خصخصة الكهرباء وباعة الحصرم..

خصخصة الكهرباء وباعة الحصرم..
بداية لنروي تصور من يقود العراق من ساسة وبرلمانيين ورؤساء ومعاييرهم لتقييم المواطن العراقي ومدى تحمله للضيم او الضرر او الضرب والشتم والسباب الى جانب قدرته على انتهاز الفرص تلك التي وقعت بأيدي ساسة فعاثت في العراق فسادة.. ولو شرحنا بمبضع متخصص و وجدنا ان شعب اغلبيته يؤمن بأن خروف ما يمكنه ان يشفي مرض عضال او حائط ساقط دفن تحته احد ما يمكنه ان يعطي ويرزق الاولاد او خرزة تجلب الرزق وسيد هنا او هناك يتف في الماء او في وجهك يشفيك من برص او جذام .. يستطيع ان يبيعهم احلام خرافية بأن لبوة الاسد يمكنها ان تبيض إذا ما قال ذلك خطيب منبر.. إن السذاجة وفي نفس الوقت الدهاء لدى المواطن العراقي جعلت منه صعب المراس او لنقل كعازف الدرامز يمسك بعصيه وتارة يضرب على الطبل وتارة على صفيحة نحاس او يضرب العصي بعضها ببعض ليثير الانتباة وإن لم يجده يضرب نفسه… إن الغريزة في التحكم في البشر هي صفة ودراسة أزلية ولعلي حين أقول انها تجسدت بالشعب العراقي او اغلب الشعوب العربية لا يكون اتهاما او ادعاء، إن ما جاءت به الحكومة العراقية بعد طعنات عدة ومنذ سقوط الصنم الى الآن هو الوباء والخراب والفسادة واحزاب لا حصر لها ولاعد ولا ولاء للارض أو التربة او الاسم كعراق بل هم مواطنون ذو جنسيات مختلفة هربوا بإدعاء او باخر، جاء بهم المحتل لينصب حاكما ساميا وبدوره نصب على رقاب الشعب من كان مروج مفردات شأنه شأن من يقرأ على الاموات ليستجدي نذر او درهم حي لجسد ميت..
خصخة الكهرباء وإن كانت مفروضة نتيجة ديون وفوائد من صندوق النقد الدولي المخطط الامريكي واليد الناخرة لجيوب الكثير من الدول ما هو إلا استعباد لثروات الوطن تلك التي لا يعيل لها من تسنم السلطة بأي صفة كانت عدا الاستفادة فسادا، فقد جاءت وسنحت الفرص لمن يسير خلف احصنة وخراف وتيوس يلم بعرها عضو مجلس أو برلمانيا في قضاء او ناحية لم يحلم يوما انه سيكون ذو جاه ومال أو حسب و نسب فرصة جاءت فاستغلها كما استُغِل عبدا يطيع ويبيع لهم ويشتري لأصوات من باعوا واشتروا مثله اصواتهم لفائدة او وظيفة او حبا في صورة معه كون المسؤول العراقي إله ورب فعشتار والألهة السومرية وغيرها لا زالت مترسخة في عقله مع الفارق طبعا وهذا شأن الانسان عموما انه رب كما هو رب اسرة مسمى يردده كذبا حتى يصدقه ومن يسمعه ليسوقه على فاقدي الأهلية والعقل السذج من البشر.. غير ان المثل يقول ( ياما في الجراب يا حاوي ) فأميركا اعطت قشور ما سرقته من العراق الى شخوص يشعرون انهم سيف الله في الارض ينتقم بهم وينتقم منهم… غير ان انتقامهم كان افشى بالعراق وارضه فسحقوا هيبته وحصحصوه في محاصصاتهم ومحاصصتهم فاضاعوه جملة وتفصيلة.. اربعة عشر عاما ولم يعمر في العراق ركن من بقايا ركامات شوارع عادت الى القرن الماضي بنى هدمت، زراعة اهملت، صناعة دمرت، اقتصاد متهالك، ثروة حيوانية وبشرية باتت تساق الى المذابح بحجة الطائفية، مسميات عداء غرضها حرق الانسان العراقي وجعله زومبي لا يؤمن بالوردة البيضاء ولا الحياة والتعايش السلمي، جل همه سوح قتال ودماء وخراب كناعقي الساسة ومروجي الطائفية يقطنون القبور..
