ريبورتاج: الحرائق المفُّتعلة تعود تهديداتها

ريبورتاج : الحرائق المفُّتعلة تعود تهديداتها..

 محرر الصفحة

 متضررون: هناك من يروم تحويل الشورجة إلى مول تجاري..

يتحدث عباس والحرقة تلسع كلماته، وهو ينظر لما تبقّى من البضاعة التي استوردها قبل أيام، وكيف تحوّلت (خمس شدات) 50 ألف دولار، الى رماد، في الوقت ذاته، يفكّر بطريقة يُسدّد به الثمن المتبقي بذمّته للتاجر التركي… فيما قرّر سجاد، ترك العمل في الشورجة والمحافظة على ماتبقّى من رأسماله التجاري، بعد أن فقد جزءاً منه في حرائق سابقة، واحتاج لفترة غير قصيرة، لتدارك تلك الخسائر غير المتوقعة!.
في الوقت الذي عاتب فيه حسن قاسم (صاحب محل متضرر من الحريق) صديق سجاد، لترك العمل في الشورجة، أصرّ على البقاء وعدم الرحيل حتّى لو تكررت الحرائق، إذ يفضّل عدم ترك محله الذي ورثه من أبيه، لأهواء التجّار والمتنفذين السياسيين الذين يرومون تحويل الشورجة والسوق العربي الى مركز تجاري أو مولات حسب قوله.. كما نبّه الى ضرورة أن تأخذ الاجهزة الامنية دورها في التحقيق وكشف أسباب الحرائق الحقيقية ومن يقف خلفها.
مرة أخرى تعود الحرائق الى الشورجة، وهذه المرة توضّح الاجهزة الامنية وتعلن، أن الحرائق بفعل فاعل، كما بيّن ذلك المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن، قد يكون هناك فعل فاعل من خلال المعلومات الأولية وخبرة مدير عام الدفاع المدني والخبراء المتواجدين قرب الحريق. مبيناً: أن 25 آلية من الدفاع المدني متواجدة في مكان الحريق (حريق الشورجة) لإخماده، حيث عمارة روز المكوّنة من طابقين والمجاورة لكنيسة أمّ الأحزان.
من جهتها، أعلنت مديرية الدفاع المدني، عن وجود شكوك بأنّ يكون حريق منطقة الشورجة قد حصل بفعل فاعل، مشيرة إلى أنها، تنتظر اللجان الفنية والأدلة الجنائية للبتّ في ذلك.
وقال مدير العلاقات والإعلام في المديرية، العقيد جودت عبد الرحمن، إنّ جميع الحوادث المتشعّبة، كحريق الشورجة، يوم أمس، تحال إلى اللجنة الفنية، لقيام خبراء الأدلة الجنائية بتحديد مسبّباتها، مشيراً إلى “وجود شكوك بأن الحريق قد حصل بفعل فاعل، لأنه نشُب في وقت واحد من المخزن إلى الطابق الأخير. مضيفاً: أنّ رجال الأطفاء، قاموا بعملية عزل وتبريد في ساعات متأخرة من يوم اندلاع الحريق، مشيراً إلى أن، المديرية تنتظر حالياً، نتائج اللجنة الفنيّة بشأن الحريق.
المتابع للشأن الاقتصادي، إيهاب المسعود، بيّن أن هناك قرابة 800 محل تجاري ومخزن، تضررت واحترقت في الشورجة، موضحاً أن الخسائر المالية قد تجاوزت المئتي مليون دولار، وتضرر اكثر من عشرة آلاف شخص بين تاجر رئيس ومستورد وبائع وصاحب بسطية وعامل نقل..
وذكر المسعود، ليس من المعقول أن يتم خزن بضائع متنوعة بطرق بدائية وتكديس بعضها فوق البعض، دون الأخذ بالحسبان المخاطر الناجمة عن ذلك، لافتاً الى ضيق المكان والتجاوزات وعوامل أخرى، تسبّبت بتضاعف الخسائر المالية. منوهاً الى أن، أغلب التجّار، وللأسف، لايعترفون بوثيقة التأمين الوطنية والتي هي الأخرى لم تسعَ لنشر ثقافة التأمين في الأوساط العامّلة بالتجارة والصناعة .
الى ذلك بيّن مدير الدفاع المدني، اللواء كاظم سلمان، جملة أسباب أدت الى سرعة انتشار حريق سوق الشورجة، يوم الاثنين الماضي.
وقال سلمان في تصريح صحفي، أنهينا عمليات الكشف النهائي وتمّت السيطرة على الحريق الذي اندلع بعمارة في الشورجة، بعد أن بدأ منذ الساعة الرابعة من مساء أمس، وإخماده بشكل كامل في العاشرة من صباح اليوم التالي، مؤكداً أنه تمت السيطرة على النيران ومنع انتشارها رغم الانفجارات بقناني العطر وهبوب الرياح التي تدفع النيران الى الخارج. مضيفاً: أن العمارة كانت مكوّنة من ثلاثة طوابق، ونشب الحريق في الطابق الأرضي وصعد الى الطوابق العلوية في غضون أربع دقائق، ولم تستطع فرق الدفاع المدني التي كان مقرها قريباً جداً من مكان الحادث من السيطرة المبكرة على الحريق.
وتابع مدير الدفاع المدني، أن هنالك جملة مسبّبات أدت الى هذا الحريق الكبير أو ساعدت عليه وانتشاره بصورة سريعة، منها المخازن الهائلة للعطور ومواد التجميل في الطوابق السفلية والسراديب، اضافة الى جعل الطابق الثالث مكاناً لخزن الملابس، مع طرق التخزين البدائية وعشوائية مدّ أسلاك نقل الطاقة الكهربائية.

المدى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here