الطريق الى القدس يمر عبر كربلاء

الطريق الى القدس يمر عبر كربلاء
كان على احد ما من الأخيار او الأشرار لا يهم ان يبلغ المسؤولين الأيرانيين ان لأسرائيل حدود طويلة مع سوريا وان هناك اراض سورية تحتلها أسرائيل منذ عقود من الزمن و رغم المظاهرات و الأناشيد الحماسية و التهديدات التلفزيونية المطالبة بأسترجاع تلك الأراضي المحتلة قد ذهبت سدى و لم تنفع في استعادتها و بقيت اراض من الدولة السورية مقتطعة و ترزح تحت نير الأحتلال الأسرائيلي و تسام الذل و الهوان كل يوم و تداس الكرامة العربية و الأسلامية تحت جنازير الدبابات الأسرائيلية و بساطيل جنود الأحتلال و يعاني المواطنون في الجولان السوري المحتل الأمرين من ممارسات الجيش الأسرائيلي العنصرية و يدفعون ثمن عجز الحكومة السورية عن حمايتهم او تحريرهم من الصلف و العنجهية الأسرائيلية .
لم يتوقف الحكام الأيرانيون منذ انتصار الثورة الأسلامية بقيادة ( الخميني ) من التغني بالقدس و المقدسات الفلسطينية و التلويح بالقبضات و هي تلوح عاليآ في اشارات تهديدية واضحة و اصبحت المظاهرات الحاشدة هي السمة المميزة للجمعة الأخيرة من شهر رمضان و الذي اطلق عليها ( دغدغة ) لمشاعر المسلمين بيوم ( القدس ) و كانت كثيرة تلك المؤسسات و المناسبات التي عادة ما يكون ( القدس ) العنوان الذي يرمز اليها فكان و كما اسلفنا ( يوم القدس ) و كان كذلك فيلق ( القدس ) و غيرها من تلك التي تحمل اسم ( القدس ) و هنا من حقنا ان نتسائل هل ان تحرير القدس و رفع الهيمنة الأسرائيلية عنه يكمن في التسميات على مؤسسات و مناسبات و منظمات و جيوش ؟
كانت الحجة الجاهزة و الذريعة المقنعة لتلك الدول المتقاعسة عن قتال اسرائيل ان لا حدود مشتركة لها مع الدولة العبرية اما الدول الأخرى المتاخمة لأسرائيل اعلنت بكل وضوح انها لا تريد الحرب وقد وقعت عدة اتفاقيات سلام و عدم اعتداء مع اسرائيل مثل ( مصر و الأردن ) لكن هذا الأمر لا ينطبق على الدولة الأيرانية و التي اصبح لها حدود مشتركة مع اسرائيل من خلال ( الدولة السورية ) و من الممكن جدآ ان كانت الأرادة صادقة و النوايا الخفية كما هي في العلن ان تشن ( ايران ) الدولة الأشد عداءآ لأسرائيل هجومآ واسعآ انطلاقآ من سوريا الحليف القوي لأيران و المتاخم للأراضي المحتلة و بما ان الوجود العسكري الأيراني قائم و متواجد على الأراضي السورية و بأعداد كبيرة و قابلة للزيادة ان دعت الضرورة ذلك و ان الجنرال ( المعجزة ) سليماني قائد فيلق ( القدس ) هو الآخر في حضور مستمر هناك و كذلك الفصائل التي تسير وفق اشارات و توجيهات ( الولي الفقية ) من ( حزب الله اللبناني ) الى العديد من فصائل ( الحشد الشعبي العراقي ) متحالفة مع المجاميع الأفغانية المسلحة ( فاطميون ) في جيش عرمرم يهاجم اسرائيل و يحرر كل فلسطين و من ضمنها القدس .
كان الأيرانيين يرددون دائمآ عبارة ان ( طريق القدس يمر عبر كربلاء ) و بما ان الطريق الى كربلاء لا بل ابعد منها اصبح معبدآ فأن الحلم الأيراني في الوصول الى القدس قد تحقق الشطر الأهم منه ولم يبقى امامهم سوى اجتياح الأراضي الفلسطينية المحتلة و تحريرها كما وعدوا و القبض على اليهود و رميهم في البحر اما التمترس خلف الشعارات البراقة الكاذبة و ايهام الناس و بالأخص الشباب منهم و اقناعهم بالقتال في حروب ( الولي الفقية ) التي ما ان تخمد في بلد حتى تندلع في بلد آخر و اينما حل جنود ( الولي الفقية ) في مكان حل الخراب و عم الدمار ذلك المكان لأن النيات و المقاصد سيئة و انتهازية و غير صادقة حيث ان حروب ( الولي الفقية ) و معاركه الكثيرة لا تحدث على الأراضي الأيرانية ما عدا تلك التي اجبرت ايران على خوضها عندما هاجم ( صدام حسين ) ايران في تلك الحرب الشهيرة .
لقد نجحت الدعاية الأيرانية الذكية و على مدى عقود من الزمن في تصوير ايران على انها البلد المسلم الشيعي و الذي يدافع اولآ و قبل كل شيئ آخر عن المسلمين عمومآ و الشيعة خصوصآ من منطلق فكري عقائدي و ليس سياسي مصلحي و هذا هو الزيف و الدجل في اوضح صوره فالدولة الأيرانية مثل غيرها من النظم السياسية للدول تتخذ من المصالح العليا للدولة الوطنية المقام الأول في سلم الأولويات و ليس هناك شيئ يقدم مجانآ و دون مقابل اما الشعارات و الهتافات فهي ذر الرماد في العيون بغية الحصول على اكبر عدد ممكن من المؤيدين و المستجيبين لتلك السياسات المعلنة و هذا ما حصل فعلآ عندما تشكلت كتائب قتالية فدائية من العديد من الشعوب تقاتل و تحارب تحت الراية الأيرانية .
لسنا من المعترضين او المناوئين لتلك الراية الأيرانية و التي يتجمع حولها العديد من الألوية و الفصائل المسلحة التي تؤمن و تؤيد نظرية ( ولاية الفقية ) و لكننا نختلف في اهداف و استخدام تلك الفصائل في الحروب الأيرانية المتعددة و في اراضي الدول الأخرى و نرى ان تكون وجهتها هذه المرة الأراضي المحتلة في فلسطين لا سيما و ان الأراضي السورية باتت خالية او شبه خالية من الأرهاب الداعشي و كما اعلنت وزارة الدفاع الروسية ذلك في القضاء على تنظيم ( داعش ) في الأراضي السورية و عليه فأن النظام السوري لم يعد بحاجة الى تلك الفصائل التي كانت تقاتل الى جانبه طالما لم يعد للتنظيم الأرهابي ( داعش ) من وجود و طالما كانت الشعوب الأسلامية تواقة و تصبو الى تحرير اولى القبلتين و ثالث الحرمين و مادامت قوات ( الولي الفقية ) متأهبة و متوثبة و مجهزة عدديآ و معنويآ فما المانع من الأجتياح العارم و الهجوم الكاسح الذي سوف يمحو من الخارطة الدولة اليهودية ( اسرائيل ) كما يتمنون و تكون دولة ( ولاية الفقية ) المترامية الأطراف قد حققت ما بشر به النبي ( محمد ) و كما ورد في الصحاح المعتمدة عن زوال دولة اليهود المتأخرة و المقصود بها ( اسرائيل ) .
حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here