ورثة السلطة و الحكم في العراق !!

ورثة السلطة و الحكم في العراق !!

صحيح لا يوجد عندنا في العراق حكم ملكي وراثي مباشر كمؤسسة قائمة بحد ذاتها ، ، إنما نظام حكم جمهوري وفقا للدستور ، غير إن واقع الأمر غير ذلك ، ففي العراق و تحديدا بعد الغزو الأمريكي و انهيار النظام السابق ، تشكّل عندنا نظام حكم وراثي من قبل أمراء الطائفية و فرسان المذهبية و القومية الذين تيقنوا و اعتقدواـــ بعدما حصلوا على السلطة من قبل الإدارة الأمريكية على صينية من الذهب و بكل مجانية و رخص عجيبين ـــ بأن فرصتهم التاريخية قد جاءت على غفلة من الزمن ، فيجب أن لا يتركونها تتملص من بين أيديهم بنفس البساطة والسهولة التي حصلوا على السلطة من خلالها ، بل الأنكى من ذلك هو أنهم قد أضحوا على قناعة تامة بأن هذه السلطة والحكم من نصيبهم و حصتهم ” كعطايا ربانية ” !!يجب التمسك بها بالأظافر و الأسنان و أنه من حق الأبناء أن يتوارثوا سلطة و حكم وموقع ونفوذ سياسييَّن عن آبائهم ، و هكذا رأينا كيف توارث عمار الحكيم سلطة والده في المجلس الأعلى ليصبح بين ليسلة وضحاها ” بتاع كله ” و كذلك مقتدى الصدر كيف توارث سلطة والده الدينية و الاعتبارية و ” الجماهيرية الغفيرة ” !!، ليكون صاحب ساطة دنيوية في محافظات وسط و جنوب العراق ، بينما أحمد نوري المالكي في طور تهيئة في حالة رحيل والده ، و نفس الشيء ينطبق على مثنى حارث الضاري الذي توارث السلطة الاعتبارية و الدينية عن والده ليقود هيئة العلماء المسلمين السلفية و القاعدية ، بينما في كوردستان العراق برز إلى الواجهة مسرور البارزاني أبن مسعود البارزاني في أربيل و قوباد الطالباني أبن الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني في السليمانية ليتوارثا السلطة شيئا فشيئا ، كورثة ” أصليين ” و فعليين للسلطة رغما على أنف من شاء أو أبى ..
هذا دون أن نتحدث عن الوراثة العائلية للجاه و السلطة والحكم و النفوذ السياسي و المالي من قبل آل النجيفي في الموصل ..
و هكذا دواليك و كثرة الدواليب في عراقنا الوارثي العجيب !!..
وهو الأمر الذي يعني بأنه :
ــ عبثا يوجد عندنا نظام جمهوري فالحكم الفعلي في العراق هو حكم ملكي وراثي أن كان هجينا وزائفا هزيلا .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here