خصخصة الكهرباء هي الخازوق الذي سيجلس عليه المواطن بعد ان دُمر التعليم وبات اهليا .. ودُمرت المستشفيات وعاثوا فيها رواجا اصحاب كم تدفع لي كي اجري لك عملية تموت فيها، اطباء في مسالخ اهلية بشرية.. دمر الانسان الادمي حتى نبت فيه حب الاستحواذ والمجازفة في نيل الاخرين سبيلا للحصول على منصب وجاه، قدرة خارقة صنعوها في انتماء لحزب ما او كتلة او تيار لنيل مسحة على الرأس ودين هناك يمزق كما القرآن .. صلاة تقام وألوف تتطأ الرأس خشوعا وعبادة وديانة لله وأولي الامر.. لكن ما ان ينتهي حتى تراه قد استزأر وطوى لسان العبادة والورع واخرج لسان وتصرف عبدة اللات وهبل ومناص.. بهكذا تصرفات وبعد ان درست امريكا ومن خلفها بريطانيا الكثير من نفسيات الشعب العراقي وقادته ولعل البعض يتسائل لايرى ان لبريطانيا اليد الطولى في كل ما يجري للعراق فهم ساسة الدسائس والخراب العام في العالم ..
موروثات في جينات عراقية نبتت وبعضها حفز ليعود برعما في أرض عجفت عن المياه لتنبت شوكا كالعاقول دس الى المواطن ليأكل منه كالبعير يبتلع ما يقولونه ويخزن ما يريدون ان يجتره لاحقا، وهم يسير خلف احلام في صحراء حرية وديمقراطية تؤول بهم الى سراب، هذا ينطبق على جميع من يمسك بزمام المسؤولية كونه رب متفرد بذاته.. فشرعوا ولاة العراق دستورا يميط اللثام لهم عن كنوز ألف ليلة وليلة ومغارة الأربعين حرامي يغترفون منها مايشاؤون كأنه إرث ابائهم او عشائرهم، ثم يطعمون على حبهم مواطنا مسكينا ويتيما واسيرا.. فتات نفايات مزابلهم بحجة ومسميات دولة وحكومة وجاؤوا بمشاريع وهمية انضبوا بها دم المواطن والخزينة العراقية وأورثوا الاستجداء على ناصية مراقد واطراف شوارع وأزقة ملذات.. هتكوا ستر رجال ونساء واطفال وشيوخ الجميع، فكانت الخصخصة أحد تلك المشاريع الفاسدة العفنة رغم ان مسمى الخصخصة لو كان يطبق حسب مسماه الحقيقي لكان جيدا… غير أن اخذ جزء من كل لا يفي بالغرض إن خصخصة جباية تسعيرة الكهرباء بعد زيادة أسعارها كمن يطلب من كل مواطن ان يأتي بورقة مكتوب فيها لا داعي ولا مندعي تماما كما هو في مسرحية ( الخيط والعصفور ) والغريب الصمت المطبق وتصديق ما يروج اعلاميا نفاقا انها ستسعد الفقير والمتوسط من ذوي الدخل والغني، إنها ستكون عاملة دون انقاطع 24 ساعة باسعار زهيدة كذبة كبقية الأكاذيب وماهي إلا إتاوة وضعت وبيعت لشقاوات ومن نفس الملة العراقية ومن نفس المدينة التي ينتهز بعضهم البعض للنيل من بعضهم البعض المهم ( أنا ومن بعدي الطوفان ) شعب غريب يستحق ان ينال ما يناله كونه لا يملك المصداقية في انها ضرر عليه وعلى اجيال ومستقبل قادم، لذا عمدت وزارة الكهرباء بوزيرها الهمام تطبيقها في بغداد انموذجا في منطقة زيونة تحديدا وسكانها من ذو الدخل الجيد جدا إلا ان هناك شواذ وفرحوا بها كونها انقذتهم من مبالغ المولدات الخط الذهبي