مع اتجاههم للتراجيديا هل «طلّق» ناصر القصبي وفايز المالكي وعبدالله السدحان الكوميديا؟

حالة من الطلاق، ربما المؤقت، بين نجوم الكوميديا العربية وبين الأعمال الكوميدية تبدو ملامحها واضحة في الوسط الفني هذه الفترة، وذلك مع تخلي عدد من الكوميديانات العرب عن الكوميديا وتقديم أعمال درامية وأدوار تراجيدية لم يعتد الجمهور عليها من قبلهم.
بداية هذه الموجة التي تجتاح نجوم الكوميديا العرب لتغيير جلودهم من الكوميديا للتراجيديا كانت مع تجربة الفنان ناصر القصبي في عمله الدرامي «العاصوف» الذي سيعرض رمضان المقبل عبر خمسة أجزاء لينهي سلسلته الكوميدية «سيلفي»، وأيضاً الفنان فايز المالكي وعبدالله السدحان اللذين يستعدان لتقديم عمل درامي تراجيدي… «سيدتي» تسلط الضوء على ظاهرة طلاق الكوميديانات للكوميديا وتستطلع آراء عدد من الفنانين والنقاد في هذا التحقيق…

القصبي إلى تراجيديا «العاصوف»
رغم نجاح مسلسله الكوميدي «سيلفي» لثلاثة مواسم متتالية عبر شاشة mbc، إلا أن الفنان الكوميدي السعودي ناصر القصبي قرر إنهاء هذه السلسلة الكوميدية، ليتجه لتقديم سلسلة درامية جديدة بعنوان «العاصوف» من المقرر عرض الجزء الأول منها على قناة mbc رمضان المقبل بديلاً من «سيلفي» ـ حتى الآن ـ فيما سيبدأ قريباً تصوير الجزء الثاني من هذا العمل.
مغامرة القصبي للظهور من خلال عمل درامي اجتماعي وشخصية عادية ودور تراجيدي بعيداً عن الكوميديا والكاراكترات تأجلت منذ العام الماضي، حيث كان لديه نية في إنهاء سلسلة «سيلفي» عند الموسم الثاني والبدء في تجربته الدرامية التي ينحاز إليها ويسعى لتقديمها وتغيير جلده من الكوميديا للتراجيديا منذ سنوات. ولكن تحت ضغط من القناة والمنتج واستغلال سلسلة نجاح هذا العمل بسبب النجاح الجماهيري الكبير لـ«سيلفي 2»، قام بتصوير الجزء الأول من «العاصوف» ودخل بعدها مباشرة في «سيلفي 3» الذي عرض رمضان هذا العام ولم يصل للنجاح الذي حققه الموسم الثاني من العمل.
وما يؤكد هذا الاتجاه للقصبي، أنه وبالتزامن مع استعداد الفنان ناصر القصبي وفريق عمل «العاصوف» للبدء في تصوير الجزء الثاني من العمل، وقرار mbc بتأجيل عرض مسلسل «العاصوف» الذي كان مقرراً عرضه قبل رمضان هذا العام وربما التفكير في عرضه رمضان 2018، أعلن المخرج أوس الشرقي مخرج مسلسل «سيلفي» في تصريح خاص لـ«سيدتي» أن «سيلفي 3» آخر موسم من هذا العمل.
وقد تم تأجيل مسلسل «العاصوف» عدة مرات رغم أنه كان جاهزاً للتنفيذ منذ سنوات، حيث تأجل تصويره إلى أجل غير مسمى منذ عامين بسبب الموسم الثاني من مسلسل «سيلفي»، فيما تأجل قبل ثلاثة أعوام لارتباط الفنان ناصر القصبي ببرنامج «آراب غوت تالنت 4» الذي عرض على قناة mbc، وفي الأخير تم تصوير كامل الجزء الأول من العمل في أبو ظبي داخل ستوديوهات twofour54.
و«العاصوف» مسلسل تراجيدي اجتماعي تتخلله مواقف كوميدية، ويدور حول مواطن سعودي عادي يجسد دوره ناصر القصبي يعيش حياته في الرياض هو وعائلته وما يحدث لهم من تغييرات في حياتهم خلال 50 عاماً، ويتكون من 150 حلقة تلفزيونية في خمسة أجزاء، في قالب درامي شعبي، يتناول قصة عائلة سعودية من المنطقة الوسطى عبر نصف قرن.
والعمل من إنتاج شركة «نوافذ» التابعة للفنان ناصر القصبي، وتأليف د. عبدالرحمن الوابلي، وإخراج المثنى صبح، وإشراف عبدالرحمن الزايد، وبطولة: ناصر القصبي وعبدالإله السناني وحبيب الحبيب وليلى السلمان وريم عبدالله وعبدالعزيز السكيرين وسناء بكر يونس وأفنان فؤاد وريماس منصور.

