س في ذكرى ولادة سيد الكائنات الرسول العظيم محمد (ص)

علاء كرم الله
كلنا محمديون وكلنا حسينيون!

تمرهذه الأيام على الأمة الأسلامية جمعاء والأمة العربية تحديدا ذكرى ولادة سيد الكائنات محمد صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، تمر هذه الذكرى العطرة ولكن أمة محمد (ص) العربية ليست بخير بل هي في حال يرثى لها من التمزق والتشرذم والتشتت والفرقة والأقتتال فيما بينهم وتفشي الفقر والجوع والأمية والجهل والمرض والتخلف لهذه الأمة التي أراد لها العظيم محمد أن تكون الأحسن في كل شيء ليباهي فيها بقية الأمم، بعد أن أوقضت وسرت فيهم فتنة الطائفية ونخرهم الفساد بكل أنواعه، فهم ومع الأسف من حال سيء الى حال أكثر منه سوء، وفعلا قال عنهم الرسول العظيم محمد (ص) ( كنتم خير أمة أخرجت للناس)!، أي بمعنى الماضي (كنتم)!. وعذرا يا رسولنا العظيم لا أعتقد أننا سنكون وسنعود الى ما كنا عليه من قوة وعظمة وتماسك وبنيان أسلامي رصين كما كنت تريد وتتمنى لنا لكي تباهي بنا الأمم!. (ولا يغير الله بقوم حتى يغير ما بأنفسهم)، صدق الله العظيم.فالبنسبة للعراق بأعتباره أحد البلدان العربية والأسلامية، وهو بلد الأنبياء والأئمة الأطهار والأولياء الصالحين عليهم جميعا أفضل السلام، والذي أصابه تسونامي الطائفية الذي يجتاح المنطقة عموما! في مقتل منذ أحتلاله من قبل الأمريكان ، فلم تعد تجدي نفعا الشعارات والهتافات التي يرددها المتظاهرين والناس في التجمعات مثل ( كلا كلا للطائفية، وأخوان سنة وشيعة هذا الوطن منبيعه)،لأن الواقع الذي نعيشه وما تمور به النفوس هو على العكس تماما من تلك الشعارات؟!، فالملايين من العراقيين في خلوتهم هم طائفيون وقومييون حد النخاع وأولهم القادة السياسيين!، كما أن الوطن قد تم بيعه بأبخس الأثمان لدول الجوار ودول الأقليم وبقية دول العالم من قبل كل الأحزاب السياسية التي قادت البلاد من بعد الأحتلال الأمريكي للعراق. أن رفع مثل هذه الشعارات وترديد مثل هذه الهتافات في المظاهرات والتي يبدو ان حرارتها قد هفتت مع قدوم فصل الشتاء!، لم يكن لها أية صدى وتأثير! على الواقع الممزق الذي وصل أليه النسيج الأجتماعي والمذهبي العراقي، وكأن الناس يرددونها من باب أسقاط الفرض، ومن باب ذر الرماد في العيون كما يقال!، فهي لا تخرج بصدقية من أعماق النفس، بل هي تخرج على قدرالفم فهي من الفم والى الفم حتى أنها لا تبلغ الحناجر!. وهذه هي الحقيقة المؤلمة وأحلف بأغلظ الأيمان بأني قد سمعتها من كلا الطرفين عندما يخلون مع أنفسهم!!. وهذا ليس أتهام ولا تبلي على أحد بل هو الواقع المؤلم والمرير، بعدما ترسخت الطائفية في عقول الكبار من القوم من الساسة والقادة والمنظرين والمثقفين ورجال الدين ومن كلا الطرفين، فما بالك من عوام الناس فلا عتب عليهم!. ونسأل هنا، وسوف نترك للقاريء الكريم الحقيقة في تقيمه للمشهد الديني والطائفي في العراق والى أين وصلت الأمور!، ونسأل: لماذا لم تذهب جماهير الشيعة مشيا على الأقدام أو بكل وسائط النقل وبفرح غامر وهم يرفعون الأعلام واللافتات التي تحي ذكرى ولادة الرسول العظيم (ص) مع احاديثه الشريفة، ويتجهون بها صوب النجف لتهنئة الأمام علي (ع) بولادة أبن عمه وأخيه ومربيه ومعلمه؟ ومثلها يفعلون ويتجهون صوب كربلاء ليهنئوا الأمام الحسين (ع) بولادة جده المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وكذلك يفعلون الشيء نفسه بزيارة الأمام موسى بن جعفر ومحمد الجواد في الكاظم، والأمام الحسن العسكري في سامراء لتهنئتهم بولادة جدهم العظيم محمد (ص)؟. ولماذا لم تزين منائركل الأئمة الأطهار عليهم أفضل السلام بالشذور والنذور والأعلام وكل مباهج الزينة والفرح وبكل ما يدخل السرور والبهجة الى النفوس؟ أليست هي ولادة الفرح والمحبة والسلام والتآخي والنور؟ ولماذا يختص مرقد الأمام أبو حنيفة النعمان (رض) في الأعظمية وسكنة المنطقة بكل مباهج الفرح والزينة بالولادة المحمدية العظيمة؟