دفاعاً عن الدكتور خالد منتصر

تعرفت على الدكتور خالد  منتصر  من خلال كتاباته  ومقالاته  ،  وتعرفت على رجل يمتلك عقلاً  مفتوحاً  ورأياً  محكماً بناءاً ، ولم أجد فيما يكتب وفيما ينشر شيئاً يخدش الحياء أو يريد  له ذلك  ، كما يدعي  خالد الجندي ذلك الإنتهازي  المعروف  ، فهذا النوع من البشر معروفون لنا  جيداً   ،  نعرفهم في لحن القول وفي  تلونهم ونفاقهم ، ونذكر  جيداً  كم كان هذا الرجل  من أشد الناس حماسة للرئيس السابق  ،  ومن ثم  كان من أشدهم عليه .
خالد الجندي ليس بدعاً من مشايخ الفتنة والعهر والفساد والإنحراف ، هو من تلك الفئة  التي تنعق  مع كل ناعق  ،  وظلماً  كبير  أن يسمي نفسه شيخاً وهو لا يمتلك شيئاً  من صفات و مزايا الشيوخ أية فضيلة ، فلا هو شيخ ولا هو أفندي ولا هو متحرر ولا هو …
من يعرف الدكتور خالد منتصر ويعرف رصانته ورزانته  وحرصه على الإسلام يشعر ، إن الجندي إنما  يتجني عليه   ويتعمد إثارة الفتنة في زمن تسعى فيه مصر لتجاوز آثار النكبة التي حدثت بعد ثورة يناير  ، وتعرفون جيداً  إننا  قد وضعنا كل ثقتنا بالرئيس السيسي وهو يقوم  بعملية تصحيح  وإصلاح  ،  وتعديل للميزان كي تعود مصر قوية عزيزة  ،  وكان رهاننا  على الرئيس في ان ينقلها من عصر الظلام  إلى عهد الحرية والنور والتحرر والكرامة   ،  ولازلنا نرآهن عليه في حذف هذا النوع من المشايخ من ساحة مصر التي نحبها ، هذه الفئة من المشايخ تختلق الفتنة وتريد لها مكاناً في ظل الإنقسام .
خالد منتصر حين يعرض في صفحته  الإفتراضية  تمثالاً لنحات إيطالي عالمي  ،  هو يعلم  إن شعب مصر  ذو التاريخ  والأرث الحضاري  الموغل  لا يكون ضحية إنحلال وعهر وفجور لمجرد رؤيته لهذا التمثال  وهذه  المنحوته ، ولا نتصور نحن حتى مع ما يُقال عن ظاهرة التحرش  التي تأخذ أبعاداً كبيرة في مصر  ،  إنها أي الظاهرة  قد غيرت في الذائقة المصرية العالية  أو إنها قد حطت منها  أبداً   ، فمصر التي نعرفها هي أكبر من كل هذه المؤامرات ،  وكل هذا  العبث الذي يحاول تشويه صورتها أمام العالم والناس   ، فظاهرة التحرش التي يُحكى عنها   ،  إنما هي بفعل فاعل معروف  لدينا جميعاً   ،   ومعروفة أهدافها ومعروف من هم المروجين لها والباثين    ،   هي سياسة تتبعها  جهات إسلاموية تهدف إلى تكسير  أجنحة مصر  ومحاصرة  المرأة  فيها لكي يخل التوازن   ،  وتنعدم القابلية  على البناء والإعمار   ،  فجعل المرأة حبيسة في بيتها  مؤامرة  تقوم بها قوى الإسلام السياسي  والهدف واضح  في الإخلال بطبيعة التوازن  في الحياة وفي صنع القرار ، وللأخوان المسلمين دورا بارزا   في هذه اللعبة   ،   نجد ذلك  في أدبياتهم وثقافتهم التنظيمية وما يبثونه وما يصدرونه ، إذن فحتى هذه المحكي عنها هي سياسة تآمرية  ،  ولهذا ندعوا رئيس البلاد والأجهزة المختصة لتكون بمستوى المسؤولية ولا ترضخ للتضخيم لأن في ذلك ضياع لمصر .
