خدام الحسين ملائكة الله على أرضه

بقلم: يوسف رشيد الزهيري
ملايين البشر المرعبة ، اهازيج عظيمة مربكة .ملايين الناس من كل سهل ومدينة وهضبة ، عاصفة بشرية تمتد كالاعصار قادمة من كل البلدان والأمصار .جحافل تظل وجه الشمس عند الغروب، جيوش تسير من كل حدب وصوب. مشهد عظيم وكرنفال كبير في رحلة العشق الحسيني المليونية التي تذهل الانسان . مشهد زحف مليوني مدجج بسلاح الإيمان. الآلاف من السرادق . الالاف من الجنود تغادر الخنادق . ترمي البنادق لخدمة كل قادم وعاشق . مشهد لا يتكرر ولن يتكرر إلا في يوم المحشر. طقوس وفصول متنوعة ترسم اجزاء الملحمة الفريدة لن تحتوي طياتها حبر او جريدة. طرق ومناطق تطوى تحت اقدام الزائرين من دون بوصلة او خرائط
أي عشق هذا واية كرامة ألهية . واية قوة عظيمة ؟
حتما انه سر من الاسرار الالهية التي تقود كل هذه الحشود المليونية من دون قيادة مباشرة ، بدون توجيه ،بلا تدخل بلا تنظيم ، تقود هذا الكم الهائل من الملايين الاخيار نحو مدينة سيد الأحرار.
مشاعر إنسانية مغلفة بالوجد والتضامن الروحي مشبعة بالعاطفة الانسانية الجياشة التي تحفز تلك الاقدام السائرة نحو قبلة شهيد كربلاء
وفي خضام هذه المسيرة المليونية يبرز دورا عظيما وكبيرا لخدمة الزائرين وخصوصا بما تقدمه العتبات المقدسة في العراق وخصوصا “العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ” خدمات عظيمة وكبيرة في هذا المجال من إيواء وتقديم وجبات الطعام من خلال مؤسساتها الخدمية بكل مرافقها .والدور العظيم والكبير لخدمة المواكب والهيئات الحسينية على كل الطرق الممتدة لآلاف الكيلو مترات على كل الطرق المؤدية لحركة الزائرين حتى لا يكاد ان يخلو درب من موكب خدمة يقدم كل الخدمات المتاحة بل تعددت الوسائل والطرق بشتى الأساليب لخدمة الزائرين والوافدين وهم يحلقون حول الزائرين كأجنحة الملائكة يتوسلون بخدمة زوار سيد الاحرار . هالة ملائكية تحيط الزائر بالود والحب والترحيب والتقدير لا يمكن ايجاد وصف حقيقي لها لعظمة تلك الخدمة الجليلة التي يقدمها “خدام ابي عبدالله الحسين ع”
وقطعا ان هذه المنزلة العظيمة لن ينالها إلا ذو حظ عظيم الا التي ارتقى اليها . “سيدنا سلمان الفارسي ع” حيث إن سلمان سلام الله عليه وصل الى تلك الدرجة الرفيعة بالعلم والمعرفة وبشدة ولائه وخدمته لأهل البيت (عليهم السلام). فعن أبي جعفر (عليه السلام): (… وقال رسول الله سلمان منا أهل البيت انما عني بمعرفتنا واقراره ولايتنا) (بحار الأنوار ج65 ص 55(
ومما لا شك أن الخدمة توجب الذلة والشعور بالحقارة، وجرح الكبرياء إذا كانت من أجل الدنيا، أو كانت لشهوة فانية ورغبة تافهة، أو التزلف لمخلوق نأمل منه نفعا دنيويا وحطاماً زائلاً.
