التيارية الجديدة تحت مسمى شباب العراق

التيارية الجديدة تحت مسمى شباب العراق

جواد كاظم الخالصي

لست هنا في صدد النقد او التوبيخ او التحامل على هذا الطرف او ذاك وانما تصوير لواقع جديد بدأ يطفو على سطح الساحة السياسية العراقية وسط مهرجانات عاليه الجودة كما ونوعا في الحضور والخطابة بل على العكس اتمنى وكلي أمل أن يكون فعلا هذا التوجه في السياسة العراقية ينحو منحى مسك زمام الامور بيد الشباب وهو ما تفعله كل الأحزاب الديمقراطية في العالم الغربي عندما تعقد مؤتمراتها السنوية لتضخ دماءً جديدةً من الشباب في صفوفها لما يرونه من ضرورة مُلحّة في هذا الاتجاه لصناعة قادة جدد لديهم النشاط والحيوية في العمل اكثر من الخطوط الحزبية القديمة وليس شعارا نتمسك به امام شاشات التلفاز وفي المهرجانات وهذا ما يجب ان تقوم به كل احزاب العراق وخصوصا المخضرمة منها منذ تاريخ المعارضة العراقية والى يومنا هذا مثل حزب الدعوة الاسلامية والمجلس الاعلى الاسلامي والحزب الشيوعي العراقي ومنظمة العمل وغيرها وهو ما دعوت اليه انا شخصيا في ان يتصدر العمل السياسي في المرحلة القادمة الخط الثاني والثالث في تلك الأحزاب لفسح المجال امام طبقة الشباب من الجامعيين المثقفين المتخرجين حديثا لصلابة عودهم وقدرتهم على التمسك بالحلول التي يمكن ان تُخرِج بلد مثل العراق من قوقعة الترهل السياسي وحالة الفوضوية والصراعات والتخوين التي نسمعها كل يوم على هذا الحزب او ذاك .
ظهر خلال اليومين الماضيين محاولات الكشف عن إبراز سياسي للشباب العراقي لقيادة المرحلة السياسية القادمة على مستوى تيار الحكمة وتيار شباب كتلة الحل وهو كما قلت اعلاه توجه مهم ويلقى مباركة كبيرة واحترام مني انا شخصيا وأهنئهم على ذلك اضافة الى انه يلقى استحسانا من باقي فئات الشعب العراقي لكنني للاسف لم اجد ان فئة الشباب هي الغالبة في هذا التوجه كما تم ذكره بأنهم يمثلون 70% بل إنهم لا يتعدون 25% على الأقل في عدد اعضاء المكتب السياسي البالغ مجموعهم 24 عضوا حيث لاحظنا أن جلّهم من الحرس القديم ومن المخضرمين وكأنهم سوّقوا أنفسهم سياسيا من جديد عبر بوابة الشباب وتحت غطاء الجيل الشبابي الذي سيحكم مستقبل العملية السياسية واعتقد انه التلاعب السياسي بعينه وأرجو ان يتحمل الاخوة في تيار الحكمة نقدي هذا، وكذلك هو الحال ما حصل في المؤتمر التأسيسي الاول لتيار شباب الحل الذي انطلق في فضاء مدينة الأنبار حيث يتشبثون بمفردة الشباب وطرح أنفسهم لغرض الدخول من خلالهم الى العملية السياسية للمرحلة القادمة لكننا ايضا شاهدنا الحرس القديم والوجوه السياسية ذاتها التي تريد البقاء وتسويق نفسها بطريقة اخرى ، فالقضية ليست مهرجانا تسويقيا للعمل السياسي وبعد ان ينتهي المهرجان نُلغي الدور المهم لتلك الشريحة الشبابية ونركنها على الرف للسنوات الأربع القادمة.
اخواني السياسية فن وقدرة على التغيير وليس الإصرار على البقاء ولا اعتقد ان الشعب العراقي لم يعد واعيا لتلك المشاريع وسرعان ما يقف عند نهاياتها ويفهم الدور المهم للشباب الذي سيجد نفسه مغيباً، وسوف نرى الشباب ذاتهم الذين وقفوا وصفقوا في تلك المهرجانات على ان الدور لهم وليس لغيرهم سينتقدون ويجلدون ذاتهم وموقفهم لانهم شاركوا بإعادة تصنيع من يجب تغيرهم وهذا ينطبق على كل الأحزاب وليس حزبا دون اخر ، لذلك اتمنى على كل تلك الأحزاب السياسية التي ذكرتها في اعلاه ان تتخذ خطوات جريئة للتصحيح والانتقال من حالة الركود الكلاسيكي الحزبي الى حالة الوعي الحقيقي بالتجديد وصناعة قادة جُدد قادرين على حمل الراية والاستمرارية من اجل العراق والنهوض به وسط الدول الإقليمية ودول العالم وان نبتعد عن الشعارات الخطابية الرنانة التي تدور بِنَا حول أنفسنا، وأخيرا اتمنى ان تكون انطلاقة الشباب في المرحلة المقبلة هي السمة البارزة فعلا وليس قولا، تطبيقا وليس مراوغة سياسية، تسليما للراية لهم وليس تمسكا وتشبثا بالمواقع والمراكز والمناصب السياسية، اعتقد انه امتحان كبير …..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here