الفن العربي عرفناه من خلال مصر بهذا الكم وبهذه النوعية ، ولقد كانت فترة الخمسينات والستينات وحتى أواسط السبعينات من القرن الماضي  فترة متقدمة نمى فيها الفن والفكر  والثقافة  وازدهرت في ظلها رؤية العالم تجاه مصر ، ولم نسمع عن هذا الذي يسمونه تحرشاً ، هذا التحرش الذي يُنبه  إليه  الجندي  هو من تلك الفئة التي تشبه  الجندي   ،  ومن مثله من أولئك  الذين يحاولون تعكير صفو الحياة من خلال هذا الفكر الرجعي  المنقبض ، ولا يعبر خالد الجندي في كلامه عن خوف أو خشية أو عن تقوى   ،  إنما هو رهان الجماعات الظلامية وأدواتها التي تريد خنق مصر من خلال تشويه صورتها ، فينغلق باب الحياة وتنعدم  السياحة وتسد  أبواب التلاقي مع العالم الحر  ، إذ حينما يسمع الناس في هذا العالم عن ذلك الرأي الرقيع لخالد الجندي ، سينفر هؤلاء عن مصر خوفاً وخشية .
الدين يا خالد الجندي ليست شعارات ولكنه فعل سليم نافع وصالح ، وعلى رأي المتنبي كل أناء بالذي فيه ينضح ، وتاريخ الجندي هذا لا يؤهله أبداً الحديث عن الصواب والخطأ في الدين ، وحسبك هذا التفاوت في التاريخ والنزاهة بينك وبين الدكتور خالد منتصر ، وعلى رأي من قال – إن كنت ناسي أفكرك –
فلا تثير الفتنة ولا تجعل نفسك مطية للشيطان وأتق الله وأصلح نفسك قبل فوآت الأوآن ، وإني بموضع الناصح الأمين لك ولأمثالك من البشر أن لا يخلطوا الحابل بالنابل ، فثمة أشياء مسكوت عنها عنك تعرفها ويعرفها غيرك عنك .
إن الحرية شيء ثمين والإختلاف في وجهات النظر أمر محمود  ، وتعرف جيداً إن من صفات المسلم النشط إحترام الرأي الآخر ، وحتى في حال عدم التوافق فإن الكلمة الطيبة تكون صدقة ، ولذلك قرأنا في الكتاب المجيد قوله : – فإذا الذين بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم – هكذا يجب أن تفكر وهكذا يجب أن تكون ، حتى ولو من باب الظاهر ، ولا تكون كقوم داعش يفعل المنكر ويحسبه معروفاً ، ولنا ولكم أسوة بعلي بن أبي طالب الذي تمنى أن يكون لكل واحد حلم وأناة قبل أن ينطق بحكم أويتقول على الغير بأقاويل ، وليس من ضير ان تعود إلى نفسك وتحاسبها عما بدر منها من تجني وهذيان ، فالحليم من أتعض بغيره ،
إن لخالد منتصر الدكتور في قلوب كل إنسان حر مكانة محترمة ، تزداد مع الأيام بحكم ما يكتب وما يقول فهو لم يُرآئي ولم يحنث ولم ينافق ، كلامه دائماً لا يلزم أحداً به ولا يريد من الأخرين أن يكونوا  له أتباعاً  أو مقلدين ، بل هو يمارس ثورة العقل التي هي ذلك الحبل السري  الذي يسعى له كل منصف في هذا العالم ، ولهذا نحن معه وندعوا الرئيس والحكومة المصرية لتبني خطابه فهو الأقرب لتصحيح المسار وهو المحبب لجيل الشباب ، تلك هي الحقيقة ونحن من موقعنا الليبرالي الديمقراطي حريصين كل الحرص لتكون لمقالات خالد منتصر وقع وأهمية عند جُل أو معظم الشباب العربي ..

راغب الركابي 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here