نصر كبير لكنه ناقص .. كيف يكتمل؟

حسن الخفاجي

شكرًا جزيلاً لسماحة الامام السيد السيستاني الذي هزم بفتواه مشروع تقسيم العراق والمنطقة الذي تكفلت داعش بتنفيذه.

الانصاف يدعو كل العراقيين وكل الدول التي كانت مهددة بالتقسيم ان تشكر السيد السيستاني، لان فتواه كانت سببا مباشراً بإجهاض مشروع التقسيم وباستنهاض الهمم التي هزمت داعش.

واحدة فقط من نتائج الفتوى هو تشكيل الحشد الشعبي، لكن الأهم هو توقيت الفتوى الذي بدأ بايقاف العد التنازلي لهمم المقاتلين، وصعد بهممهم الى سماء النصر بعد ان كانت تتخبط بوحل الهزيمة .

لاشك ان النصر على داعش نصر كبير، لكنه نصر ناقص لم يكتمل، مالم نبحث ونعالج الاسباب الداخلية التي جاءت بداعش . يكتمل النصر بعد ان تشرع القوانين التي تضمن العيش الكريم وتمنح الامتيازات لأسر الشهداء، وتحرص على معالجة وتأهيل الجرحى، لأن النصر لم يكن ليتحقق دون تضحياتهم.

الوفاء للشهداء والجرحى والمعاقين منهم بشكل خاص، والاعتناء بأسرهم أهم ما نحتاجه في هذه المرحلة المضطربة التي تعيشها المنطقة، حتى لا يندم المُضحون وأسرهم على تضحياتهم، ولكي تصبح الأسر العراقية معيناً دائماً حالما يحتاج الوطن لابنائه ساعة المحن .

كل ما ذكرناه مهم ومهم جدا، لكن الاهم هو: تحويل الأقوال والخطابات التي تتوعد الفاسدين الى افعال، لان الفساد والخيانة هي أهم أسباب دخول داعش وقبلها تنظيم القاعدة الى العراق .

متى يبدأ الهجوم على الفاسدين؟. ننتظر لتقر عيون ضحاياهم .

وعدنا السيد رئيس الوزراء بإعادة التحقيق بأسباب سقوط الموصل، ان لم يفعل ذلك ويستعين بمحققين محايدين – حبَّذا لو كانوا محققين اجانب – وتنفيذ نتائج التحقيق، سوف تسقط مدن اخرى ويولد من دبّر العملية السياسية العرجاء والفاسدين الاف الدواعش الجدد .

صولة موفقة وشجاعة ومباركة على الفاسدين كصولة القوى الأمنية والحشد الشعبي على داعش هي من تضع العراق والعراقيين على الطريق الصحيح لبناء مستقبل العراق الواعد .

الأصوات النشاز والمطبلين للساسة الفاشلين والذباب الالكتروني سوف يُـرَشّون جميعا بمبيد حشري يسكتهم الى الأبد بعد اول صولة على أوكار الشر والفساد والهزيمة.

ضمان تأييد العراقيين لأي سياسي يكون بالشروع بالرد على اسباب الهزائم ويقف الفساد بالصدارة .

تعمير المدن، وإعادة النازحين، وتثبيت الاستقرار الأمني، ومحاسبة الدواعش ومن تعاون معهم، ومعرفة من يقف خلفهم، مهم جدا كي لا نسمح لدواعش جدد بالتوغل بيننا.

بناء الانسان عملية تستغرق وقتا طويلا، لكنها عملية مهمة لتحصين المجتمع. فشل الطبقة السياسية لم يمنع من وحدة المجتمع . وحدتنا اساس قوتنا وسبب انتصارنا. بناء جبهة داخلية قوية تجعل من اختراق الخارج عملية صعبة. النصر على داعش نصر تاريخي، لكنه يبقى نصراً ناقصاً مالم نحصنه بالقضاء على الفاسدين وحماية المُضحين ونمنح الامتيازات لأسرهم.

لأنكم حاضرون معنا في احتفالات نصرنا الذي لم ولن يتم لولا دماء سفكتموها في سبيلنا. اختم بالسلام على كل شهداء العراق الذين ارتفعوا شهداء وهم يواجهون داعش، والذين استشهدوا في عمليات داعش الاجرامية تفجيرات ومففخات واغتيالات.

الى الشهيدة الشامخة اميمة جبارة، والشهيد القناص الذي ابكى الدواعش (ابو تحسين)، والشهيد الشاعر الترف الشاب الجميل علي رشم، والشهيد الملازم البطل وسام التكريتي، والشهيد المقدم صاحب الغيرة العراقية علي النداوي، والشهيد الملازم الذبيح ابو بكر السامرائي، والمعدوم شنقا على جسر الغدر في الفلوجة الشهيد مصطفى العذاري، والشهيد المغدور ظلما النقيب احمد الجراح، لكل الشهداء اقول ماقاله الاعلامي الشهيد حيدر المياحي (لا تخافون) على العراق .

العراق انتصر ناموا على وسائد العز ولا يوجد انعم من وسادة الشهادة المطرزة بالنصر .

عوائلكم أمانة بأعناقنا.

(وللأوطان في دم كل حر

يد سلفت ودين مستحق

ومن يسقى ويشرب بالمنايا

إِذا الأحرار لم يُسقوا ويَسقوا

ولا يبنى الممالك كالضحايا

ولا يدنى الحقوق ولا يُحِق

ففي القتلى لأجيال حياة

وفي الأسرى فدًى لهم وعتق

وللحرية الحمراء باب

بكل يد مضرّجة يُدَق)

الشاعر احمد شوقي

حسن الخفاجي

9/12/2017

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here