حتى نحرهم المسمى المستثمر بقوائم خرافية وخرجوا عراة الى الشارع من لهيب اسعارها… وجيء بها وبواسطة من هم ممثلي اهلها كبرلمانيين العوادي وصاحب السلطة التنفيذية ومجلس المحافظة الى ذي قار صاحبة التضحيات والشهداء واكثر فقرا في محافظات العراق والبطالة، العجز الخدمي، الصحي، الاجتماعي والانساني، كونها تصوم على الضيم وتفطر بالبكاء على الشهداء .. سارت كالنار في هشيم نخيلها اليابس وساهم في ذلك مسؤولي المحافظة واشباه شيوخ عشائرها الذين يدعون انهم اصحاب نخوة وسطوة، غير ان المصلحة الشخصية والوقوف الى جانب مسؤول وصورة الى جانبة تعطيه هالة ومنظرا يبيع من اجله محافظته وابناء عشيرته او لمجرد ان له طلب هناك في وظيفة هناك…
وحين يتعرض الجميع من المسؤولين للمساءلة من قبل متظاهرين خرجوا يعبرون عن رأيهم ورفضهم لهذه الجريمة … تراهم يرمون السائل واللاجيء للحقيقة كمواطن كالكرة في شباك بعضهم البعض،
واخيرا ان مسألة خصخصة الكهرباء باتت حصرا بيد دولة رئيس الوزراء بعد ان تجرع اهل ذي قار اقضية ونواحي المرارة من مسؤوليها وسلطتها المحلية المتمثلة بمجلس المحافظة ومحافظ ذي قار كون ان هناك خلافات ونزاعات حزبية بينهم يدفع ثمنها المواطن في المحافظة وعلى من تُلقى اللائمة فيما إذا جرت وبال الخصخصة على الجميع …
دولة رئي الوزراء السيد العبادي لا يمكن ان تغض الطرف او لا تنصت الى اجحاف هذا المشروع ربما هناك ضغوط على الحكومة سببها الفساد المستشري في مفاصل دولتكم وانت اعلم كما المواطن فلا شيء يخفى وقد غدا مكشوفا للقاصي والداني سمعة المسؤول العراقي كونه أكبر فاسد في الحكومات العالمية السابقة وربما اللاحقة وارصدتهم غصت بها بنوك العالم… عليك يامن ورثت هما لا ينجلي وكرى لا يسمح لك بغض الطرف للنوم وهلة لكن يبدو انك غفلت… غير أني استميحك العذر فنصيب ذي قار من غفلتك نال منها الكثير ومن ابناءها وعوائل قوافل الشهداء ربما مسؤوليها ونفاقهم صور لك صور غير التي لا تعرف.. لكن بالتأكيد لا يخفى عليك كقائد دولة ان من يسمع دون ان يلمس الحقيقة وان رأى بعينه من خلف غربال صورة انعكاس بضبابية امور واحوال مواطني العراق واهل محافظة ذي قار لما صدقت واجريت علية البتر قبل العلاج او الكي فلا زالت اثار الصنم على اجسادهم وفي عقولهم صور الوحشية والقمع ومقابره الجماعية خير عنوان لوقع الضرر على اهالي الجنوب وذي قار تحديدا … نناشدك بأن لا تبيعنا الحصرم الذي جاؤوك به على انه عنب ولا تجعلهم يشوهوا صورتك في قلوب من احبوك ولمسوا حسن تصرفك وسرعة بديهيتك لتلافي العديد من مغباتهم .. فنحن يا دولة رئيس الوزراء لا زلنا نلوك ونجتر العاقول الذي زرعته الطائفية والتحزبات بمسميات دينية ونتبع خرافة العراف وحكاية البطة والمسمار فأرأف بعزيز قوم ذل.
بقلم/ القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here