أوراق ثقافية

بقلم : شاكر فريد حسن

للأدب دور هام في معارك الشعوب ونضالاتها الوطنية وثوراتها التحررية ، واليوم يسود الغضب العارم جماهير شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده على القرار الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، ونقل السفارة من تل أبيب الى القدس ، فما هو دور الأدباء والشعراء والمثقفين الفلسطينيين في معركة التصدي لهذا القرار الأحمق ، وهو في الواقع قرار اسرائيلي ولكن بتنفيذ امريكي ..!

……………………..

” رسائل لم تصل بعد ” كتبها وخطها قلم الروائي الفلسطيني الراحل عزت الغزاوي أثناء اعتقاله ابان الانتقاضة الفلسطينية الاولى ، التي تمر هذه الأيام الذكرى ال ٣٠ على انفجارها .

وهذه الرسائل تندرج في اطار أدب الأسر الفلسطيني ، وهي ليست بالشعر ولا بالقصة ، لكنها بلغتها الشاعرية ترتقي الى البعد الانساني ، وتبتعد عن الشعارات والخطابية والتقريرية .

ولمن لا يعرف الراحل عزت الغزاوي ، فهو أديب متنوع العطاء من قرية دير الغصون في محافظة طولكرم ، أشغل رئيساً لاتحاد الكتاب الفلسطينيين ، امتاز بابداعه الروائي والقصصي الملتزم بقضايا وهموم شعبه ، ونشر الكثير من المقالات والمداخلات والمتابعات الأدبية والنقدية في الصحف والمجلات والدوريات والملاحق الثقافية الفلسطينية ، وترك وراءه ارثاً ثقافياً وأدبياً منوعاً ، وقد استشهد ابنه برصاص قوات الاحتلال .

……………………….

الشاعر سعود الاسدي ، أمير القصيدة المحكية الفلسطينية ، يمتلك ملكة ابداعية وروحاً انسانية كنعانية دافئة ، وهو عاشق للجمال ومغرم بالغزل الرقيق الناعم الشفاف ، وله في هذا اللون الشعري عشرات القصائد الجميلة التي تمس الوجدان وتعانق القلب والروح ، ومن جميل شعره :

عا طريق العين ما أحلى المشي

يومن غمزتيني وقلت بترمشي

وفهمت يلله عالوعر نطلع سوى

وتهمشي الزعتر وقلبي تهمشي

…………………………

المرحوم الشيخ ابراهيم محمود شرقاوي ( عبورة ) المكنى بأبي شوقي ، كان امام الجامع القديم في قريتنا ” مصمص ” ، ويتمتع بصوت عذب وخلاب يطرب ويشنف الآذان ، واشتهر بقراءة الموالد النبوية .

كان مثقفاً واسع الاطلاع ، يقرأ ويكتب الأشعار ، ومما قاله في الغزل والنسيب :

حطيت الحب بقلبي وضاع المفتاح

قلبي ع مفرق بيتك دشرني وراح

…………………………..

الشاعر الفلسطيني المبدع غسان زقطان ، الذي قضى حياته في الشتات والمهاجر والمنافي القسرية ، عاد الى الوطن مع جموع العائدين ، اولاً الى غزة ثم الى رام الله ، يقول : ” أحن الى المنفى ” ..!!

…………………………….

المطارحات الشعرية فن أدبي يكاد يندثر ويمحى من الذاكرة الثقافية العربية ، فمن يعيد لهذا الفن ألقه ورونقه واعتباره ؟!

……………………………

كثر في زماننا لهاث الناس وراء المال ، ووصل الحد أن العديد من ” المثقفين ” تخلوا عن مبادئهم وافكارهم وفناعاتهم الفكرية لأجل المال ، ولهؤلاء جميعاً نقول ما قاله حاتم الطائي الذي عرف بالكرم والجود ، لزوجته ماوية :

اماوي ان المال غاد ورائح

ويبقى من المال الأحاديث والذكر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here