تقرير يتحدث عن “مصير” إقليم كردستان في حال تخلت عنه تركيا تماما

يشهد الموقف السياسي في منطقة الشرق الأوسط نوعا من حالة “التغير السريع”، فبعد أن كانت أربيل حليفة مهمة لتركيا، أضحى مصير العلاقة بين الحليفين في كفة الموقف المتردد لأنقرة، ويدور الحديث في الآونة الأخيرة عن الدور المركزي للعلاقة التي ساهم استفتاء إقليم كردستان بتقوية آواصرها بين تركيا وإيران، في تحديد مسار الأزمة التي يمر بها الإقليم.

وأعد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات موقف تقدير، مشيرا فيه إلى أن “العلاقة بين تركيا وإيران سيكون لها دور مركزي في تحديد مسارات الأزمة التي يشهدها إقليم كردستان على خلفية الاستفتاء الذي أجراه أواخر أيلول الماضي”.

ويتطرق المركز بالحديث عن “مسار الأزمة في اتجاه الحل أو التصعيد سوف يتوقف على جملة من العوامل؛ أهمها كيفية تعامل الجيل الجديد من قادة الكرد مع قضية الاستفتاء وحلم الاستقلال ونوعية التفاهمات التي سيكونون مستعدين للتوصل إليها مع حكومة بغداد”.

ويضيف أنه “خلال المرحلة الزمنية للاستفتاء مات جلال طالباني، واستقال مسعود بارزاني بسبب ردود الفعل والقرارات التي جاءت ردا على إجراء استفتاء، وصعد جيل آخر، هو جيل الأبناء، ممثلا بـ قوباد طالباني إلى جانب نيجيرفان ومسرور بارزاني”.

ويتسائل المركز عن “كيفية تعامل هؤلاء القادة الشباب مع الأزمة التي أنهت حقبة المناضلين القدامى وحقبة الإنجازات المستمرة منذ 1992″، لافتا إلى أن “عامل آخر مهم سيكون دوره مركزيا في تحديد مسارات الأزمة، ويتمثل في العلاقة بين إيران وتركيا”.

ويحاول التقرير الوصول إلى جواب حول استمرارية البلدان في رؤية مصلحة مشتركة في تحجيم معسكر بارزاني، أم أن “تركيا التي تخشى هيمنة إيرانية كاملة على الإقليم باتت مستعدة لتغيير موقفها”.

ويرى أنه “بدأت تظهر مؤشرات في الأيام الأخيرة على أن تركيا لا تريد هزيمة كاملة لمعسكر حليفها السابق بارزاني؛ لأن هذا يعني فعليا سيطرة إيرانية كاملة في كردستان”.

كما ينتظر المركز أن تظهر “مواقف الدول العربية”، خصوصا وأن لها تأثير في موضوع وحدة العراق أو تقسيمه، وكانت أطرافا شيعية عراقية وجهت إلى محور السعودية اتهامات بـ”دعم الانفصال”، ولم يبدد اتصال العاهل السعودي بالعبادي ودعمه وحدة العراق هذه الشكوك.

ويؤكد التقرير أن “العامل الأهم الذي يراقب الجميع تحركاته هو الموقف الأميركي الذي سيكون له تأثير حاسم في تحديد توجهات الأزمة خلال الفترة المقبلة”.

ويرى مراقبون أن إصرار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، على إجراء الاستفتاء، وتجاهله لتحذيرات القيادة التركية، أدى إلى تدهور العلاقات الثنائية وساهم في تحقيق تقارب بين أنقرة وبغداد.

ومن المعروف أن تركيا ترفض نشوء أي كيان سياسي أو دولة على أساس عرقي، خوفا من أن تنفجر حالة من الفوضى والصراعات البينية والداخلية في المنطقة، إن كان ذلك في العراق أو في الجوار.

كما يشير خبراء إلى أن تركيا لم تذهب إلى نهاية الطريق تماما بعلاقاتها مع أربيل، من خلال إجراءات عقابية تجاهها، وذلك لأنها تريد أن تحتفظ بالعلاقة قدر الإمكان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here