عالم جين اوستن

بلقيس الربيعي

في منتصف الستينات من القرن الماضي كانت مكتبة جامعة بغداد ومكتبة كلية التربية تزخر

بكتب جين اوستن وشارلوت برونتي و أملي برونتي . وكانت تدرس في قسم اللغة الأنكليزية

منها ” الكبرياء والتزمت ” و ” العقل والعاطفة ” لجين اوستن و ” جين اير ”

لشارلوت برونتي و ” مرتفعات وذرينج ” ل املي بروتني. و بمناسبة ذكرى ميلاد

.جين اوستن في السادس عشر من ديسمبر أحببت أن اكتب عنها

ولدت الروائية جين اوستن في 16 ديسمبر 1775 وتوفيت عام 1817 عن عمر واحد واربعين

عاما بسبب مرض السل . رغم أن جين اوستن قد عاشت في القرن التاسع عشر، لكن أفكارها

وشخصياتها تتجدد في عصرنا الراهن . وجسدت جين اوستن في رواياتها الحياة الريفية

.البسيطة

بدأت جين اوستن الكتابة مبكرا وما أن أكملت عامها العشرين، أنهت روايتها ” الكبرياء والتزمت

وتعتبر هذه الرواية أروع ما كتبته جين اوستن والأكثر شهرة ونشرت عام 1813 . والرواية

. تخاطب كل الناس وتقترب من مشاعرهم رغم ان احداثها تدور نهاية القرن التاسع عشر

وتدور أحداث الرواية عن خمسة أخوات يبحثن عن أزواج مناسبين والأم التي تسعى

للحصول على زواج سعيد لبناتها . وتركز جين اوستن على قصة واحدة منهن ، اليزابث البنت

.شديدة الذكاء والكبرياء ودارسي المتكبر والأثنان يعيشان في صراع

أن كتب جين اوستن لاتدور فقط عن الحب، بل تدور بنفس القدر عن المال. الحب والمال يتداخلان

.مع بعض

و روايتها ” العقل والعاطفة ” التي أخرجها المخرج أنغ لي الوافد من تايوان الى فلم سينمائي و

وكتبت السيناريو ايما تومبسون وكذا دور البطولة فيه، تحكي عن الوحدة التي تعانيها اربع

نساء محبطات مع الرجل و بدونه واستطاعت ايما تومبسون أن تصوغ الرواية في سيناريو يقدم

.مجتمعا نسائيا خالصا يجد صعوبة بالغة بالحصول على ازواج مناسبين

ورغم أن وقائع الرواية مسرحها في نهاية القرن التاسع عشر في انكلترا، فأن شيأ من الاحباطات

الواردة فيها لايختلف عن واقعنا الراهن، حيث صراع الأنوثة مع نفسها يبلغ الذروة كلما وصلت

.الأمور الى مرحلة اللقاء بالرجل

أم وثلاث بنات.. يموت معيلها ولم يترك لها مورد مالي سوى خمسمئة جنيه سنويا

لايكفيهن مؤونة الحياة العادية، لكن العائلة تمارس اقصى درجات الستر . تقع ايلينا و ماري آن

في حب شابين الأول كان صادقا جدا لكن ظروفه ضغطت عليه فترك المنطقة . أما الثاني فكان

محتال غرام وهو ما اوقع ماري آن في احباط كامل رضيت في ختامه الزواج من الكولونيل

.براندون كجزء من التعويض

وازداد طلب المخرجون السينمائيون على روايات جين اوستن لتحويلها الى افلام سينمائية

ومسلسلات تلفزيونية لأن جين اوستن تقدم للقاريء وللمشاهد قصصا عائلية رومانسية وحياة

ريفية بسيطة لامكان فيها للعنف أو للجريمة و أفكارها وشخصياتها تعيد نفسها في

.عصرنا الراهن، كما أن الاحباطات التي تناولتها رواياتها لاتختلف عن واقعنا الحالي

وفي تسعينيات القرن الماضي افتتح معرضا في ستوكهولم بعنوان ” عالم وحياة جين اوستن ”

يتحدث عن حياة وعالم الكاتبة الأنكليزية جين اوستن . وجولة في ربوع المعرض يستطيع الزائر

التعرف على نمط الحياة البسيطة التي عاشتها جين اوستن كما يستطيع أن يطلع على الرسائل

التي كانت ترسلها الى اختها، تلك الرسائل التي شكلت اطارا لرواياتها . كما عُرضت في المعرض

.الملابس والقبعات والأكسسوارات التي أستخدمت في الأفلام التي تحمل أسماء رواياتها

وعرض فلم “ايما ” الذي قامت ايما تومبسون بصياغة السيناريو والبطولة فيه والمقتبس عن
رواية جين اوستن التي تحمل العنوان نفسه في دور السينما السويدية في يوم افتتاح المعرض

” كما قدم التلفزيون السويدي مسلسل ” الكبرياء والتزمت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here