المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية .. سابعاً : النظافة مدخل لتحمل المسؤولية الاجتماعية

عمار جبار الكعبي

المؤشرات البسيطة تكون لها ابعاد كبيرة في تشخيص سلوك وفكر المواطن، فقد يهمل أو يغفل البعض بعض سلوكيات المواطن لبساطتها، ولكنها واقعاً تعكس مستوى ثقافي وطريقة تفكير وأسلوب تعامل المواطن مع القضايا التي ترتبط بحياة المجتمع، لتكون مدخلاً لإدانة هذا السلوك ان كان سلوكاً منسجماً مع ما يحمل من فكر منفتح ووعي، أو مدخلاً لاصلاح هذا السلوك ليكون مؤشر إنذار يدعوا للتحرك والإصلاح .
ركزت المرجعية الدينية بشكل واضح من خلال خطبها المتتالية، والتي خصصتها للحديث المفصل عن رؤيتها في الاصلاح الاجتماعي، ومنها مقومات المواطنة الصالحة، لتضع من ضمنها مقوم النظافة، الذي يعتبر من اهم المؤشرات التي ترتبط بتمييز المواطن الصالح عن المواطن الطالح، ليكون الحفاظ على البيئة مقدمة لقياس تطورالمجتمع ومستوى وعيه وإدراكه لواجباته، التي تقع على عاتقه لكينونته الانسانية أولاً، وعقيدته الاسلامية ثانياً لتأكيد الاسلام بشكل كبير على هذه المفردة في السلوك الاسلامي النموذجي .
المرافق العامة والمدارس والأسواق ادارتها مرتبطة بالحكومة، ولكن نفعها ومردودها للمواطن، وبالتالي فهي تعتبر جزء من أملاكه التي يجب الحفاظ عليها، ما دامت تعود بالفائدة عليه هذا من جانب، ومن جانب اخر فلا يوجد اَي مسوغ شرعي وعقلي يبيح عدم الحفاظ عليها، فان لم يكن الحفاظ عليها من أولويات المستفيد منها، فسيكون من اللا عقلاني مطالبة غيره بذلك، وبالتالي مالم يكن الحفاظ عليها من مهمة الجميع، فهو اعلان رسمي بأباحة تدميرها !.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here