهورية مهاباد واعدم رئيس الجمهورية القاضي محمد في ساحة” جارجرا”,بينما البارزاني و رفاقه لجؤوا إلى الاتحاد السوفييتي , وتربى السيد مسعود البارزاني بعيدا عن والده البارزاني الخالد بعد أن قضى والده12عاما في المنفى في جمهوريات الاتحاد السوفيتي, وعندما عاد والده إلى الوطن في عام1959، أكمل مسعود البارزاني دراسته الأولى في بغداد ,وعند اندلاع ثورة ايلول ,و في سن 16ال من عمره التحق بقوات البيشمركة وكان ذلك عام 1962 ,وبعد مؤامرة إتفاقية الجزائر بين (شاه إيران المقبور) و (صدام حسين المشنوق)بتاريخ 6 آذار عام 1975.
لقد برهن البارزاني خلال توليه رئاسة إقليم كوردستان ،وفي مشهد تاريخي بعد أن ادى الرئيس مسعود البارزاني اليمين القانونية باللغة الكردية فقط ،لأنه أقسم للشعب الكردي كرئيس منهم وبلغتهم القومية التي صادرها الطغاة في كافة أجزاء وطنه،ومن خلال تجربته الغنية بالمواقف أثبت أنه رجل دولة من الطراز الأول،وتبني سياسة العفو والتسامح والتعايش السلمي، وفتح أبواب كوردستان على مصراعيه أمام اكثر من مليون ونصف مهاجرمن العراق ومن سوريا إلى الإقليم،واحتضن آلاف المسيحيين من كافة أرجاء العراق، و هكذا بعد هول فاجعة شنكال التي ألمت بالكرد الإيزديين، إذ تم تشريد وقتل وسبي الاف الإيزديين وترك أكثر من(500) الف إيزيدى قراهم ومدنهم من بين اخوانهم واحبابهم كوردستان.
زيارة الرئيس مسعود البارزاني إلى” المكتب البيضاوي “”البيت الأبيض” كان منعطفاً تاريخياً ولاول مرة في تاريخ امريكا ان تستقبل قائدا عظيماً كمسعود البارزاني الذي قارع الدكتاتورية نصف قرن ،والذي استطاع أن يصمد في وجه الطاغية ،حيث أثبت مرة اخرى في البيت الأبيض بالزي الكردي وحينها قال بوش ان البارزاني لم يشعر بالراحة في ظل الحكومات السابقة ان يلبس الزي الكوردي انه اليوم يشعر بالراحة في كوردستان وها هنا يرتدى الزي الكوردي الوطني.
إجراء الاستفتاء:وعدم الانفصال عن العراق، أو تقول إن الوقت ليس مناسباً للاستفتاء، إلا أن مسعود البارزاني الذي يظهر أمام العالم بلباسه الكوردي منذ أن كان عمره 16 عاماً، يقول للأصدقاء والأعداء: “اعطونا بديلاً أفضل، فإذا لم نجر الاستفتاء الآن، فمتى سنجريه؟” محافظ كركوك، نجم الدين كريم قال بهذا الخصوص: “الأخ مسعود البارزاني صاحب تجربة كبيرة، ولديه خبرة طويلة والكثير من المعلومات،كما أنه يعلم كيف يتخذ القرارات، فعلى سبيل المثال، فإن عناده وإصراره على إجراء الاستفتاء شيء جميل للغاية، وأنا أحببت ذلك، لأن هذا القرار يصبُّ في مصلحة الشعب الكوردي”.

