الكورد الفيليون ، العودة الى المربع الأول

جواد ملكشاهي
الكورد الفيليون كجزء من الشعب الكوردي والشعب الكوردي بشكل عام في جنوبي كوردستان لم يخوضوا التجربة الديمقراطية بمفهومها الحديث لاختيار السلطة الا بعد سقوط سلسلة النظم الدكتاتورية والشوفينية في العراق واتاحة الفرصة لهم ، لذلك من الطبيعي ان تقع بعض الاخطاء والاشكاليات في مجمل العملية الديمقراطية ، الا ان الانسان كفرد والجماعات كجزء من المجتمع ينبغي دراسة اسباب اية اخفاقات او انتكاسات و وضع الحلول والمعالجات الناجعة لها بغية الوصول للهدف المنشود.
في جميع الانتخابات التي جرت بعد 2003 الى 2013 وقع الكورد الفيليون في اخطاء كبيرة في كيفية المشاركة في العملية الديمقراطية واختيار ممثليهم الحقيقيين نتيجة الظروف التي مرت عليهم في العقود السابقة وايضا بسبب استغلال الاحزاب والقوى السياسية المتنفذة في السلطة لتشتيت اصواتهم ولذلك اخفقوا في كل تلك الانتخابات من ان يكون لهم صوتهم الحقيقي في البرلمان والحكومة في بغداد ، وفي كل مرة يلقون باللوم على الاخرين في اخفاقهم.
لكننا يبدو أننا شريحة لا نستفيد من تجاربنا، على وجه الدقة، ولا نرغب في ذلك، وتحكمنا بصورة واضحة ظروف الحال ورد الفعل فنندفع للتجريب الخاطئ من جديد ونهرب للإمام بقرارات خاطئة جديدة توقعنا في نفس الاخطاء السابقة ونبقى ندور في حلقة مفرغة وتضيع حقوقنا ، وتتحمل قيادات القوى السياسية الفيلية المتمثلة بالاحزاب والتنظيمات والجمعيات التي ترتبط بشكل او بآخر باجندة قوى سياسية كوردية وعربية وايضا النخب السياسية والثقافية والاجتماعية نتائج وتداعيات تلك الاخطاء لتبقى حقوق الكورد الفيليين رهينة الصراعات السياسية بين القوى المتصارعة على السلطة والمناصب.
اليوم ونتيجة لمتابعتي المتواضعة لمجريات الامور فيما يخص الكورد الفيليين ، يبدو ان القوى والتنظيمات السياسية الكوردية الفيلية لم تستفد من التجارب المرة والقاسية الماضية وهي بصدد ترشيح عدد من الشخصيات للأنتخابات المقبلة بشكل منفرد في بغداد ومحافظات واسط وديالى وخوض تجربة فاشلة معروفة نتيجتها مسبقا مقابل بعض الامتيازات لأشخاص مرتبطين باجندات لاتصب في مصلحة ابناء شريحتهم لامن قريب ولا من بعيد.
كوني كورديا انتمي لهذه الشريحة التي عانت في العهدين السابق والحالي ولازلنا مهددين بالتهجير والتغييب والابادة الجماعية من جديد، ادعو بل اطالب جميع القوى والتنظيمات السياسية الكوردية الفيلية والنخب من ابناء شريحتنا ان يكونوا بمستوى المسؤولية وان يعملوا بنكران ذات و وضع المصالح الحزبية والشخصية جانبا والجلوس على مائدة حوار حقيقية والاتفاق على ستة مرشحين اثنين فقط من الشخصيات النزيهة والمقبولة اجتماعيا في كل من بغداد و واسط وديالى ، عسى ان نوفق هذه المرة في اختيارنا وتكون باكورة نجاح للمراحل المقبلة حفاظا على وجودنا ومستقبل اطفالنا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here