، فهل أن محمد (ص) هو لأهل السنة فقط؟، أم هكذا أراد مفرقوا شمل هذه الأئمة بدسائسهم أن يرسخوا هذا في عقول الجهال والمتخلفين؟!. وأعود لأسأل جماهير الشيعة مرة أخرى، لماذا ستذهبون بعد أيام حيث يصادف ذكرى وفاة الرسول العظيم (ص) مشيا وبوسائط النقل رافعين الشعارات والأعلام ومتجهين صوب النجف وكربلاء تعزون الأمام علي عليه أفضل السلام بوفاة أبن عمه وأخيه محمد العظيم(ص)، وتفعلون أكثر من ذلك وأنتم متجهين صوب كربلاء لتعزية الأمام الحسين عليه أفضل السلام ريحانة رسول الله وسبطه وسيد شهداء أهل الجنة بوفاة جده محمد (ص)؟. عجيب أمركم يا اهلي ويا ناسي، ألهذا الحد تحبون البكاء والحزن والألم واللطم والعزاء ولبس السواد؟ والى متى نظل نلطم ونبكي؟آلا يكفي ما وصل أليه العراق بعد أن لبس السواد من شماله الى جنوبه؟ أليس هذا ما رفعتموه من شعار( كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء)؟!. وأعود هنا لأسأل الطرف الآخر من عقلاء السنة ولا أدري أن ظل فيكم صوت عقل؟، لماذا لا تعلقوا اللافتات السوداء وترفعوا كل ما قاله الرسول العظيم محمد (ص) من أحاديث وما أكثرها بحق ولده الأمام الحسين (ع) في شهر محرم الحرام ذكرى أستشهاده في واقعة الطف الأليمة؟ أليس الأمام الحسين (ع) ريحانة رسول الله وسبطه وسيد شهداء أهل الجنة مع أخيه الحسن (ع) وأبن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها أفضل السلام أبنة الرسول العظيم محمد والتي قال فيها (فاطمة بضعة مني)؟، هل تستكثرون أن تعلقوا الرايات واللافتات السوداء على منائرالأمام أبو حنيفة (رض) وعلى جدران ضريحه ومرقده الشريف؟ وهل تعرفون كم كان أبو حنيفة (رض) نصيرا لآل البيت (ع ) وتحمل الكثير من الأذى وزر ذلك من خلفاء بني العباس بسبب محبته لآل البيت (ع)؟. وهل تستكثرون أن تقيموا الولائم وسرادق العزاء بذكرى أستشهاد الأمام الحسين وصحبه الأبرار (ع)؟ لماذا لم تفعلوا وتكثروا من ذلك، أن كنتم صادقين؟ وهل الأمام الحسين (ع) هو للشيعة فقط؟. ولا بد هنا من الأشارة الى هذه الحادثة التاريخية والتي تحمل الكثير من المعاني عسى أن يتعلم منها الخلف الصالح من السنة والشيعة!. أنه وفي خلافة الراشد الفاروق (عمربن الخطاب) عليه رضوان الله، وعندما كان يوزع العطاء من بيت المال، أعطى للأمام الحسين (ع) أكثر من ولده عبد الله؟!، مما أثار غيرة وغيض ولده عبد الله فعاتب أبوه قائلا: لماذا تعطي للحسين مالا أكثر مني وأنا أبنك وأنت خليفة المسلمين؟، فغضب عمر (رض) من قول ولده عبد الله فقال له ويحك ماذا تقول:( أأباك مثل أباه، أم جدك مثل جده، أم أمك مثل أمه، أم عمك مثل عمه، أم خالك مثل خاله)، لا تقل هذه ثانية، هؤلاء بيت آل الرسول العظيم محمد( ص) لو أرادوا بيت المال كله لأعطيتهم أياه). الى هنا أنتهى ما قاله سيدنا عمر (رض). فأين أنتم يا عقلاء السنة ومنظريهم وقادتهم ورجال دينهم من سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ومن حبه لآل بيت الرسول عليهم السلام جميعا.نعود الى صلب الموضوع، ولنعترف عسى أن نكفر عن ذنوبنا بأعترافنا هذا بأن الغالبية العظمى من جماهير الشيعة والسنة أنساقوا وراء مراجعهم الدينية بشكل أعمى!، ومع الأسف لم تكن الكثير من تلك المراجع عند مستوى الطموح والأمل، في وأد فتنة الطائفية بل ان البعض منهم على العكس تماما ساعد وأصر على أيقاضها بالقول والفعل وأدت فيما ادت أليه وأنتهت الى ما انتهت أليه وما نحن عليه الان من حال لايسر ألا أعداء الأسلام ومن أراد السوء بالعراق!،والذين لازالوا يعملون على أيقادها، ما دامت نارها تتقد وأن أهيل عليها بعض الرماد!، وما دام هناك تخلف وجوع وأمية وجهل وفقر ومرض. أخيرا أقول: من أجل تفويت الفرصة لأعداء الأسلام والعراق، أتمنى وأدعوا الجميع بأن يكون شعارنا في هكذا مناسبات وكل المناسبات والشعائر الدينية وما أكثرها في العراق (كلنا محمديون وكلنا حسينيون). والله من وراء القصد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here