المالكي يتخلى عن الكوميديا في رمضان
في ظل موجة جديدة تجتاح نجوم الكوميديا العرب لتغيير جلودهم من الكوميديا للتراجيديا، يستعد الفنان الكوميدي السعودي فايز المالكي إلى تقديم مسلسل درامي جديد بعيد عن أعماله الكوميدية السابقة والكاركترات الشهيرة له وعلى رأسها مناحي، من خلال عمل تراجيدي يحمل قصة اجتماعية تناقش بعض القضايا من واقع المجتمع السعودي.
وعلمت «سيدتي» أن فايز المالكي في طور الاتفاق على عرض عمله الدرامي الجديد على إحدى القنوات العربية، ولهذا السبب يقوم خلال هذه الأيام بجولة في بعض المدن العربية لإتمام هذا الاتفاق. وقد غاب الفنان فايز المالكي عن الأعمال الرمضانية خلال السنوات الثلاث الماضية، وكانت آخر أعماله الدرامية في رمضان 2014 من خلال مسلسل «خميس بن جمعة» الذي عرض على شاشة روتانا خليجية.

السدحان يسعى لاستعادة بريقه الفني في «السربيل»
يسعى الفنان الكوميدي السعودي عبدالله السدحان لاستعادة بريقه الفني وتوهجه الجماهيري الذي خفت في الفترة الأخيرة، من خلال تقديم مسلسل درامي اجتماعي تراثي بعنوان «السربيل»، بعد عدد من الأعمال الكوميدية التي قدمها في الفترة الماضية ولم تحقق النجاح الجماهيري المأمول منه.
وينتظر السدحان تعميد العمل من قبل التلفزيون السعودي لبدء التنفيذ، حيث انتهى ومنذ فترة طويلة من مرحلة الإعداد والتجهيز على مستوى الكتابة والنص الدرامي، وأيضاً اللوكيشن بإقامة قرية تراثية خاصة بالعمل في مزرعته بمنطقة الرياض، وتدور الأحداث حول الشخصية التي اشتهر بها الفنان عبدالله السدحان جماهيرياً خلال مشواره الفني وهي شخصية «أبو مساعد» في المسلسل الشهير «طاش ما طاش».
والعمل الجديد من إنتاج شركته «فن المحلية» التابعة للفنان عبدالله السدحان، ويتكون من 30 حلقة متصلة، وهو من تأليف ورشة كتابة تضم الكاتبين عنبر الدوسري وحسين الراشد بإشراف السدحان، ومرشح لبطولته عدد من الفنانين السعوديين والخليجيين ومنهم عبدالله السدحان وسعد الفرج ومحمد العيسى وحبيب الحبيب ومروة محمد وريماس منصور ومريم الغامدي وسناء بكر يونس وأغادير السعيد.

