القضية الفلسطينية سبب مأساة العرب

اي نظرة موضوعية لحال العرب وخاصة العراقيين المأساوية اسبابها القضية الفلسطينية لان الكثير من الاشقياء والفاشلين واللصوص والعملاء جعلوا منها وسيلة رابحة ومضمونة للوصول الى كراسي الحكم وتمكنهم من الحصول على المال والنفوذ والنساء وكل شي في البلاد وفي نفس الوقت ذريعة لقمع الشعب وسرقة امواله وهتك حرماته واذلاله بحجة الحرب على اسرائيل والحقيقة لم يقدم اي حاكم عربي على اي نوع من الحرب سوى الخطابات الرنانة والتهديد والوعيد التي لا تجدي نفعا سوى قمع الشعوب العربية واذلالها وزيادة في فقرها وجوعها بل انها تصب في مصلحة اسرائيل
منذ وعد بلفور وحكام العرب والذين يحلمون بحكم العرب حيث تصدروا المظاهرات ضد هذا الوعد وهددوا وتوعدوا الانكليز واليهود واكتفوا بالتظاهرات والاحتجاجات في كل سنة في الوقت نفسه نرى اليهود يعملون ويتحركون لتأسيس دولة اسرائيل بدون تهديد ولا وعيد واخيرا تأسست دولة اسرائيل واعترف بها العالم كدولة ديمقراطية
ونسي الحكام العرب وعد بلفور واخذوا يتظاهرون ويحتجون بيوم قيام دولة اسرائيل في عام 1948 الذي سموه بيوم النكبة رغم ان الامم المتحدة قسمت فلسطين الى دولتين فلسطينية واسرائيلية ورفض الحكام العرب والفلسطينون المرتبطون بهؤلاء الحكام بحجة انهم لا يقبلون الا بفلسطين كلها وطرد اليهود منها وضللوا الفلسطينين والعرب وصدقوهم للاسف لا يدرون انها مؤامرة لاخضاعهم وقمعهم والتسلط عليهم
ودخلت جيوش الحكام العرب الضعيفة التي لا حول لها ولا وقوة معلنة الحرب على اسرائيل فوجدت نفسها اي جيوش الحكام العرب مكشوفة مخترقة من قبل اسرائيل ولا تملك سلاح واذا ملكت سلاحا فانه سلاح فاسد فانهزمت وتراجعت في اول ضربة
واصبحت هذه الهزيمة لجيوش الحكام العرب لبعض الطامعين في الحكم في المال في النفوذ في النساء وخاصة العسكريين للقيام بالانقلابات العسكرية والاستيلاء على الحكم في العراق اليمن مصر ليبيا سوريا وفي دول اخرى لكنها تعرضت للفشل
المعروف ان الدول التي دخلت الحرب ضد اسرائيل في عام 1948 كانت غير مقتنعة بالحرب ولا بالقضية الفلسطينية لكنها دخلت الحرب وارسلت جنودها لتفادي موجة الانفعالات العاطفية البدوية التي سادت في الشارع العربي
وبعد نجاح الانقلابات العسكرية التي حدثت في مصر سوريا العراق اليمن ليبيا بدأت حالة جديدة من التهور والمزايدة والمتجارة بين قادة الانقلابات العسكرية جمال عبد الناصر عبد السلام عراف حافظ الاسد معمر القذافي على عبد الله صالح كل واحد من هؤلاء الحكام يريد ان يصبح الزعيم الاوحد والقائد الضرورة وكل واحد يعتقد انه وحده الصادق المخلص للعرب وانه وحده القادر على تحرير فلسطين وبدأ كل واحد يتآمر على الآخر وكل واحد يخون الأخر فتراهم مرة متوحدون ومرة اخرى متصارعون فانهم كاذبون منافقون في كلتا الحالتين لعنهم الله ولعن من صفق لهم وهتف لهم
وفجأة يخرج علينا الدكتاتور جمال عبد الناصر رافعا راية تحرير فلسطين وراميا اليهود في البحر وهو يصرخ انا البطل الاول للعرب وعلى العرب ان تسجل اسمه في سجل المحررين والفاتحين قرر اعلان الحرب على اسرائيل و رمي اليهود بالبحر والتف حوله بقية ابطال الانقلابات العسكرية القومجية في سوريا في العراق في اليمن و بقية الحكام
فكان هدف الدكتاتور جمال عبد الناصر ان يكون قائد وبطل العرب الاوحد والوحيد
وكان هدف بقية الحكام العرب القضاء على جمال عبد الناصر لانه يشكل خطرا علىهم يعني احدهم يخاف من الآخر واحدهم يتآمر على الآخر
وقبل ان يقوم عبد الناصر بأي حركة ضد اسرائيل فوجد كل طائراته مدمرة وشاهد الطائرات الاسرائيلية تقصف كل مطاراته ومعسكراته واصبحت جيوشه هائمة منهزمة في الصحراء حتى اصبحت طعاما للضواري في صحراء سيناء وللاسماك في البحر واحتلت الجولان والضفة الغربية بكاملها وكان بأستطاعتها ان تسقط نظام حمال عبد الناصر ونظام سوريا ونظام الاردن وحتى كل الانظمة العربية لكنها لم تفعل لانها في صالحها وتخدم امن اسرائيل ومستقبل اسرائيل
ونسى العرب وحكام العرب النكبة واخذوا يحتفلون يتظاهرون ويحتجون بمناسبة حرب حزيران 1967 التي سموها بالانتكاسة واستسلم جمال عبد الناصر وكل الانظمة العربية وبدأت التنازلات لصالح اسرائيل وبدأت الخلافات والصراعات بين الحكام العرب انفسهم وكل حاكم انشأ له منظمة ارهابية تحت اسم تحرير فلسطين وبدأت هذه المنظمات تتصارع مع بعضها بالنيابة عن حكامها وهكذا قسموا الفلسطينين الى مجموعات كل مجموعة تؤيد احد الحكام وهذا شجع العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة الى انشأ منظمات ارهابية وهابية مهمتها ذبح العرب والمسلمين بالنيابة عن اسرائيل التي تطورت الى داعش والقاعدة والنصرة ومئات المنظمات الارهابية
وهكذا اصبحت اسرائيل هي سيدة العرب وجعلت منهم بقر حلوب تدر ذهبا وكلاب حراسة لحماية اسرائيل والدفاع عنها مما شجع الرئيس الامريكي على اعلان انتهاء القضية الفلسطينية تماما من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل ابدية ونقل سفارة امريكا الى القدس
وخرج العرب بمظاهرات واحتجاجات جديدة بعد ان نسوا وعد بلفور ويوم النكبة ويوم النكسة لا ادري ماذا يسموا هذا اليوم يوم موت القضية الفلسطينية ودفنها
الغريب ان ترامب سخر بالمظاهرات والاحتجاجات التي قام بها العراقيون وقال لهم ايها العراقيون لا يهمنا مظاهراتكم بل عليكم ان تعلموا ان اكثر من 3000 فلسطيني فجروا انفسهم في العراق والتفجيرات مستمرة عليكم ان تنشغلوا وتفكروا بحماية انفسكم ووطنكم فرأسكم هو المطلوب
لهذا اقول لكل من يريد تحرير فلسطين وازالة دولة اسرائيل بصدق واخلاص ان يزيل حكم ال سعود وال خليفة والا نهيان اولا والا كل ما نسمعه مجرد كذب وافتراء فهذه العوائل هي القاعدة التي ترتكز عليها اسرائيل
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here