هل سينتصر “العبادي ” في الحرب على الفساد؟

أثيرالشرع

يُعرف الإصلاح : بأنه تحسين وضع أو تعديل خطأ في مسار أوسياسة، أوتغيير فاسد، وتعيين مختصين للإدارة والقيادة، و إستخدام مصطلح “الإصلاح” بالسِياق السياسي في أواخر عام 1700م “من قبل حركة كريستوفر ويفل” التي سعت للإصلاح البرلماني حينها.

يختلف الإصلاح عن الثورة بعدة نقاط: فالثورة تسعى للتغيير الشامل و الجذري، والإصلاح يهدف لمعالجة بعض المشاكل و الأخطاء الجادة دون المساس بأساسيات النظام، و بهذا فإن الإصلاح يسعى لتحسين النظام القائم دون الإطاحة به؛ و يعد الإصلاح ضرورة في البلدان النامية؛ لتحسين مستوى المعيشة؛ و يتم غالباً بدعم من المؤسسات المالية الدولية ووكالات المعونات، و يمكن أن يتضمن إصلاح السياسات الإقتصادية، والخدمات المدنية، و الإدارة المالية العامة.

خلل السنوات المنصرمة، وفي ظِل حُكمٍ لمْ يرَ الشعبُ منه أي (نفع)؛ بسبب المحاصصة والإختلاف والأزمات التي نشأت نتيجة ذلك، وفي ظل الظروف الراهنة وما سبقها، تتسابق الأحزاب والتيارات بما تمتلك من أدوات إعلامية، بالمتاجرة بآلام الشعب؛ والظهور الإعلامي لأي مسؤول، ليمثل دورالفارس المُنقذ الذي سيهزم الفساد وينتزع حقوق الشعب من الفاسدين، الشعب الذي مغلوباً على أمره؛ لم يعد يثق بأي سياسي؛ بسبب المعاناة الكبيرة التي طال أمدها وطغيانها.

لِكُلِ حِزبٍ قناةٌ فضائية تُمجّده وتَنعتُ تأريخه بالأبيض والمُناهض للديكتاتورية والطغيان، دعونا نُحاسب كل سياسي (من أين لك هذا) ؟. منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا، ماهي المُنجزات التي تحققت..؟ وما هي منجزات كل مسؤول..؟

عندما دعا بعض رؤساء التيارات والأحزاب، لتنظيم تظاهرات تندد بالأوضاع المأساوية للمواطن العراقي، رافعين شعار(الإصلاح) كانت تداعيات التضاهرات ضعيفة أمام المواطن. وفي الفترة الحالية تُطالب جميع الأحزاب والشخصيات السياسية بالإصلاح، بكل مفاصل الدولة؛ فمن هو”الفاسد والمفسد”؟!

قارع الشعب العراقي, الأمويون، العباسيون، العثمانيون، الإنكليز، صدام، والجوع والعطش وها هو يقارع الإرهاب والفساد والسياسات الحمقاء التي يحاول طغاة العصر فرضها وكأنها صفقة لابد أن تتم. فخلال 35 عاماً عانى عراقيوا الداخل إن صحت التسمية؛ ظلم وجور دكتاتور تسلط على رقاب الشعب العراقي, كان شِعاره” إما أن تكنْ معي, أو ستكون طعاماً سائغاً للكلاب المسعورة, في غياهبٍ مجهولة”.

“جمهورية الخوف” الجمهورية العراقية, جمهورية المقابر الجماعية, 30 مليون شهيداً وليس فقط الشهداء الذين أخرجتهم الجرافات أو أنامل ذوي الشهداء من المحاويل أو نكرة السلمان أو سهل عكاز! كل عراقي عاش في عهد البعث فهو شهيد, وما زال الشعب العراقي شهداء رغم شعارات التحرير والحرب على الفساد، فأرحموا الشهداء الأحياء أيها السياسيون الباحثون عن التسلط والمال وتجاهلتم الإهتمام بالخدمات وتوفيرالدواء لشعبٍ مات مراتٍ عِدة.

إن التحزب أصبح ظاهرة وقبلة لـ”تجار الدم” وقد تكاثر المسيسون بشكلٍ عجيب بسبب كثرة الأزمات وعدم وجود حلول منطقية لها, مما أدى الى بروز بعض المحسوبين على الساحة السياسية, وبدأ المشوار السياسي بشعار مزيف أسموه ” الإصلاح السياسي” وبعد إن صفق لهم مساكين الشعب (الذين يتشبثون بعصا ناجية) كما يُقال, وبعد إن أصبحت كروشهم ممتلئة, وجيوبهم عامرة من مال الشعب، أصبحت مطالب الشعب بالنسبة اليهم, غير مشروعة؛ فمطالب الشعب الآنية تُضمن إنتقال العراق إلى مرحلة جديدة، وهذا هو “الإصلاح المنتظر” من الدكتور حيدر العبادي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here