أحذّر من الفشل
أعلن الكاتب الروائي والدرامي السعودي عبدالله بن بخيت تأييده لتقديم نجوم الكوميديا العرب لأعمال درامية وأدوار تراجيدية، معتبراً ذلك خطوة فنية هامة تفيد الفنان نفسه وتخدم القيمة الفنية فيما يقدم من أعمال وكذلك تصب في مصلحة الفن والدراما السعودية من وجهة نظره من خلال تحقيق تقدم وتطور مهني بدلاً من أن تظل محلك سر في التكرار واللعب على رهان الكوميديا فقط، ولكنه حذّر في الوقت ذاته من عدم نجاح تلك التجربة في البداية لبعض الممثلين، مشيراً إلى ضرورة الاختيار الجيد للنص الدرامي الذي سيقدم الكوميديان وأيضاً عدم اليأس من عدم تحقيق النجاح المأمول في التجربة الأولى التي ستكون صعبة إلى حد ما بالنسبة للجمهور حسب وصفه.
وقال الكاتب عبدالله بن بخيت: «أعتقد أن خطوة تقديم الفنان ناصر القصبي لعمل درامي وأدوار تراجيدية تأخرت كثيراً، فأنا أعرفه منذ سنوات طويلة، وكان يفكر في هذا القرار من فترة بعيدة ولكن يبدو أنه أخيراً أخذ هذا الخط الذي سيبرز كل ما لديه من إمكانات تمثيلية كبيرة. والممثل الحقيقي بطبيعة الحال يستطيع تقديم كل الأدوار التي تطلب منه سواء كوميديا أو تراجيديا، وهذا ما فعله أغلب النجوم العرب الكبار وعلى رأسهم عادل إمام الذي نوّع كثيراً في أدواره وشخصياته وأعماله التي قدمها للجمهور طوال مشواره الفني الطويل».

أمر محفوف بالمخاطر
حذّر رجا العتيبي الكاتب والمخرج المسرحي السعودي الفنانين الكوميديين من خطورة الانتقال من الكوميديا إلى تقديم التراجيديا، مؤكداً أن الممثل الذي يشتهر ككوميديان ثم يتحول بعد سنوات إلى ممثل تراجيدي أو العكس هذا أمر محفوف بالمخاطر ولا يغامر بذلك إلا ممثل يثق بنفسه لأن الكثير فشلوا في أول تحول فني حسب رأيه، مشيراً إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الممثل الدرامي يجيد فن الكوميديا والتراجيديا على حد سواء فيكفي أن يكون بارعاً في أحدهما أما لو كان بارعاً في الاثنين فإنه يصبح ممثلاً استثنائياً وهذا قليل جداً حتى على مستوى العالم.
وأكد أن تحول الممثل الكوميدي إلى ممثل تراجيدي أمر ليس بالسهل لا على الممثل نفسه ولا على الجمهور الذي لم يتعود على الممثل الكوميدي أن يكون تراجيدياً، مبيناً أن نسبة كبيرة من الفنانين فشلوا في ذلك ولكن النجم الأصيل في موهبته يمكنه فعل ذلك حسب تصريحه، وأشار إلى أن الأعمال الكوميدية وصلت في هذا الزمن إلى مرحلة باتت «تهريجاً» ومكررة وملّها الجمهور ولم يعد في الجعبة ما يشفع للممثل الكوميدي بالبقاء في هذا المجال، وتابع: «لذلك جاءت موضة الدخول في معترك الأعمال التراجيدية أمراً حتمياً وليس خياراً تبعاً للاتجاهات التي يشهدها الوسط الدرامي بين فينة وأخرى، ودعونا نرقب هذا الاتجاه ونرى من ينجح ومن يفشل»..

أداء كل الأدوار
اعتبرت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن تقديم الكوميديانات العرب أعمالاً درامية وأدواراً تراجيدية بعيدة عن الضحك والكاركترات المعتادة أمر غير مستغرب ولا يثير الدهشة، مشيرة إلى أنه ليس هناك أي مانع من أن يعود الفنان الكوميدي إلى تقديم أعمال كوميدية مرة أخرى إذا وجد ما يستهويه، وأكدت أن نجاح ممثل في تغيير جلده الفني من الكوميديا إلى التراجيديا قد يشجع فناناً آخر على تكرار ذات التجربة، مبينة أن أفضل الممثلين هم من يستطيعون الانتقال بسلاسة من الأداء الكوميدي إلى الأداء التراجيدي، وأن الممثل من المفترض أن يقدم كل الألوان التمثيلية سواء التراجيدي أو الكوميدي أو غيرها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here