أما إذا كانت الخدمة عبادة، والنية فيها هي القرب إلى الله تعالى فلا شك في كونها فخراً وعزة ورفعة في الدنيا وجنة ورضواناً في الآخرة،
وتحديدا حين تكون خادما للحسين بن علي , ولآل البيت عليهم السلام , أو خادما للدين الإسلامي , او خادما الوطن فان الخادم تتبدل صفته التشريفية ويرتقي مراتب لا يمكن لأي شريحة أن ترتقيها ,مجرد أن يكون خادما للحسين {ع} , فان الأمر يخرج من نطاق العقلية المعرفية, نحو الشرف الرفيع والمنزلة العالية ,فيتربع اسم الخادم موقعا تترتب عليه قدسية ليست قدسية دينية ولا اجتماعية , ولا تقدير بحكم الوظيفة الحكومية , إنها شكل فريد لا يشعر بحلاوته إلا الخدام الحسينيون , الصادقون والمؤمنون بالقضية الحسينية .
وجزاء خدمة الحسين عليه السلام: لا يعد ولا يحصى.. ولا يقاس.. بأي شيء من مقاييس الدنيا والأخرة.
ولا يقتصر هذا الجزاء لخدام المنبر فقط بل لكل من يخدم الامام الحسين عليه السلام من اصحاب المواكب والناس التي تفتح بيوتها للزائرين وكل شخص يقدم اي شي من اجل خدمة زوار ابا عبد الله
ومن المؤكد إن الزيارات المليونية , خاصة زيارة الأربعين ,ترافقها خدمة للزوار في كل النواحي التي يحتاجها الإنسان في بيته ومدينته , هنا يتنافس الخدام في تقديم ما يحب ويشتهي زائر الحسين{ع} , خدمة وكرامة واحتراماَ قل نظيره في عالم الكرم , وهو ما يشاهده العالم جليا في الزيارات المليونية المتكررة ,حيث تقام سرادق الخدمات المقدمة للزوار من مأكل ومشرب ومبيت , وغير ذلك الكثير مما يقدم من أصول التعازي والمواساة للنبي{ص} وآله.خدمة الحسين {ع} لها مواصفات خاصة , فخادم الحسين له مواصفات خاصة به حتى يصدق عليه القول بان هذا خادم الحسين{ع} , ولا يكفي التظاهر بحب الحسين{ع} والتشرف بحمل لقب الخدمة دون موقف يسر الحسين {ع} واهم صفة لا بد أن يتحلى الخادم بها , هي أن يكون عارفا بحق مولاه , سائرا على نهجه وأخلاقه وسيرته العطرة , متسلحا بالمواقف البطولية والإنسانية لتحرير الناس وتحرير نفسه من الظلم , ليكون مؤهلا ان يحمل صفة خادم حقيقي لخدمة يتشرف بها الملائكة المقربون..
خدام الحسين الحقيقيون هم اﻷحسن أخلاقا وهم المقتدون بأخلاق الحسين وأصحاب الحسين
وهم الذين لايرفعون صوتا على أحد ولايشتمون ولايلعنون إلامن لعن الله ورسوله ص.
خدام الحسين يتسمون باﻷدب واللطف والتواضع واحترام محبي الحسين لايستهينون بهم ولا ينفروهم.
وهم الذين يفسحون في المجالس ويقدمون اﻷكبر سنا ويتواضعون لﻷصغر سنا. لايتكبرون ولايتعاملون بالرياء وحب الوجاهة والشهرة امام الناس ولايرون أنفسهم أفضل من الآخرين. هم المحزونون قلبا وقالبا وقلوبهم نظيفة من الغل والحسد والحقد . هم الملتزمون بالآداب والسنن النبوية في زيهم وتصرفاتهم وهم مثال للمسلم الملتزم والذي يربي ابناءه التربية الاسلامية الصحيحة ويحفزهم ان يكونوا الجيل القادم لخدمة ابي عبدالله الحسين ع . سيد الشهداء وسيد الاحرار ويعلمونهم كيف يقتدون به ان يكونوا احرارا في دنياهم .
اللهم اجعلنا من خدمة وخدام الحسين “عليه السلام”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here