بعد ان أمهلت حكومة بغداد حكومة إقليم كردستان ثلاثة أيام لتسليم السيطرة على مطارات الإقليم ومنافذه الحدودية لتفادي حظر جوي دولي، وذلك ردا على استفتاء استقلال الإقليم. في سياق آخر، أعلن مسؤول بوزارة النفط العراقية أن الزعماءا الكرد وافقوا على تجنب القتال في منشآت النفط والغاز في كركوك…سيطرة قوّات الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» على مدينة كركوك : الاستفتاء والحجج الواهية التي حاول العبادي بالهجوم على اقليم كوردستان(كركوك), فقد سيطرت قوّات الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» على مدينة كركوك، ثم تقدّمها نحو مناطق أخرى ضمن إقليم كردستان، منها سنجار،وحقيقة فإن البيشمركة حاولت تفادي الاشتباكات، ولكن قوات الحشد الشعبي كانت مصرة على هذه المعركة في جميع المناطق، وقد أكد بارزاني أن البشمركة انسحبت من كركوك حقنا للدماء والاقتتال الاخوي ,وأن تطاول القوات العراقية دفع الكرد للدفاع عن أنفسهم في مخمور وسنجار وغيرهما. واتهم رئيس إقليم كردستان، الولايات المتحدة بمساندة القوات العراقية خلال عملية سيطرتها على كركوك، مؤكداً أن المنافسين الذين سلموا مدينة كركوك للقوات العراقية دون قتال ارتكبوا “خيانة عظمى”. وأوضح البارزاني أن الجيش العراقي انهار مرارا، وأن كردستان لم تستغل تلك الأوضاع، مشدداً على أن القوات الكردية قدمت الكثير من التضحيات في الحرب ضد “داعش” الإرهابي، كما أوضح أن قوات البيشمركة أخلت قواتها سلماً من المناطق حتى لا تدخل في مواجهات مع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، وأضاف أن “الحشد الشعبي قاد الدبابات الأمريكية للقضاء علينا”. ولكن مراكز القيادة في إقليم كردستان وعلى رأسهم مسعود البارزاني كانوا يقظين وأدركوا حجم المؤامرة والمخطط ،، وأعطى البارزاني على الفور الأوامر بإسقاط المخطط والمواجهة ودمرت العديد من الهمرات والدبابات وبرامز امريكية الصنع في بردي وفي مخمور و الزمار .

في29/10/2017 إذ أعلن الرئيس مسعود البارزاني أنه لن يستمر في رئاسة الإقليم، لكنه تحدث من موقع قوة، موقع شخص عازم على خوض السياسة والعسكرة معاً، ليس من موقع رئيس الإقليم، بل من موقع قائد ذي نفوذ كبير، حيث قال: “أقول للحكومة في بغداد إذا كانت نيتكم تطبيق الدستور فنحن مستعدون للحوار وحلحلة المشاكل، وإذا كنتم تريدون كسر هيبة ومس كرامة الشعب الكوردستاني وفرض إرادتكم بالقوة فأنا أؤكد لكم أننا على استعداد أن نضحي بحياتنا، وألا نسمح لأي أحد بمس كرامتنا ولآخر نفس فينا”، قرار عدم تمديد ولايته و رفض الاستمرار بالمنصب من خلال اربعة اعوام الماضية مرارا طلب من الجهات المعنية باجراء انتخابات وعدم الترشيح في المنصب. وعن الخيارات المطروحة الآن أمام القيادة الكوردية، وما إذا كان سقوط كركوك سيؤثر على الحلم الكردي في إقامة دولة مستقلة؛ بعد كل هذه الظروف المحيطة بكوردستان والملابسات والبراهين على المواطن الكوردستاني أن ينظر بعين العقل والواقع والى الحقائق الساطعة كالشمس وان يكتبوا ما يشاؤوا ولكن بضمير ووجدان وأخلاق الكتابة والنقد البناء ،و يجب في المقابل ان تسمع الى راي المعارضة ان كانت معارضة للإصلاح وليست للخراب والدمار ،ولايلتف حول أشياء فارغة وفي دهاليز وانفاق مظلمة في كوردستان .
البيشمركة هو اسمى المناصب اعتلاه البارزاني تتكون التسمية من كلمتين، بيش وتعني أمام ومرك تعني الموت وهو تحدي الموت، بيشمركة عاهدوا شعبهم، وضحوا بدمائهم من أجل رفع راية كوردستان خفاقة عالية ترفرف،و قادة لا تغمض عيونهم لحظة واحدة،ومن بين هؤلاء الابطال القارعين للأنظمة المستبدة – ولنقل كلمة حق بحق مناضل عرفته ارضه الطاهرة من جبالها الشماء ووديانها وسهولها وكهوفها ..ان الحق يعلى ولا يعلى عليه والعالم كله يشهد كما سيسجل التاريخ أن الرئيس مسعود البارزاني ،الزعيم الكوردي الذي قال مرارا انه يفضل الموت ولايركع امام الاعداء شخصية تحمل كل مقومات القيادة . فتاريخه النضالي الكبير وارثه العائلي المميز بالعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي بين كافة الموازين ومواصلة الكفاح المسلح وثوريته العالية وشجاعته الفائقة كل هذا منحه شخصية بارزة جعلته يتحدث بطريقة واقعية براغماتيمية يهدف منها وضع الأمور في نصابها .

نايف رشو الايسياني
المانيا9/11/2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here