شيطان المــذهب عامل تهديم لبُنية المجتمعات

هيام الكناني

من المؤسف أن تجد نفسك مضطراً لأن تسمع شيء تكرههُ ؛ ومن الغباء أن تبحث عن مبرر تكذب به على نفسك، وأنت تعلم أنَّك تهرب منه ؛ هكذا يجري الحال في أروقة شعوبنا العربية الأسلامية و قد تقرح سمعها وهي تسمع “أسم المذهب” يتمنطق به كل من هب ودب !! حتى أخذت الأيدي تصم أسماعها ؛ لا لأنها لاتحب أسلامها وأنما لاتريد سماع المتمذهبين الذين كثروا هذه الأيام! فــما اشاعته المذهبية من طائفية قد نخرت البلدان الإسلامية ليس على صعيد الأديان فحسب بل تجاوز الأمر ذلك لتبرز صورة الصراع المذهبي داخل الدين الواحد ما يجعل المسألة الطائفية أشبه بالسوس الناخر لبنى المجتمعات ويصبح الإختلاف سببا للتفرقة والغلو والتطرف بعد أن كان التنوع سمة قوة وتآلف لهذه المجتمعات.
فالمتطلع لأحوال أمتنا الأسلامية ، يلاحظ بلا أدنى شك الانغماس التدريجي نحو الطائفية بما يعنيه ذلك من توظيف للدين على أساس طائفي لأغراض سياسية، وبغطاء مذهبي ديني يلجأ إليه لتحقيق رغبات ذاتية ؛ ويمكن ان نستشهد بحديث مروي عن أئمة الهدى عن المذهب وشيطانه وهو قول للامام الباقر عليه السلام وهو يحذر من شيطان المذهب (عن مولانا الصادق أنّه قال : «سمعت أبي يقول : إنّ شيطاناً يقال له : المذهب ، يأتي في كلّ صورة إلاّ أنّه لا يأتي في صورة نبيّ ولا وصيّ نبىّ ، ولا أحسبه إلاّ وقد ترائى لصاحبكم فاحذروه ،وقد بلغني انهم قتلوا معه فابعدهم الله واسخطهم واسحقهم …… » . ماذا نفهم من الرواية ؟ الصرخي الحسني يبين ذلك بقوله ” كل من تحدث ودعا للمذهب والمذهبية والطائفية وهو يخالف الثوابت الإسلامية والفضائل الأخلاقية وإبتعد عن التوحيد والذات الإلهية القدسية والحضرة المحمدية النورية فهو من جند المذهب, فهو من جند الشيطان, فهو من جند إبليس اللعين وأتباعه وأشياعه وأنصاره والداعين له, فهو فاسق وفي فسق وغلو وشرك وكفر حتى لو كان تحت عنوان المذهب وإسم المذهب ”

يبدو أن شيطان المذهب قد أنغمس فيه الكثير من الطائفيين والمتمذهبين وهم يتأولوا بــ إسمه ويتغنون بـــ لحنه ما جعل الناس تنحرف عن مسار الإسلام الصحيح والأخلاق الإنسانية فأخذوا يقتلون ويسفكون الدماء تحت اسمه ماجعل الامم في صراع دائم ومستمر ؛ ماجعل الطائفية تفتك بالسلم الاهلي وايقاف عجلة النهضة وتقدمها .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here