النائب الربيعي أراد ان يذم الوزير الجعفري فمدحه

محمد رضا عباس
لا اشك بوطنية ابن الموصل النائب موفق الربيعي ولا بتاريخه وتاريخ عائلته النضالي , وبما انه يحمل شهادة طب , إضافة الى تاريخه السياسي الطويل , فكانه لا يشعر قد اخذ مكانه “الطبيعي” في العراق الجديد. مسؤول الامن القومي سابقا و نائب عن الائتلاف الوطني لاحقا , وجد نفسه مجرد نائب مثله مثل 275 نائبا اخر , البعض جاء بالتوافق , والأخر جاء عن طريق الكوتا والأخر جاء عن طريق إضافة أصوات من حصة رئيس كتلته الى حصته , حيث قرأت ان احد النواب اصبح نائب ولم يصوت له الا خمسة اشخاص. الدكتور الربيعي , على ما يبدوا غير مقتنع بوظيفته , وينظر الى نفسه بانه قد ظلم وان مؤهلاته الاكاديمية و السياسية هما اعلى درجة من زملائه في البرلمان , ويستحق وظيفة اعلى يظهر بها على شاشات التلفزيون كل ليلة.
اعتقد هذا هو سبب هجوم الدكتور موفق الربيعي الغير مبرر والغير أخلاقي والغير مهني ضد الدكتور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقية. لقد قلت ان الهجوم غير مبرر ,لان السيد الجعفري قد نجح في وظيفته نجاحا منقطع النظير واصبح محط حسد من قبل أعدائه و احبائه . في ظل وزارة السيد الجعفري رجع العرب الى العراق وبزمنه اصبح العراق يقود عدد محترم من الوكالات الأممية , وفي زمنه كثرت زيارات قادة الدول الى العراق , وبزمنه انطلقت ساق السيد حيدر العبادي شرقا وغربا , وفي زمنه تحقق التوازن السياسي الإيراني العربي في العراق وفي زمانه كثرت مشاركات العراق في المؤتمرات العالمية وكثرت المؤتمرات الإقليمية والعالمية في العراق . اعتقد ان من الانصاف ان تقدم الى هذا الرجل وثيقة الشكر والعرفان ووسام يميزه عن اقرانه.
قلت ان هجوم النائب موفق الربيعي على الدكتور الجعفري غير أخلاقي , لان الهجوم لم يكون بسبب اخفاق الجعفري في مهنته , وانما اتهم السيد الجعفري بانه يملك الجنسية الإنكليزية وانه يدخل إنكلترا بالجواز الإنكليزي وليس العراقي . فما العيب بذلك ؟ وهل ان السيد الجعفري هو الوحيد الذي يحمل الجنسية المزدوجة؟ حسب قراءاتي ان معظم الساسة العراقيين والقائمين على إدارة الدولة العراقية يحملون الجنسية المزدوجة , والامر معروف , لان هؤلاء فد هربوا بجلودهم من بطش حزب البعث وسكنوا في بلدان غير بلدهم ومن حقهم الحصول على الجنسية من اجل تمشية امورهم اليومية. حتى الذين هربوا بعد التغير من العراق, 2003, سوف يكون لهم جنسية مزدوجة , فهل نرفضهم لانهم هربوا من اجل حياتهم ؟ الهجوم غير أخلاقي , لأن النائب الربيعي اتهم الوزير الجعفري انه يملك دارا في لندن وان قيمة الدار كانت 1.5 مليون باوند والان صعدت قيمته الى 4 ملايين باوند ! ما العيب في ذلك ؟ الجعفري لم يشتري مول تجاري , حتى نتهمه بالسرقة , ولم يشتري عمارة سكنية , ولم يشتري منتجع في جزر الهاواي . السيد الجعفري اشترى بيت , ولكل انسان له الحق في شراء دار سكني له , فما العيب بذلك ؟ وما ذنب الجعفري اذا ارتفع قيمة داره من 1.5 مليون باوند الى 4 مليون باوند . ثم ما الغريب ان يشتري شخصية مثل السيد الجعفري دارا في محل سكناه , لندن , وهو موظف في الحكومة العراقية منذ عام 2003 , وكان يعمل في لندن قبل التغيير في العراق. يا سيدي موفق, لقد جاء بعض العراقيين الى أمريكا ولم يملكوا اكثر من الف دولار , ولان لديهم بيوت , لا ادعي ان بيوتهم قصور شعشوع , ولكن البعض منهم صدقني اقرب الى قصر شعشوع. النقطة التي اريد ان اكدها , ان السيد الجعفري لم يتهم بانه قد سرق المليارات من الدولارات كما يتهم البعض بعض السياسيين , وعلى الرغم من شكوكي بذلك , لان ميزانية العراق منذ التغيير الى الان لا تتحمل سرقات المليارات من الدولارات . احد الكتاب اتهم المالكي بتبديد وسرقة 1000 مليار دولار , بالوقت الذي 73% من هذا الرقم ذهب على شكل رواتب لموظفي الدولة . يجب على المثقف فرز الاتهام السياسي عن الحقيقة.
