“طريـق الشـاي” في كركوك يتحوّل إلى حاضنة لجماعة “الرايات البيضاء”

بات الحديث يتعالى بشأن ظهور تنظيمات إرهابية بمسميات جديدة، رغم أن أصلها لايبتعد كثيراً عن تنظيم داعش، الذي خسر كل الاراضي التي سيطر عليها بعد حزيران 2014.
وبعد شهرين من تحريرها، شهدت المناطق المحيطة بقضاءي الطوز وداقوق هجمات استهدفت مواقع وأهدافاً تابعة للجيش والحشد التركماني. ويعتقد أن منفذي تلك العمليات عناصر هاربون من داعش، استقروا في أماكن وعرة تقع في أطراف المحافظة.
وتأتي تلك التوترات الامنية بعد يومين من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي، النصر النهائي على داعش.
ويقول أبو رضا النجار، المشرف على الحشد التركماني، إن”عناصر داعش الإرهابي الذين هربوا من قضاء الحويجة بعد تحريره استقروا في مناطق ممتدة من غرب قضاء داقوق بامتداد مناطق جمبور وصولاً لمناطق محيطة بكلر وكفري وقادر كرم غرب الطوز وصولاً لمناطق محيطة بجبال حمرين وقره تبة”.
وتتميز تلك المساحات الجغرافية، التي لجأ اليها المسلحون، بأنها مناطق متشعبة وصعبة ووعرة، ولايمكن استخدام مركبات فيها. ويؤكد النجار في تصريح لـ(المدى)، أن”هؤلاء الإرهابيين هم دواعش هربوا من قضاء الحويجة واستقروا في المنطقة، ولدينا خطط لمواجهتهم وإنهاء وجودهم”.
وتشهد مدن وقرى الحويجة، منذ أسابيع، حوادث أمنية مختلفة، تمتد بعض الاحيان الى داخل مدينة كركوك. ويعجز مقاتلو العشائر عن ملاحقة المسلحين بسبب ضعف الإمكانات. وتنشغل بعض القطعات العسكرية بمهام جديدة، بعدما حلت محل قوات البيشمركة، التي انسحبت قبل نحو شهرين من كركوك.
بدوره قال ضابط في الجيش العراقي لـ(المدى)، ورفض الكشف عن هويته، إن”هؤلاء مجموعة من الدواعش والانفصاليين والمهربين الذين يتقنون فن التنقل والقتال في منطقة صعبة جغرافياً”، مشيراً الى أن المسلحين”نفذوا ثلاث هجمات الأسبوع الماضي وقدمنا أكثر من ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى”.
ويؤكد الضابط العراقي أن”تلك المجاميع تستقر بمناطق تمثل الحد الفاصل بين مناطق التماس بين القوات العراقية والكردية”.
ويطلق على هذه المجاميع (الرايات البيضاء)، أو (جيش أحرار السُّنة). وتضم عناصر من الكرد والعرب والتركمان، بحسب أحد قياديي الحشد الشعبي في كركوك.
ويقول أبو حسن طوزلو”إنهم مجاميع إرهابية يرتدي بعضهم ملابس بيضاء، ونحن نرصدهم وكان لهم ثلاث مركبات، والآن أصبح لديهم 12 مركبة وفيهم مقاتلون غالبيتهم من الكرد والتركمان والعرب”.
ويستدرك طوزلو بالقول إن”الدواعش الذين هربوا من الحويجة غالبيتهم من الكرد استخدموا طرقا مشوا فيها لأربعة أو خمسة أيام تسمى بطريق الشاي عبر نهر الخاصة بمحوري قضاءي داقوق والطوز”.
على الصعيد ذاته، يؤكد ضابط رفيع في جهاز الاستخبارات ان”هؤلاء مجموعة إرهابية تابعة لداعش والتحق بها بعض الذين تضرروا من دخول القوات الاتحادية الى المنطقة”.
ولفت المصدر الاستخباري، الذي صرح لـ(المدى) مشترطاً عدم كشف اسمه، أن”ما أثير عن أحرار السنة أو الرايات البيض هي تسميات لا أساس لها على الواقع،لأنها أثيرت بهدف خلق بؤر للتوتر بين المكونات”.
من جهته، ثمن النائب التركماني عن كركوك حسن توران”الجهود المبذولة لتحرير المدن من فلول عصابات داعش الإرهابية”.
وأكد توران، في بيان تلقت (المدى) أمس،”بدء مرحلة جديدة من بسط الامن وتعزيز الجهود لبدء الإعمار وتأهيل المناطق المحررة. داعيًا إلى تعويض عوائل الشهداء والجرحى والمتضررين من العمليات العسكرية”.
وطالب توران”القائد العام للقوات المسلحة بالاستمرار في استكمال مراحل فرض الامن في المدن المحررة وضرورة ملاحقة الخارجين على القانون والذين يرتكبون خروقاً أمنية في مناطق عمليات فرض الأمن وتحديدًا في محافظة كركوك وقضاء طوزخورماتو”.
وأشار النائب التركماني الى أن”قضاء الطوز شهد ليل إعلان بيان النصر السبت الماضي، قصفاً عشوائياً بقنابر الهاون من جهة المنطقة الجبلية المحيطة بالقضاء، وهو ما أسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين والاطفال والنساء والعزّل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here