العراق والفوضى السياسية !

العراق والفوضى السياسية !

احداث العراق وبروز الدور الخبيث لدول الاقليم وكذلك الخونة من الشعب العراقي والضجة الخبيثة التي اعقبت هذه الاحداث بنشر كل ماهو قبيح وغير انساني على صفحات الصحف والتلفزيونات المغرضة ومواقع التواصل الاجتماعي وغیرها ، اخرجت لنا الكثير من الوقائع التي لطالما كانت مدفونة في عقول هؤلاء المتخلفين والحاقدين والعنصريين وما يسمون بالمثقفين والسياسيين ايضاً ، فمنهم من اصبح الكذب والنفاق من اولوياته ومنهم من يفتخر بعرقلة الدستور ومنهم من بات يصفق لا لشيء سوى انه عنصري وشوفيني منافق ومنهم من قام بتركيب الصور باستخدام التقنيات الحديثة ليقول ان السياسي الفلاني هو خائن او متخاذل وغيرهم من الفوضويين والانتهازيين .

ان هذه الحالة تعكس الصورة الحقيقية لهؤلاء وتظهر الوجه القبيح والحقير ومدى رعونتهم وغباءهم وفقدان الشرف المهني والسياسي والوطني وحتى الانساني ، وتجعلهم في خانة الفوضويين والانتهازيين والخونة لتشويههم للحقائق وافتعال الفوضى والفتن وتبرير فشلهم الذريع والمستوى المتدني في السياسة والثقافة والوطنية والانتماء .

ان العراق وبعد سقوط النظام الفاشي العفلقي اصبح ساحة لوصول الكثير من الانتهازيين والوصوليين ومن ليس له اي ثقافة ولا يفهم الف باء السياسة والوطنية والانتماء الى مواقع كانوا لايحلمون بها في السابق متصورين ان الدخول في العملية السياسية وادارة البلاد هي نزهة بسيطة لا تحتاج الى جهد يذكر ، في حين ان الدولة تحتاج الى اناس متمرسين وقادرين على تحمل المسؤولية وحساب المخاطر المحدقة بالبلد وسن القوانين ودراسة الوضع العام برمته ووضع الاسس الكفيلة بالحفاظ عليه وكيفية التعامل مع الاخرين في الداخل والخارج .

هؤلاء الانتهازيين والوصوليين هم سبب كل هذه المأساة التي يعيشها الشعب العراقي المحكوم عليه دوماً ان يحكمه شلة من البعيدين عن الوطنية والانتماء ويحملون الكثير من الحقد والكراهية للاخر دون ان يكون لهم ذلك الفكر العميق لبناء الدولة الكفيلة بصيانة وحفظ كرامة المواطن المسكين ليشعر هو الاخر بانه ينتمي لهذه الدولة ويقوم بدوره الفعال في البناء والتقدم .

هؤلاء يمثلون احزابهم فقط ولايمثلون الشعب العراقي الذي انتخبهم والصراع المحتدم بينهم سببه التعنت وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة للوطن وما نراه في اروقة البرلمان العراقي خير دليل على ذلك ، واحتدام الصراعات وحتى استخدام العبارات الغير لائقة بهم كسياسيين ، وكذلك الاتفاقات التي تحصل في بيت هذا السياسي او ذاك لتوزيع المناصب وكأن العراق اصبح ساحة للمزاد العلني بحيث يتصرفون كيفما يشاؤون دون الاخذ بالاعتبار الشعب العراقي وغياب الخدمات البسيطة التي يحتاجها المواطن البسيط .

على هؤلاء السياسيين ان يعوا ان العراق في مرحلة حرجة ويحتاج الى التعافي من الازمات المتكررة وقد تصل الى حالة من الفوضى والتي لايمكن الوقوف امامها والقيام بما يكفل الامن والامان وتوفير مستلزمات الحياة الحرة الكريمة للمواطن الذي تعب من الانتهازية والوصولية والتماطل واللامبالاة والاسراع بتشكيل الحكومة وبناء الدولة .

بقلم
جلال باقر
‎2017-‎12-‎23

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here