لقد قلت ان اتهام النائب الربيعي غير مهني , لأنه من المعروف ان لا يعطي الطبيب معلومات عن حالة مريضه , الا الى ذويه وبموجب طلب موقع عليه , وهذا الشأن يعرفه الدكتور الربيعي من خلال ممارسته مهنة الطب في لندن , فهل من الاخلاق ان يذيع اسرار مرض زميل له على وسائل الاعلام ؟ ثم ما العيب ان يصاب شخص بتعب او ارهاق؟ وهذا الأقل القليل من شخص في عمر السيد الجعفري , وهو يقود اكثر الوزارات حساسية , حيث ان مشاكل العراق الخارجية تشيب حتى الأطفال الرضع .
اعتقد , ان النائب موفق الربيعي لم يجد ما يذم به الدكتور الجعفري فرماه بتهم يضحك منها الأطفال و عملية مكشوفة من اجل تسقيط الوزير الجعفري حسدا منه ليس الا. بالحقيقة , ان كشف النائب الربيعي عن حالة الدكتور الجعفري الصحية وامام وسائل الاعلام هي عملية غدر صديق لصديقه وهذا لا يجوز في الإسلام ولا في جميع الأديان السماوية والتي اوصت برعاية المريض والوقوف على حاجاته , وتذكرني بقصص غدر كثيرة من أصدقاء لأصدقائهم .
الدكتور الجعفري يستحق الشكر والثناء من الدكتور الربيعي , لان بجهود الوزير الجعفري والاخيار من حوله ارجعوا العراق قويا معافى محترما بين الأمم , وان هذا الاحترام الاممي الى العراق ينجر الى جميع مؤسسات الدولة العراقية بما فيها البرلمان العراقي والذي الدكتور الربيعي احد اعضاءه . كان من الأولى بالدكتور الربيعي انتقاد الوزارات الأخرى التي تخلفت عن إنجازاتها مثل وزارة الصناعة والزراعة , حيث ان كلا الوزارتين قد تخلفتا عن إنجازات وزارة الداخلية , الدفاع, الخارجية , والتخطيط. كان من المفروض على النائب الربيعي ان يظهر على شاشات التلفزيون وهو ينتقد تخلف وزارة الزراعة عن تجهيز المائدة العراقية بالإنتاج الزراعي العراقي , لا ان تكون مائدته من الإنتاج الهندي والإيراني والأردني والبنغالي واليمني. وكان عليه انتقاد إنجازات وزارة الصناعة والتي ما زالت بائسة ومازالت تتعكز معظم مشاريعها على الميزانية الاتحادية والسبب في انتشار البطالة بين مئات الالاف من الشباب والكفاءات العلمية. النائب الربيعي أراد ان يذم الدكتور الجعفري فرفع شانه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here